الثورات المنبتة


 نحن بحاجة اليوم إلى ثورةٍ فكرية شاملة ، تنبثق عن عقائد ومفاهيم صحيحة، لتحديد الخطط والإستراتجيات الفكرية للانطلاق نحو الأهداف الفكرية لتغير الواقع الذي نعيش فيه إلى حضارة إسلامية هادفة ، فإن التاريخ السابق وما شكله من إمبراطوريات مثل الروم والفرس قامت بها العديد من الاحتجاجات والانتفاضات ولكن لم تستطيع أن تسقط هذه الإمبراطوريات كالنظام الإقطاعي الروسي والحكم الملكي الفرنسي في حين أن العرب كانوا أشتات عندما توحدت عقيدتهم وأفكارهم استطاعوا قلب الموازين الدولية وأسقطت هاتين الإمبراطوريتين الرومية والفارسية.

ينقص الأمة العربية اعتناق مجموعة من الأفكار الناجعة لتحولات حقيقية جذرية على أن تؤمن فيها ايمناً مطلقاً راسخاً وتجعل حماية هذه الأفكار أهم من حماية نفسها أو وجودها ، لأن وجود الأفكار الجادة الهادفة يجعلها باقية مستمرة .

الثورات العربية أو بما يسمى بالربيع العربي هذا المصطلح الذي أطلقته هيلاري كلينتون وهو بالمناسبة نفس المصطلح الذي أطلق على أوربا الشرقية عندما كان تحت سلطة الإتحاد السوفيتي الذي أدى إلى تفكك الإتحاد السوفيتي وانهياره.

لم تحدث لغاية الآن الثورات العربية تغيرات جذرية في النهج السياسي فنرى تحولات وتغيرات في الشخوص فقط ولم يحدث تحول حقيقي في النهج أو الأفكار.

لقد خُدعت الأمة الإسلامية قبل سقوط الخلافة عندما أثاروا فيها النعرة القومية بين العرب والأتراك و عند سقوط الخلافة وعندما أقنعوا الشريف حسين بن علي بالخلافة ، وما بين عام 1936 إلى عام 1948 عندما أسسوا الدولة الإسرائيلية كما خُدعت الأمة الإسلامية في عهد جمال عبد الناصر وصدام حسين الذي قصف طهران ب 1200 صاروخ سكود وقصف إسرائيل ب 30 صاروخ سكود لتجيش شعور المسلمين وقصف الأكراد عام 1988م بالأسلحة الكيمائية .

الأن يجيشون من جديد مشاعر المسلمين كون الكافر المستعمر يريد أن يصل إلى الحُكم مسلمين وليس الإسلام ، أعتقد بأن أية ثورة إذا تحولت من صراع فكري سياسي أيدلوجي، إلى صراعٍ مادي عسكري فهو هدرٌ لثورة ولدولة وللأمة فتكون الدول عرضة للمساومات والصفقات للدول الكبرى، فهل أغنتنا هذه الثورات عن صندوق النقد الدولي ؟ وبنوك أمريكا وأوربا وما ترتب عنها من ربا.

هل عدنا إلى أرض الثورات فحرثنها وزرعنها لتوفر لنا خبزنا وملحنا عوضاً أن نربط مصيرنا بالكافر المستعمر، هل رفضنا قرارات مجلس الأمن وهيمنته علينا وخرجنا من هيئة الأمم المتحدة التي صُنعت لمصالح الدول الغربية ولوقف المد الإسلامي عندما فرضوا على الدول الإسلامية أن تدخل في هذه الهيئة وتتنازل عن مجموعة من أحكام الإسلام والتي تعمل الآن على حماية الكافر في بلاد الإسلام ، ولكن الدول التي انتهت بها الثورات والتي ما زالت تترنح تتردد على أوامر مجلس الأمن و الأمم المتحدة ،،

إن الثورات العربية هي في حقيقة الأمر ثورات منبتة والثورة المنبتة هي مثل أللقيط الذي يأتي من الزنا فكما أن الزنا لا يصنع عائلة كذلك الانتفاضة المنبتة لا يمكن أن تصنع شيئاً للأمة .

الدول التي أنهت ثوراتها بحاجة إلى تعبئة نفسية مبنية على العدل والإحسان والتسامح والرحمة فيما بينهم والشدة على الكفار، وبحاجةٍ أيضاً لدراسة ومعرفة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم كيف قبلوا في القليل بداية الدعوة ونشر الرسالة الإسلامية ، وقد من الله عليهم فالبسوا سوار كسرا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات