موسم الهجرة الى امريكا


 كنت ارغب ان يكون عنوان هذا المقال هو( موسم الحج الى امريكيا )وولكنني تراجعت عن ذلك قبل الكتابة بلحظات خوفا من ربط اسم الشيطان الاكبر بركن من اركان الدين العظيم وتذكرت رواية الاديب العربي الكبير الطيب صالح موسم الهجرة الى الشمال واقتبست عنوان المقال . 

انظروا معي اخوتي الاعزاء الى قادتنا ملوكا ورؤساء وامراء نزولا الى المدراء من الدرجة الخامسة كم مرة يحجون الى هذا الثرى (المقدس عندهم )خلال العام الواحد وبعضهم قد لا يذهب للحج مرة واحدة في عمره .

لنبداء من وطننا الغالي فلو اجرينا احصاءا بسيطا لعدد وتكاليف زيارتنا الى امريكيا فانها قد تكون اعلى من الفوائد التي نحصل عليها بكثير جدا هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فاننا نرى ان المعارضة والموالاة والنظام كلهم يسعى بشكل او باخر لارضاء امريكيا فها نحن نرى بوضوح علاقاتنا المتينة كنظام رسمي مع امريكيا وبنفس الوقت ان المراقب الذكي يلاحظ بأن المعارضة بمعظم اطيافها ترغب بشكل او باخر الاتصال مع امريكيا .

في سوريا ايضا فان النظام يغازل امريكيا ويحذرها من تنامي قوى التطرف في المنطقة وانه هو الضمان الوحيد لكبح جماح هذة القوى وبالمقابل نرى المعرضة السورية كيف ترتمي باحضان امريكيا ,وفي مصر النظام يحاول التقرب اكثر ممن سبقوه والمعارضة تهرول وتحاول اقناع امريكيا انها الحليف الافضل من النظام وهذة الامثلة تنسحب على معظم الانظمة العربية التي قد يكون بها معارضة فاذا ما حاولت الانظمة الدخول من الابواب الامريكية فانها قد تجد المعارضة دخلت من النافذة والعكس صحيح واما الدول التي لا يوجد بها معارضة فلا داعي للتزاحم فامور الحج ميسرة دون تنافس .

اين الشعوب العربية اين الاغلبية الصامته التي طال صمتها وهي ترى هؤلاء المهرولين يتنافسون على تقديم التنازلات لاكتساب رضا مولاهم بأبخس الاثمان .

كان مطلب العرب قبل عام 67 استرجاع كافة التراب الفلسطيني وبالقوة ثم اصبح بعد ذلك العام استرجاع الاراضي المحتلة عام 67 وبالدبلوماسية والمفاوضات واصبح هذا الاسبوع بمبادرة قطرية باسم العرب( وفي المكان المقدس عند القادة العرب!!!!امريكيا!!!!! تم الاعلان) بقبول التنازل عن بعض الاجزاء من حدود 67 وهكذا يستمر التنافس بتقديم التنازلات للوصول الى الهدف الاكبر كما قال الشاعر :يا امة العرب الكرام نامي بأحضان السلام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات