رسالة في مقالة


لا ضير ولا عيب أن يكون الإنسان منتميا لأحد الأحزاب الفاعلة في موطنه التي تكد وتعمل من اجل المصلحة العامة للبلد. وهنا اركز على الاحزاب الوطنية لا على الاحزاب الوليدة التابعة للاحزاب المستوردة التي تبث سمها الزعاف بين افراد المجتمع وتنفذ السياسة المطلوبة لمروجيها الأصلاء في ذاك البلد تحت مسمى الحرية الشخصية الكاذبة التي تنشر روح العداءة والمشاحنة بين ابناء المجتمع الواحد, وتحت مسمى الديموقراطية وحقوق الإنسان التي لم ينتفع منها إنسان ولا حيوان سوى اؤلئك البشر الذين خطوها وحاكوها بسم خياط الشيطان لكي يأكلوا ويتمتعوا من غير رابط ولا ضابط كما تأكل وتتمتع الأنعام .
إن جميع الأحزاب الفاعلة في الدول المتقدمة ولنأخذ على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوز عددها عن الحزبين فقط , يعمل كل حزب جاهدا حسب القوانين المشروعة داخل البلد, وبلا قوانين وبلا ضابط خارج البلد , وكل ذلك من اجل المصلحة العليا للبلد .. وإذا ما تنافسوا على السلطة العليا تنافسوا بالطرق المسموحة دون استخدام اسلوب التجريح أو الاساءة إلى منافسينهم, وإذا ما انتهت المنافسة بفوز احدهم على الآخر توقف التنافس واستقال رئيس الحزب الخاسر الذي لم يستطيع أن يوصل حزبه إلى دفة الرئاسة .. والخسارة هنا في عرفهم ليست عيبا ولا مدعاة للسخرية التي تولد الكرة والعداءة وابتكار الكيد المدبر المبيت ضد منافسهم الفائز بالرئاسة, بل على العكس تماما فجميعهم يعمل بكل طاقته تحت امرة السيد والقائد الجديد .. وهذه هي النظرة المثلى للمصلحة العامة للبلد لا كما هي رؤية الاحزاب التابعة الوليدة التي لا تألوا جاهدة بعد الخسارة على تدمير الفائز بكل طريقة وتستبيح كل وسيلة للمداراة على خسارتها وسوء صنعتها حتى لو انتشرت الفرقة وتفاقمت النزعة واشتد القتال بين افراد المجتمع الهزيل.. وتلك هي الغاية المنشودة التي اصبحت مكشوفة في سياسة الدول الكافرة التي لا تحاربنا إلا لأجل هذا الدين, والحال مشهود في العراق وافغانستان وتونس وليبيا واليمن ومن قبلها مصر وها نحن بانتظار التدمير النهائي للشقيقة سوريا .. وبعدها لا ندري من هي الدولة التي ستلحق بركب اخواتها المشؤوم, إلا إذا اثبت دكتاتورها ولاءه وعزز انتماءه وجدد عهده مع تلك الدول المتآمره.. وذلك ما يسعى إليه الاذناب المبثوثين في شتى البلاد ويعملون في السر والخفاء, فيدعون الإسلام والإسلام منهم براء, ويظهرون محبتهم وغيرتهم على الوطن, غير أن محبتهم محبة كاذبة وغيرتهم غيرة فاسدة, ويتباكون على الشهداء .. والشهداء يشهدون عليهم بالخديعة وعمق البلاء .... لكن الأدهى والامر هو انقياد ضعاف النفوس واصحاب القلوب المريضة والفئة القليلة بتعدادها من اصحاب رؤوس الأموال الذين يدعمون رموز الفساد في البلاد, فينفخون الابواق ويطبلون ويزمرون في كل مرة بمناسبة وبغير مناسبة لكي تجتمع حولهم الجموع فيبثوا فيهم سمهم الزعاف, لكي تعم الفوضى وتدمر الانجازات وتضيع الرؤى والافكار المبنية على التقدم والاصلاح عندها تنتشر وتستيقظ الفتنة النائمة ويحق اللعان على موقظها .... فلا تكونوا من اؤلئك الملعونين ... وهذه الأولى.
ايضا هناك من يقر ويعترف في وجة نظره الخاطأة على اتباع السياسة الغربية فينعق بمبدأ فصل الدين عن السياسة وادارة امور الدولة على اعتبار أن الدين لا يخرج عن تلك الترانيم والتسابيح والشعائر التعبدية..الخ . وهذه النظرة هي النظرة العلمانية الخاطئة وهي نفس النظرة المشركة والنظرة الكافرة والنظرة الملحدة, والتي تجد في نظرتها جميعا : أن تشريع العباد الركيك خير من التشريعات اللإلهية التي تواكب الفطرة الإنسانية في حسن خلافة البشرية لهذه الأرض .. ويتناسون أن خير قائد وسياسي عرفته البشرية والناس على وجه الأرض وإلى أن تقوم الساعة سواء صرحوا بذلك أو كتموه في الصدور هو نبينا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم, الذي لم يأمر اصحابة واتباعه من بعده على فصل الدين عن الدولة من اجل تحقيق المصلحة العامة للدولة الإسلامية الوليدة...
إن الحقيقة التي يتجاهلها أكثر الناس وتتجاهلها الاحزاب البائسة تكمن في أن الذين ينادون بفصل الدين عن الدولة هدفهم الأول والأخير اقصاء هذا الدين القويم وكل شيء قد يبعدهم عن تحقيق مطامعهم ومكاسبهم الشخصية الدنيئة على حساب شعوب الأرض والبشرية كافة لعلمهم التام بخطورة النظام الإسلامي الذي سيحرمهم من مكاسبهم وسيقضي على مطامعهم عندما يحرر العباد من عبوديتهم وينشر العدل في اقطار الأرض.. والتاريخ خير شاهد على صنيع فعلتهم وبليغ تدميرهم في بلدان الأرض وفي تفكير احزابها وفي فكر الأذناب التبع للسياسة الغربية الدنيئة .. وذلك من خلال اظهار عدم ملائمة الدين مع السياسة ومن خلال تدمير اتباع الدين واظهار فشلهم في حسن الادارة والسياسة .. وتلك هي الثانية, والثالثة إن الذكرى تنفع المؤمنين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات