لماذا يصمتون ؟؟!


قد يكون اليوم كلامي قاسياً لكنني أثق أنني لن أتكلم إلا بما يدور في خلجاتي وما يدور في الأروقة الشعبية والمحيط من حولي من أحاديث كثيرة ونقاشات وحوارات قد تحتد أحياناً و تنبسط مراتٍ أخرى .
الفئة الأكبر هي فئة الصامتين تلك الفئة التي لم تحدد موقفها بشكلٍ مباشر وحازمٍ حتى اللحظة وربما يحاول كلاً من الأطراف المتنازعة سياسياً أن يحتسبها لصالحه في أغلب الحوارات نتيجةً لبعض الدلائل هنا وهناك ولكن ليس منهم من استطاع أن يجذبهم لصفه على أرض الواقع فالنظام الذي يعتبر الصمت الشعبي عن أفعاله المتسارعة المحبطة للمجموع يعتبره موافقةً وتأييداً يصر على أن المد الشعبي الداعم له لن يتزحزح ويحاول إلصاق التهم دائماً بالأطراف المعارضة لذلك النهج كي يحافظ دائمأً على صمت الصامتين . وهنا لن أتحدث بهذا الجانب كثيراً .
أما الحراك الشعبي الذي خرج للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ما فتئ أن تجاوز كل السقوف بسرعة كبيرة ليضع خطاً تحت كل شعاراته تكون على محك الشارع . يعتقد هو الآخر أن فئة الصامتين إلى جانبه ذلك لإنه يعتبر أن الفئة المتضررة الكبرى من ممارسات النظام السياسية والاقتصادية كانت ولا تزال ترزح تحت خط الفقر وتشعر بأنها أكثر حاجةً للتغير الذي سيرسم معالم جديدة لوطنٍ أفضل .
ولكن لماذا يصمتون ؟؟!! .. إذا افترضنا في الحقيقة أن أكثر من 50 % من الشعب يتضررون بشكل مباشر من تلك السياسات التي جرّت البلد إلى الهاوية فلماذا لم يتحرك خُمسهم على الأقل أي 10 % من مجموع الشعب ليقودوا التغيير !!.. في الحقيقة أنني توصلت إلى إجابات مقتبسة من ألسنة الكثير من الأصدقاء والزملاء من محيطي السكني والوظيفي من أولئك الداعمين عاطفياً للحراك الشعبي ::.
1 – الخوف من الفوضى .. وبدأ هذا الشعور يراود الكثيرين نتيجة ما نشاهده في محيط الدولة وخاصة في الدول التي جرى فيها التغيير بطريقة غير سلمية فكان ذلك إنذاراً لهم .
2- الحصول على فكرة مختلفة عن التغيير والثورات من تلك الدول التي نجحت فيها الاحتجاجات في تغيير الأنظمة دون وجود تغيير حقيقي على الأرض وخاصةً عندما تبخرت الكثير من الوعود والأحلام نتيجة إعادة بناء الأنظمة السابقة بصبغة جديدة .. لكنهم برأيي لم يقرأوا الثورة بمفهومها الثقافي والحضاري الحقيقي
3 – الخوف من الحراك الشعبي وهنا يجب أن أتحدث بصراحة مطلقة .. حيث أن هناك من ينتمي إلى الحراك يفقد البوصلة الثورية ولا ننسى أن البعض استغل الحراك ليشبع انتهازيته وطموحاته للوصول إلى بعض المكتسبات ناهيك عن أن البعض أصبح يرى نفسه بطلاً وقائداً للثورة التي لم تكتمل معالمها بعد و أصبح يتعامل مع الآخرين وكأنه الوصي عليهم .. وهنا علينا أن نذكر القارئ الكريم بأن الحراك الشعبي ما هو إلا مجتمع كغيره من المجتمعات فيه الصالح والطالح وأن بعض الممارسات الفردية لا يمكن إلصاقها بالمجموع ..
من هنا فإننا لن نستطيع تغيير المحيط الإقليمي لنا ولكننا نستطيع أن نرتقي بأنفسنا ونتواضع لغيرنا فما يقتل أي عمل جماعي مجتمعي سياسي هو الفوقية والتعالي على الآخر .. وعلى كل فرد أن يجالس نفسه بعقله وعاطفته ويسأل نفسه
لماذا يصمتون ؟؟!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات