اما آن للنخب ان تفيق وتنتصر للوطن .. ؟


في ظل ماحدث على الساحة الاردنية خلال الايام الماضية وما قبلها من مشاجرات واحداث عنف دموية سواء اثناءالمسيرات او داخل جامعاتنا وهي الاحداث التي بدأت تدق ناقوسا ينبهنا اننا دخلنا مرحلة الخطر الحقيقي على وطننا وانفسنا ...

وازاء هذا كله مازالت الساحة الاردنية خالية من الفعل النموذجي لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي...والسبب كما يبدو لي أن النخب السياسية والعشائرية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والفكرية والثقافية والاعلامية في ساحتنا الاردنية لم تحتفظ لنفسها بقدر من الموضوعية في طرح الحقائق على الناس ...ولم تتمكن من لعب دور الإصلاح الاجتماعي والسياسي ...

فالنخب إما منحازة كليةً لأطراف اللعبة السياسية والاجتماعية سواء بقناعة أو بدونها ...وأما أنها انزوت بعيداً وحشرت نفسها في ركن قصي وفضلت عدم المشاركة في شئون الحياة العامة ...وفي كلتا الحالتين فإنها تمارس دوراً سلبياً وليس الدور التنويري الذي ينبغي أن تقوم به للإسهام في معالجة قضايا المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها.

إن النخب في المجتمعات وخاصة النخب السياسية هي بمثابة المسرحيات الاجتماعية التي تمتلك رؤية مستنيرة وقدرة على الحركة وقول الحقيقة ....وهذه النخب وحتى إن كانت لها انتماءات حزبية إلا أن الانتماء الأكبر يبقى لديها للوطن و هو الطاغي والمهيمن على أقوالها وأفعالها لأن الصالح العام هو الغاية المطلقة لدىها... أما الحزبية فليست إلا وسيلة لتحقيق الغاية العظمى لديها وهي الوصول الى الحكم ...

ولكن ما الذي حدث للنخب في الاردن.؟ وهل هذه النخب تقوم بدورها الوطني كما ينبغي ؟ أم أن الانتماء الحزبي المقيت قد غلب عليها وحول مقاصدها العامة إلى المقاصد الخاصة؟ ولا أتسرع في الاجابة على هذه التساؤلات لأن التسرع في ذلك يقود إلى الخطأ ولانريد تكرار الاخطاء ولذلك اضع علامات الاستفهام هذه أمام النخب خاصة السياسية منها والفاعلة في ساحة الفعل السياسي الوطني لدراسة الإجابة وتمحيص الموضوع ومراجعة النفس من أجل مصالح البلاد والعباد والقيام بالدور الوطني الذي ينبغي القيام به ...وليس من العيب الاعتراف بالخطأ ولكن العيب كل العيب الاستمرار في فعل الخطأ ...ونأمل منهم المراجعة الموضوعية.لما فيه خير الوطن ومصلحته..ونختم ونقول لتلك النخب ..اما آن لكم بعد كل هذه الاحداث ان تفيقوا وتتوحدوا وتقولوا كلمة حق بحق الوطن..؟



تعليقات القراء

محمد حيدر محيلان
الدكتور معين المراشدة الاعلامي والاديب المخضرم احسنت سلمت يمناك
05-05-2013 12:40 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات