بوس الكلب على ثمه


بوس الكلب على ثمه وخذ غرضك منه , يعكس هذا المثل العامي الانتهازية بأبشع صورها وأسوأ معانيها وربما كان المرتكز الذي استند عليه ميكافللي صاحب القول الشهير الغاية تبرر الوسيلة عندما ألفّ كتابه ( الامير) الذي ضمنه نظرته للأمور من منظور مادي بحت وأحل فيه المحرمات ما دامت تحقق المبتغى والهدف .. \

عندما كنّا أطفالا كانت العجائز يرددن هذا المثل على مسامعنا حتى حفظناه عن ظهر قلب وان كنا في تلك المرحلة لم نعرف مضامينه وما ينطوي عليه من فكر مشلول يقوم على الكذب والنفاق واستخدام كل الاساليب لتحقيق غاية ما او التهرب من موقف ما .. \

يقسم لك أحدهم أغلظ الايمان انه يحبك ويحترمك وانك من اعز المقربين اليه وبعد ان تنجز له المطلوب تكتشف أنه شخص اخر غير ذلك الشخص\
.
يأخذك احدهم بالاحضان .. وبكل كياسة وأدب ينجح في التسلل الى قلبك ويأسرك بلطفه ليحصل منك على ما يريد ولن يمضي وقت طويل حتى تكتشفه على حقيقته .. \

يدعوك أحدهم إلى مأدبة طعام ويجمع على شرفك حشد من الأشخاص لتكتشف لاحقا ان (لقمة السم) التي تبلعستها عنده قد كلفتك الكثير من سمعتك و هيبتك وكرامتك وان الدعوة لم تكن اكراما لعيونك ولا حبا في شخصك
بل من اجل مصلحة ..
والاسوأ من ذلك انه وبعد ان يبوسك ويحقق غايته يبدأ بالإساءة اليك ويشيع بأنه حصل على ما حصل بعد ان أشبع بطنك وسد ( عيمتك ) ..

هذه النماذج الوضيعة التي تشربت هذا المثل واتخذته نهجا لها في الحياة صارت تشكل مدارس فكرية تدرّس فنون الدجل والرياء والنفاق..

غالبية هذه النماذج ظاهريا هم أشخاص رزينون ويتصرفون بلباقة الحكماء ولكنهم من الداخل كالأفاعي ينفثون سمومهم وينهشون لحوم من أحسنوا اليهم ..

أعود لذلك المثل ولغيره من الامثال التي تفقد الانسان إنسانيته و تجعله يلبس رداء الادب والاتزان وهو لا يختلف عن الثعلب الماكر الغادر ..
ويحضرني من هذه الامثال : الرجال عند حاجاتها نسوان
اللي بوخذ امي هو عميّ أطعم الثم تستحي العين.. كل باب واله مفتاحه .. الى غير ذلك من امثال تنم عن لؤم في الطبع
وتلوث في التفكير ..
المزعج واللافت ان اتباع ميكافللي في تكاثر وتناسل مستمر ..
فالحذر منهم واجب وتجنب (قبلاتهم المسمومة ) مطلوب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات