نحن بحاجة لأكثر من نصير .. كنصير الحمود .. !!


يبقى الانتماء للوطن هو ميزان للعدل والطمأنينة الإنسانية ، فالأمن والأمان هيّ من المقومات الداعمة لرفع شأن الدول والشعوب ، والاستقرار الأمني يخلق أجواءً كثيرة من التفاؤل في كافة ميادين الحياة ، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وكل مجال مرتبط بالآخر ، لتكوّن بالتالي حلقةً مترابطة الأطراف ، لا يمكن الاستغناء عن أي طرف منها . !!

قد تظهر بعض الآلام الاجتماعية بين الشعوب ، وهذا يحصل في اغلب دول العالم ، لكن التعاطف والتماسك العربي دائماً يشدنا إليه ، فلم يتولد فينا هذا الشعور مصادفةً ، بل استقيناه من روح عقيدتنا الإسلامية السمحة ، تجدنا أحياناً نتصرف بقلوب من الصخر ، لكنها سرعان ما تنصهر وتلين القلوب ..!! إلاّ أن هذا لا يعني إننا لسنا بحاجة لقليل من الثقافة بميادينها المختلفة ، حتى لو كانت على مبدأ " العلم بالشيء أفضل من الجهل به " ..!!

مواقف إنسانية كثيرة ، وأيادي بيضاء متعددة مُدّتْ ، وكان جُلّ اهتمامها رفع الآلام عن بعض الفئات البائسة في هذا المجتمع ، استطاعت تلك الفتاه الجامعية التي عبرت عن مشكلتها وعن كثير من الأسر التي لا زالت تتمتع بشموخ عفتها عن مدّ اليد ، مختبئة خلف جدران حيائها الأصمّ ، ولم يكن من تلك الفتاه الجامعية ، التي لم تأخذ حقها من الحياة بعد ، إلاّ الإيثار بنفسها لأسرتها ومن هم في ألمها سواء ، ولولا حفظ الله كان لها حافظاً ، كأن بها أنذرت نفسها لهذا المجتمع بأسره .. !!!

نعم وبذات الإيثار الذي لمسناه من هذه الفتاة النشمية " بنت ذيبان " الشامخة شموخ البناء الذي سردت من أعاليه قصتها وأهلها ، ومن هم في مأساتها أيضاً ، وكأن باختيارها لشموخ هذا المبنى هو السموّ بمأساتها تقرباً بسمو رب العزة في مكانه ...

و ما كان من سفير النوايا الحسنة الدكتور نصير الحمود ، إلاّ أن يؤثر جميع أبناء بلدتها بوقفةٍ إنسانيةٍ ليست غريبة على نشامى ونشميات الأردن , و لم يكن من إبن الأردن إلاّ أن يردّ الإيثار بإيثار يوازي أو يزيد لصاحبة " الأوَّلى " من صاحب " الأوَّلى " الدكتور نصير الحمود على الصعيد الإنساني ، فدعمه لهذه الفتاه لإكمال دراستها ، وراتباً شهرياً لها ولأسرتها ، ومشروعاً تنموياً لبلدتها ، ما هيّ إلاّ ثمرة الانتماء لثرى هذا الوطن وقيادته الذي لم يبخل أبداً في عطاءه لا في عسرةٍ أو في يُسرى .

ونحن نعلمّ عِلّم اليقين ولا يخفى على أحد أن هناك الكثير من الأيدي البيضاء من أبناء هذا الوطن ممن يعملون بالخفاء ، ولم يتوانوا في تقديم يد العون لكل من هم في مقام الحاجة للعون .. مبدأهم في الحياة " الله في عون العبد ، ما دام العبد في عون أخيه " .. !!

وكذلك نعلمّ أيضاً كما يعلم الجميع أن هنالك الكثير من أبناء هذا الوطن ، قد منّ الله عليهم بالمال الوفير وأثّروا في هذا الوطن ثراءً فاحشاً ، ولم يقدموا لهذا الوطن إلاّ ما فُرض عليهم كما فُرض على غيرهم من الغير قادرين .. فهذه الفئة لا بد من أن يكون لها دوراً فعالاً في رفع بعضاً من آلام المواطن من خلال مشاريع مبرمجة وموجه خصيصاً لدعم الفئات الأقل حظاً من الدخل .. لتوفير الحدّ الأدني من متطلبات العيش بكرامة الإنسان .. ولنزيد بنصير الإنسانية نصراء لمفهوم " لا للفقر ، لا للجوع .. نعم للعيش بحياة كريمة ، ونعم للانتماء لثرى هذا الوطن ولقيادته الهاشمية الحكيمة ....!!!

akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات