الأقصى .. واستنهاض " أهل الكهف " .. !!


استنهاض الهمم العربية قادة وشعوبا بات شبه ميئوس منه ، وزمن الهمم الثورية قد ولّى ، وباتت الهمم السياسية على وشك الذوبان ، تائهة بين حالة " اللاّ سلم واللا حرب " تارة يجدون أنفسهم في مرحلة سلام وعلى الأغلب دائماً تكون من طرف واحد هم " العرب " وتارة أخرى يجدون أنفسهم في مرحلة حرب ، وعلى الدوام طرفها الأوحد " العدو الصهيوني المتغطرس " ....!!!

فبشاعة الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ، وجراح غزة الأبية التي لم تلتئم بعد من غطرسته هذه .. وأعمال القتل والإرهاب التي لم يتوانى في إيقاظها صباح مساء على إخواننا في الضفة الغربية ، والترهيب والتهجير القسري الذي يقوم به على أهلنا في القدس وأكنافها ، الذي يراد منه تفريغها من الروح العربية الفلسطينة وتهويدها بالكامل ، لخوفهم من ثورة هذا الشعب المكلوم ذات يوم " قادم بإذن الله " ، لا يستطيعون إيقافها ، ولا يعلمون أن قوة الله تعالى وإيمانهم به هيّ سرّ صمودهم وتمسكهم بما تبقى من ثرى فلسطين .. !!.

ولم يرتوي الصهاينة بهذا الحدّ من تدمير غزة بكل مقوماتها الإنسانية ، ولا من شدّ الحصار عليها وتجويع أهلها ، ما يعكس انهزامه وفشله في نيل مراده من حربه على غزة ، فراح ليروي غِلّه من براءة أطفال الضفة الغربية ونساءها وشيوخها .

والتهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى وافعلها الخارجة عن الأعراف الدولية في احترام المقدسات ، ما هيّ إلاّ تذكيراً غير مقصوداً لإيقاظ الضمير العربي الذي لم يزل في غفوته ، و بما يدور على الساحة الفلسطينية من آلام وأفعال وحشية يقوم بها الجيش الإسرائيلي على الأخوة تحت نير الاحتلال ، و دق جرس الإنذار لما يقوم به المحتل من أفعال التهديم في القدس والمسجد الأقصى .. لعلّ جرسه يُسّمع الضمير العربي و القادة العرب وشعوبها لِتَصحُ من غفوتها التي ما أن تفيق لتعود إلى غفوتها من جديد .. !!

قد يكون ليس بأيدينا الآن القيام بما هو أكبر من القلم واللسان في الدفاع عن ما يحدث من إجرام صهيوني بغيض بحق المسجد الأقصى بشكل خاص والقدس بشكل عام ، إلاّ أن هذا لا يعفينا كأمة إسلامية أولاً وعربية ثانياً ، من أن نعد العدة في ذاتنا بدايةً من حيث التعبئة لداخل ضميرنا الثوّري وأن نعدّ العدة ونعتدّ ، وبكل ما تعني هذه الكلمة من معنى .

وكما قال تعالى } وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون { " صدق الله العظيم " .

ومما يُؤسف عليه ، أن الدولة الصهيونية ومنذ دخولها أرض فلسطين الأبية ، على أيدي المستعمر البريطاني ، لم تتوانى في تفسير الآية وتطبيق ما تضمنته هذه الآية الكريمة من توجيه للمسلمين ، فأخذوا منها كل ما عنته الآية من حكم الحروب ، فراحوا يعدّون العدّة وبكل صورها التي من الممكن أن تجعلهم قوة عظمى في المنطقة ككل ، أو حتى على مستوى العالم ( وها هيّ اليوم ) ...!!!

ومنذ ذلك التاريخ ونحن كأمة إسلامية وعربية ، أخذتنا غفوتنا ، حتى بتنا نصف أنفسنا " بأهل الكهف " الذين راحوا في غفوتهم زمناً طويلاً ، تطوّرت الحياة من حولهم وهم لا يزالون غرقى في نومهم . وأمتنا العربية ما هيّ إلاّ كذلك الآن ، لا زالت تغرق في نومٍ طويل ، وقد يطول نومها أكثر فأكثر ، ما دمنا نحفر لبعضنا بعضاً ، حتى أصبحنا لُقمةً سهلةً ومستساغة في فكِ بني صهيون ، يلوكونها كما يحلوا لهم ، تارةً يُمنى و يُسرى تارةً أخرى .. إلى أن أصبحنا على أبواب بلعومهم ، يبتلعوننا أولاً بأول ، وما يصعب عليهم هضمه ، وسائل عديدة أعدوها كيّ يفتتونا كيفما شاءوا ..!!!

هذه هيّ أمتنا .. باتت مابين السمنة * ( التسليح ) والخوف من الفك المفترس تائهين ، على الرغم أن السمنة لن تصيبنا لأن الدسم ليس بأيدينا ، بل يستورد من ذات المصدر الذي يهمه تسمين الاحتلال أكثر ما نهمه نحن العرب ، وما يُصَدّر لنا بقايا عظام جُرِّدّ اللحم عنها ...!!

فكيف لنا أن نُحرِرَ الأقصى أو أيّ شبر من أراضينا العربية المحتلة ، ونحن لا زلنا لم نبدأ بعد في تحرير ذاتنا من أنفسنا ، فنحن لا زلنا في غفوتنا ، نخاف أن نصحى منها ، لنجدّ الفك المفترس ينتظرنا ..!!

فلله الأمر من قبل ومن بعد .. فكما رب العزة حمى الكعبة المشرفة .. قادرٌ على أن يحميّ الأقصى ومن حوله من براثن ذاك الفك المفترس ..!!!!

akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات