اتفاقية الدفاع المشترك والجامعة العربية


منذ توقيع بروتوكول الجامعة العربية 7/1/944 من الدول التابعة للاستعمار البريطاني آنذاك تنبه احرار العرب الى أن هذه الجامعة وسيلة لاحكام قبضة المستعمر على الدول العربية ورغم ذلك كان يحدوهم الأمل بأن تتبدل الظروف خاصة مع غياب شمس الامبراطورية البريطانية الا ان الانجليز سلموا الدول العربية ومؤسساتها للامريكان والصهاينه وقبضوا الثمن سلفا في فلسطين وفي غير فلسطين.

الجامعة العربية كانت اولى اتفاقاتها التي ظاهرها حلو وباطنها سم قاتل كانت اتفاقية الدفاع المشترك التي وقعت سنة 1950 لتضم العراق ومصر وسوريا ولبنان واليمن والسعودية وانضمت اليها فيما بعد جميع البلدان العربية بما فيها فلسطين ووفقا لهذه الاتفاقية انه اذا حصل اي اعتداء على اي بلد عربي فجميع الدول العربية ملزمه بمساعده هذا البلد بكل الوسائل بما فيها الوسائل العسكرية.

هذه الاتفاقية لم تفعل ولم يشار اليها الا في كل مناسبة تتعرض بها دولة عربية لعدوان داخلي او خارجي. ويبدو ان هذه الاتفاقية مقدر لها ان تظل حبيسه ادراج مكاتب الجامعة العربية لم يكتب لها ان تعرف النور حتى اليوم رغم تعرض الاقطار العربية للأخطار ابتداء من اعتداءات اسرائيل المتكرره على الاردن في قبيه والسموع ومن ثم على مصر في العدوان الثلاثي سنة 1956 ومن ثم اعتداءات اسرائيل وامريكا على مصر وسوريا ولبنان والاردن سنة 1967 ومن ثم الاعتداء على السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى غزة وفي بداية هذا القرن عند احتلال العراق من قبل الامريكان وبدل الوقوف مع العراق وقفت دول التحالف العربي مع الامريكان باحتلال العراق ومن ثم الاعتداءات المتكرره على لبنان وعلى سوريا من قبل اسرائيل وكان اخرها الاعتداء الآثم على سوريا بالامس.

وعودة للموضوع لابد من الاعتراف بأن هذه الاتفاقية بدل أن تكون للدفاع عن الأرض العربية اصبحت وسيلة بيد الاستعمار والصهيونية للامعان في انتهاك حقوق العرب ووجودهم الكلي على ارضهم.

والكل يذكر عندما ضرب المفاعل النووي العراقي من قبل اسرائيل عن طريق الاردن والسعودية وضربه الامس لسوريا كانت ايضا عن طريق بلدان عربية, علما بأنه بعد استباحه سوريا تستباح الارض العربية من المحيط الى الخليج بقيادة صهيونية على المدى المنظور.
كل الكوارث التي مرت والمصائب الا تستحق تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ام اننا ما زلنا بانتظار كوارث اخرى ليتساءل المواطن العربي لماذا تصرف المليارات على ميزانيات الجيوش العربية ولم يعول عليها حتى لو مره واحدة في الدفاع عن امنها القومي والاستراتيجي او رد اي خطر عنها.

اما هذه الجامعة الغربية وليست العربية فقد ظهرت خطورتها على امتنا بوضوح وكأنها تابعة للوكالة اليهودية قبل سنة 1948 واصبحت الشماعه التي يعلق على مشجبها كل المؤامرات على الوطن العربي, كيف لا وهي التي كانت تحث الامريكان والاسرائيليين على ضرب سوريا كآخر دولة تقف بمواجهة العدوان الصهيوني على الامة العربية بعد ان حيدت مصر باتفاقية كامب ديفد وفلسطين باوسلو والاردن بوادي عربة وانتهت العراق بالغزو والاحتلال الامريكي ولم يعد من دول المواجهة مع العدو الا سوريا ولبنان وها هي اسرائيل وامريكا تنقض على سوريا بحجة الاسلحة الكيماوية متناسية النووي الاسرائيلي ومعتمده على صنائع الامبريالية والصهيونيه الذين يحرسون الثروات القومية لصالح الاستعمار والصهيونية فاصحبت قطر وبقدره قادر هي القائد للامة العربية والمحركة لاجتماعات الجامعة العربية والمترأسة لطرح الحلول بما فيها تقديم التنازلات العربية عما تبقى من اشلاء فلسطين.

وخلاصة القول من العار على كل عربي ان يزغرد للهجوم الصهيوني على سوريا كما زغرد للهجوم الامريكي على العراق, ومن العار على هذه الامة ان تقودها بهذه الايام زعامات مشكوك بعروبتها وموثوق بصهيونيتها, وما على الجماهير العربية الا ان تعلن الجهاد المقدس على الاعداء وعملائهم.

حمى الله أرض الحشد والرباط وان غدا لناظره قريب.

نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب ..



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات