مصادر أمنية: «خلية حزب الله» انطلقت من غزة .. وشهاب نسق مع حماس لتهريب أسلحة من مصر


جراسا -

النيابة المصرية سجلت اعترافات المتهم الرئيسي ومساعديه بالصوت والصورة وواجهتهم بالمضبوطات


في وقت قالت فيه مصادر أمنية مطلعة إن «خلية حزب الله في مصر» انطلقت من قطاع غزة الذي تهيمن عليه حركة حماس منذ عام 2007 وأن المتهم الرئيسي، مسؤول خلية حزب الله في مصر، الملقب بـ«سامي شهاب» نسق مع كوادر من حماس تدير أنفاقا عبر حدود مصر، لتهريب أسلحة للقطاع من مصر، كشفت مصادر قريبة من التحقيقات لـ«الشرق الأوسط» أمس أن النيابة المصرية سجلت الليلة قبل الماضية اعترافات المتهم الرئيسي (شهاب) وعدد من مساعديه بالصوت والصورة، وقالت إنهم اعترفوا بما واجهتهم به النيابة من مضبوطات، في التحقيقات التي استمرت حتى فجر أمس، وهي: حقيبتا متفجرات وصواعق و«تي إن تي» وجهاز للتفجير عن بُعد، إلا أن المتهمين قالوا إن المضبوطات التي تخصهم لم تكن بهذه الكمية الكبيرة التي عرضتها عليهم النيابة.

وأبلغت المصادر التي حضرت جانبا من التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا في مصر مع أعضاء «خلية حزب الله» التي تم الإعلان عن اكتشافها أخيرا بمصر، «الشرق الأوسط» عن تفاصيل جديدة تتعلق بالقضية المتهم فيها 49 شخصا، على رأسهم عضو حزب الله اللبناني سامي شهاب، ومنهم 24 هاربون، قائلة إن «شهاب» اعترف في التحقيقات التي جرت معه وثلاثة من أعضاء الخلية، الليلة قبل الماضية، بأن المضبوطات التي عثرت عليها النيابة تخصه، وأضافت المصادر أن تحقيقات الليلة قبل الماضية، جرت مع ناصر أبو عمرة (فلسطيني من عرب 1948) وهاني مطلق، بينما لم يتم التحقيق مع الثالث سامي شهاب، الذي تمت فقط مواجهته بالمضبوطات التي كانت لدى المتهم ناصر. وأضافت المصادر أن المضبوطات عبارة عن حقيبتين فيهما مادة «تي إن تي»، وصواعق موصلة بأسلاك تشبه الريموت كنترول (التحكم عن بعد)، وأن المتهمين قالوا في تحقيقات الليلة قبل الماضية إن هذه المضبوطات تخصهم، لكن ما يخصهم منها ليس بمثل هذه الكمية، وأن «سامي شهاب والمتهمَين الآخرَين قالوا إن كمية الصواعق التي تم عرضها عليهم الليلة قبل الماضية كانت أكبر من الكمية التي كانت في حوزتهم». وأضافت المصادر أن «سامي شهاب اعترف فقط بأن الحقيبتين وما بهما من متفجرات (التي لا يزيد وزن كل منها عن خمسة كيلوغرامات)، تخصانه، وكذا اعترف بأن الحزامين الناسفين يخصانه، وأنه قال في التحقيقات إن كمية الصواعق ومادة الـ(تي إن تي)، المضبوطة لم تكن بهذه الكمية التي في حوزة النيابة».

وأضافت المصادر أن نيابة أمن الدولة العليا قامت لأول مرة بتصوير المتهمين أثناء مواجهتهم بالمضبوطات، واعترافهم بأن جانبا منها يخصهم بالفعل. وتابعت المصادر قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «تم تصوير المتهمين بالفيديو أثناء الإدلاء باعترافاتهم بالمضبوطات التي في حوزة النيابة المصرية.. لا نعرف السبب وراء مثل هذا الإجراء، ربما خوفا من عودة المتهمين لإنكار هذه الاعترافات (أمام المحكمة) فيما بعد.. وقد تستغل إعلاميا أيضا.. هذا وارد».

وأشارت المصادر إلى أن المتهمين «اعترفوا بأنهم كانوا يريدون إدخال هذه الكمية من المتفجرات والأحزمة الناسفة، والصواعق، عن طريق عرب 1948 (غالبية المقبوض عليهم من هؤلاء من المقيمين في سيناء، وكذا من المتسللين من غزة) للقيام بعمليات داخل إسرائيل.. المعدات المضبوطة كانت جاهزة لهذا الغرض.. الذي اعترف بهذا ناصر أبو عمرة وسامي شهاب».

وفيما يتعلق بالمتهم هاني، قالت المصادر إن دوره في القضية حتى الآن، كان هامشيا، وأن النيابة أنهت تحقيقاتها معه الليلة قبل الماضية، وأنه أقر بمعرفته بكل من الفلسطينيَين نضال فتحي ومحمد رمضان (عمر كل منهما بين 18 سنة و19 سنة)، وأنه آواهما لديه في مدينة العريش، وأنه لم يكن يعلم أنهما في طريقهما للقيام بعملية استشهادية داخل إسرائيل، وأن نضال ومحمد أقرا في التحقيقات أيضا أن هاني لم يكن يعلم بنيتهما في التوجه إلى داخل إسرائيل للقيام بعملية استشهادية هناك، وأنهما كانا أخبرا هاني أنهما في طريقهما إلى الدراسة الجامعية في القاهرة. ووصفت المصادر التي حضرت جانبا من التحقيقات في نيابة أمن الدولة العليا، الجلسة التي عقدت الليلة قبل الماضية، وهي الجلسة الرابعة عشر في سلسلة التحقيقات مع تنظيم خلية حزب الله في مصر، بأنها كانت «جلسة قصيرة» بدأت في وقت متأخر من الليل، وأنها «اقتصرت على مواجهة خمسة من المتهمين بالمضبوطات وببعضهم بعضا، وأن «تحقيقات الليلة قبل الماضية لم تتطرق لموضوع الاتهامات الأخرى التي تتعلق باستهداف منشآت سياحية في مناطق يتردد عليها سياح إسرائيليون في سيناء وعلى البحر الأحمر بمصر، إضافة لرصد سفن بقناة السويس المصرية».

وأضافت المصادر أن المتهم ناصر أبو عمرة قال في تحقيقات الليلة قبل الماضية، إن قائد الخلية ومجموعة أخرى معه أخبروه بأنهم لن يقوموا بأي عمليات لا داخل مصر ولا داخل أي دولة عربية أخرى، وأنهم لو كانوا طلبوا منه ذلك لرفض. وعما إذا كانت هناك أي مضبوطات لأسلحة قالت المصادر: «يوجد»، وعما إذا كان قد تم مواجهة أي من المتهمين بهذه الأسلحة، أضافت «لا.. لم يتم عرض أي أسلحة كأحراز، ضمن المضبوطات التي كانت مع المتهمين، وأن المتهمين قالوا إنهم كانوا قاموا بمحاولات لشراء أسلحة، لكي يهربوها عن طريق الأنفاق إلى غزة، وأن أحد المتهمين عرض عليهم مخزنا لتشوين الأسلحة فيه، قبل تهريبها إلى القطاع». وتساءلت المصادر: «هل هناك آخرون اشتروا أسلحة، وهل هناك أسلحة ضمن المضبوطات، وهل هناك أحراز أخرى.. لا أعرف، إلى حين تنتهي التحقيقات مع المتهمين، وتحال القضية للمحكمة». وقالت المصادر إن التحقيقات توقفت عند هذا الحد، وأنها قد تستأنف في النصف الثاني من هذا الأسبوع، مرجحة أن تحال للمحاكمة في النصف الأول من الشهر المقبل.

وأوضحت المصادر أن هناك عددا من السودانيين في القضية، لكن لم يتم القبض على أي منهم حتى الآن، وأضافت أن هناك الكثير من المتهمين المقبوض عليهم والهاربين، كانوا يتحركون، وما زال بعضهم ممن لم يتم القبض عليهم بعد، يتحركون بأسماء «كودية». وعما يتردد عن وجود عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في القضية، قالت المصادر إن عددهم ثلاثة وقد يصل إلى أربعة، وأنهم.. «كانوا (إخوان)، وأنهم قالوا في التحقيقات: إنهم كانوا إخوان في السابق، أي قبل أن يتعرفوا على شهاب، وأنهم (الإخوان السابقون) هم: إيهاب القليوبي وناصر أبو عمرة، وهاني مطلق».

وقال عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن عدد من المتهمين في القضية، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن احتجاز المتهمين طول هذه الفترة لدى مباحث أمن الدولة يلقي بظلاله على صحة ما يقولونه من اعترافات، و«نحن (كمحامين عن المتهمين) طلبنا أكثر من مرة نقل المتهمين لسجن عمومي، لأن سجنهم في مقار الاحتجاز الحالية، أمر مخالف للقانون، وبالتالي هذه الاعترافات، حتى لو كانت حقيقية، وما يقع من إكراه على المتهمين، حتى لو لم يكن هناك تعذيب يقع عليهم، إلا أن استمرار تواجدهم هناك (في مقار الاحتجاز) طيلة نحو خمسة أشهر، يجعل أي محكمة، لا تأخذ بكل هذه الاعترافات».

من جانب آخر أبلغت مصادر أمنية مطلعة «الشرق الأوسط» أن المتهم الرئيسي المنتمي لحزب الله «شهاب»، نسق مع حركة حماس من داخل قطاع غزة لتهريب أسلحة ومقاتلين، عبر الحدود المصرية مع القطاع، وأن عددا من أعضاء الخلية تمكنوا بالفعل من التنقل بين قطاع غزة، وسيناء، لتنسيق عملية نقل عتاد لمساعدة حماس، عبر أنفاق بين حدود مصر والقطاع، وكذلك القيام بمحاولات لتهريب فلسطينيين من غزة، للدخول إلى إسرائيل من خلال الأراضي المصرية، لتنفيذ عمليات قي تل أبيب، وأن ذلك جرى قبل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وبحسب المصادر فإن «شهاب» كان يخطط لإرسال فلسطينيين من غزة ومن مدينة العريش المصرية، إلى لبنان، لتلقي تدريبات فنية وعسكرية على القيام بأعمال في العمق الإسرائيلي، انطلاقا من الأراضي الفلسطينية، وبمساعدة مهربين سودانيين محترفين يعملون على تهريب أفارقة للعمل في إسرائيل عبر سيناء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات