أحزاب ودكاكين


على المواطنين ان لا يشغلوا انفسهم بالديموقراطيه والحديث عن الاصلاح السياسي طالما ان غالبية الاحزاب السياسيه والتكتلات في الاردن تولد على مائدة عشاء , فاذا اخذنا بالاعتبار حجم البطاله السياسيه المقنعه للاحزاب مقارنة مع عدد سكان المملكه والبون الشاسع بينها وبين القواعد الشعبيه التي من المفترض ان تمثلها في المجتمع المدني والبرلمان لوجدنا الفرق الكبير بينها وبين الاحزاب المرموقه في شتى دول العالم , واذا كانت حيوية الحزب تنبثق من ( فكره ) مرورا بقاعده شعبيه عريضه تتبناها وانتهاءا بحصد اكثر المقاعد التمثيليه في مجالس النواب والشعب وعمل تكتلات لتطبيق فكرة الحزبيه قولا وعملا والتنافس الايجابي على السلطه فانه ووفقا للترتيب المنطقي السابق لا توجد لدينا احزاب بالمفهوم الحقيقي وانما ( دكاكين ) للعمل الحزبي .

الاحزاب الاردنيه المولوده خارج رحم الولاء الوطني ما زالت تصنف دراسيا من الظواهر الغريبه التي تستحق الدراسه والتعجب , فاذا كانت فكرة الحزب تنطلق من مقولة ( سلامة خيرك يا باشا ) وقاعدته الشعبيه عباره عن تحالف واسع من المتنفعين الاوغاد الذين يهيئون الرئاسه لزعيم الحزب حين يأتي بانزال مظلي فانه يكون لدينا احزاب ناشئه عن علاقة سفاح سياسي خارج اطار مؤسسة الزواج الشعبي ذات افكار سياسيه لقيطه كأكسسوارات للعمل السياسي والحزبي وما يميز هذا النوع اعدادهم الكثيره وقلة التأثير فهم كغثاء السيل وبرامجهم المكتوبه تأخذك بعيدا لعصور الصحابه والجمهوريات الفاضله ومن هوانهم على الناس فان الحكومات قد طلبت منهم في غير مره تطبيق فكرة الاندماج الحزبي لانهاء حالة التشرذم وقلة الوزن , فتارة يندمجون فتحسبهم جميعا وقلوبهم شتا وتارة يتفرقون لتقاطع المصالح فيما بينهم .

وهناك نوع آخر نراه ينشط في الساحه الشعبيه ويستهدف قطاعات بشريه معينه  وهؤلاء تربطهم علاقات لاسلكيه مأجوره بجهات ودول خارج اطار الوطن تراهم فيعجبك قولهم وشعاراتهم الرنانه والمتحمسه بضاعتهم مستثمرين بجهل الناس وعواطفهم , نشأووا على اساس راديكالي وسرعان ما انقلبوا في دهاليز السياسه وجعلوا الدين عباءه للسياسه والتحالفات هنا وهناك .

الحديث عن الاحزاب الاردنيه مفتوح لا سقف له ويرجع ذلك كما اسلفت لكثرة المآخذ على برامج الكثير منها ونقص الانتماء  ووهن اصحاب النظريات منهم ممن يريدون تفصيل الحزب على مقاسهم , اما الاحزاب التي ولدت وكانت بعمر الفراش وبادت ولم نسمع بها لعدم وجود مقر لها او حتى هاتف فلا مجال لتناولها في الحديث , بصراحه انا كأردني اشعر بان فرق كرة القدم اقوى من الاحزاب في بلد يعتبر ديموقراطي ويسعى للتعدديه فمن اين جاء الخلل ؟!! .

اعتقد بان العمل الحزبي كعقيده ان لم يرافقه صدق العهد مع النفس والناس ومسخر لخدمة الوطن يبقى مبتورا فهناك طائفه تنطحت للعمل الحزبي لقتل وقت الفراغ وملل التقاعد وهناك من تبنوا الفكره لكي توصلهم فيما بعد لمراكز مهمه تؤهلهم لتكميم الافواه باسم الديموقراطيه وتوجيه الدفه بشراء الذمم والتنفيعات في مجالس التمثيل الوطنيه الهامه وهذه الفئه تريد للديموقراطيه ان تسير وفقا لرغباتها ومصالح ابناءها فهم مسكونين بالرجعيه والحنين لعهد العصا .

لا شك ان الحكومات المتعاقبه قد ساهمت بعضها بشكل ملموس في عدم رعاية العمليه السياسيه وحتى عناصر العمل السياسي من قانون للاحزاب والاجتماعات العامه وقانون الانتخاب والصوت الواحد ما زالت غير محسومه ويدور حولها الجدل والاختلاف الذي تمثل اكثر من مره باستنكاف بعض الاحزاب عن الدخول في العمليه السياسيه والمشاركه فيها فضلا عن ضعف وزارة التنميه السياسيه في رعاية  العمليه الحزبيه وتنظيمها لارتباط موضوع الاحزاب والانتخاب بوزارة الداخليه اكثر منها لاسباب ما تزال غير مقنعه .

Majali78@hotmail.com



تعليقات القراء

ابو خالد
الاستاذ خلدون تحيه طيبه وبعد لن تكون هناللك احزاب سياسيه حقيقيه وتمارس العمل السياسي الذي يعود على البلد بالوعي السياسي الحقيقي ويكون المواطن عندنا يعرف ماله ويطالب بحقوقه كاملة دون اي نقصان وتكون خط دفاع عن الوطن ضد التجار الجشعين والسياسيين الفاسدين الا اذا غيرت الدوله قوانين الاحزاب وقانون الانتخابات الذي اوصل نواب اصبح همهم مصالحهم هم لامصالح الوطن اي يجب ان تكون الدوله تشكل الرافعه الحقيقيه لاي تقدم في العمل الحزبي الذي نرجوه
23-04-2009 04:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات