فنجال السيف


 أجمعت عشائر الحويطات في اجتماعهم الذي عقد في الحسينية، والذي جاء على خلفية أحداث يوم الدم الجامعي، الذي شهدته ساحات جامعة الحسين، في ذكرى تأسيسها الرابع عشر، على ضرورة الكشف عن هوية الجناة، الذين تورطوا بقتل اثنين وجرح آخرين من أبناء القبيلة، والعمل فورا على إطلاق سراح الموقوفين من أبناء القبيلة على خلفية هذه الأحداث بدون شروط، وأعطت للحكومة مهلة 48 ساعة، وفي حال لم تتمكن الحكومة من تنفيذ هذه المطالب، فان الحكومة ممثلة بدولة الرئيس ووزير الداخلية، يعتبران هما المسئولان عن أي نتائج أو ردود أفعال قد تحدث نتيجة لذلك .
وبقراءة الحدث، نجد أن فحوى الاجتماع تشير إلى أن عشائر الحويطات اعتبرت نتائج الأحداث الدامية في جامعة الحسين قضية عشائرية ملزمة للعشيرة ككل، وليست مقصورة على ذوي القتلى والمصابين فحسب، وبالنتيجة فان كل فرد من أفراد القبيلة سيترتب عليه مسؤولية معنوية تجاه النتائج التي ستسفر عنها هذه الأحداث.

وقد تكون بوادر التضامن في هذا السياق، قد بدأت تظهر بوضوح وبشكل سريع، فأعمال الشغب التي اندلعت في كل من الحسينية، والمريغة، بعد قرابة الثلاث ساعات من الاجتماع، تدل على حمل الأمور على محمل الجد من قبل أبناء العشيرة، ولتكن رسالة واضحة للحكومة، لتعمل جاهدة وبالسرعة الممكنة لتحقيق المطالب، قبل أن تتطور الأمور بشكل أسرع من حركتها، وعندها لن تستطيع الحكومة السيطرة بسهولة على متغيرات الأحداث، ولن تكون النتائج على كل الأحوال بالنتائج المرضية، أو حتى المقبولة لها.

فإذا عجزت الحكومة عن تلبية مطالب عشيرة الحويطات، بالكشف عن هوية الجناة، والذي يعتبر مطلب حقوقي ليُعرف الجاني، وبعدها يسار بالعرف والعادة بين الناس، وعجز الحكومة عن تحقيق هذا المطلب، لا يعني بالضرورة عجز أبناء العشيرة عن الوصول إلى الجاني والثأر منه، ولكن عندها يكون سبق السيف العذل، وأما مطلب إطلاق سراح أبنائهم الموقوفين، فهو مطلب مشروع، فمن غير المعقول أن تقوم الأجهزة الأمنية بالقبض على طلاب تعرضوا لإطلاق النار عليهم، وتترك الجناة المسلحين لعجزهم عن اعتراضهم والقبض عليهم، فخيبة الأمل في الحكومة، ستدفع أبناء العشيرة للتسابق على فنجال السيف، وعندها تسوء الأمور وتتعقد، ولن تحمد عقبى النتائج لكل الأطراف، فلا حل إلا بضبط النفس، والعقلانية من كل الأطراف، وانتهاج منهج قويم مرضي للجميع لتجاوز الخلاف وحل هذه القضية، التي إن بقيت نارها حية تحت الرماد، فستحصد مزيدا من الأرواح.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات