مصلحة الوطن هي الأعلى


 بعيداً عن المزايدات والعنتريات واللعب بالنار لا بد أن يرنو كل مواطن مخلص في الأردن إلى اطفاء لهيب الفتنة ووأدها ،وألاّ يقامر أحد على مستقبل الوطن وأمنه واستقراره بذريعة الخوف من مد الربيع العربي ،وضرورة اللجوء إلى لغة التفاهم والحوار الحضاري ،والتلاقي على مائدة عنوانها الثقة ورمي الأنا القاتلة وراء الظهر ،والاحتكام للعقل لدرء الفتنة ،والبعد عن التلويح باطلاق الشعارات القوية ،أو تجييش الشارع بحق أو بدون إنتصاراً للعواطف دون معالجة حقيقية للمشكلة من جذورها ،ودون الوقوف عند احترام مشاعر الآخرين أو اطلاق عبارات التخوين أو العمالة ،أو الشك في الولاء والانتماء الحقيقي للدين والوطن والأمة .

إنّ نسيج العشائر الأردنية واحد في الماضي والحاضر ،تتعاون على البر والإحسان ،تنصر المظلوم ،وتعين على نوائب الزمن ،ترد استغاثة من لا شوكة له ،ارتبطوا بعهد الوفاء والولاء والمحافظة على مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ،وجعلوه الأعلى في تربيتهم للأجيال المتعاقبة ،ولم ينقل عنهم قصة خيانة أو نكث للعهد ،يبيتون على الجوع حتى يشبع جارهم ،امتدادهم للخير والعطاء كامتداد الشمس والقمر في الآفاق ،يوفرون الحماية لكل مستجير ،يشهد القاصي والداني على حكمتهم وعقلانيتهم في التعاطي مع كل أمر صعب ،كم أسهموا ولا يزالون في حل معضلات بين الأفراد والجماعات عجزت الحكومات المتعاقبة عن حلها بالحكمة والقانون الأمثل الذي يُرضي ،والذي يَجمعُ ولا يفرقُ ،لا تؤمن بالنزاعات المسلحة أو الاعتداءات الصارخة على حقوق الأفراد والجماعات ،وهي نار محرقة على كل خائن لله ورسوله والوطن والأمة .

يحاول البعض عن قصد أو غير قصد الاساءة المتعمدة للعشائر الأردنية ،ويصف بعضهم هذه العشائر الكريمة التي لا يجحد ماضيها وحاضرها إلا كل جاحد لئيم بأن فيهم البلطجية والمخربين وأعداء الإصلاح ،بل ويحاولون زج هذه العشائر الطيبة ضد قوى الإصلاح التي تدعو إلى محاربة الفساد والمفسدين ،يظهرون من أنفسهم الحمل الوديع الذي يردد قول الله تعالى :" إنْ اريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله " ،وهم في حقيقتهم براء من دعوة الإصلاح الحقيقي ،وأسوأ ما في الإنسان أن يظهر للآخرين الحرص على مصلحة الوطن والمواطن والأمة وهو برئ من ذلك ،إن المتتبع لمسيرة العشائر الأردنية فإنّه يجدها القمة في ترسيخ منظومة قيم التسامح والأخوة والرحمة والأنسانية والعدل حتى مع المعادين أو المخالفين لهم في الفكر والرأي ،استجابة لقوله تعالى :" ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " ،إنّ قادة العشائر الأردنية هم من أصحاب الرأي الصائب العقلاء الحكماء الذين يهتدون بنور كتاب الله وسنة رسوله الأمين ،وهم من أهل النخوة والخبرة بحيث لا يستطيع إنسان مهما علت مكانته الإجتماعية أو الفكرية أن ينكر أو يسفه أو يرمي كرام الناس بكلمة فيها تزييف للحقائق أو تزوير للماضي والحاضر المشرق لعشائرنا الأردنية .

إنّ ما يحدث في بلدنا العزيز لا يُعد ظاهرة في الأردن ،وإنما هي حالة استثنائية ،وأن هيبة الدولة من المقدسات وليس لأي فرد أو جماعة رضي بالقانون الأردني أن يتجاوز الخطوط الحمراء من اتهام للحكومة والأجهزة الأمنية بعجزها عن حماية المواطنين ،كما نطلب من الحكومة أن يكون كلامها متناغماً ومتوافقاً مع بعضه .

حمى الله الأردن عزيزاً كريماً من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات