الأمواج تتلاطم حولنا .. حمــى الله الأردن منهـــــا


تتـلاطــم الأمــواج من حولنـــا ، وتكــاد تقـذفنــا في كل إتجــاه ، ولا حـول لنــا ولا قــوة ، نتعـلق بكـل قشــة لعلنــا ننـجــو على ظهـرهــا ، ونرفـع أيـدينــا تضـرعـا لله أن يكــون عـونـا ومنقــذا لنــــا ،
لـو إن الإنســان يتمســك بأقــوال الله تعالـى التي نزلــت في محكــم آيــاتــه الكريمـــة ، أو بالصـفـات والأخلاق التي جبـل عليهــا رسـولنــا الكريــم ، وجعل سـيرتــه العطــرة نبراســا لنــا تهدينــا إلى طريـق الخيــر والصــواب ، 

لمــا كانـت الحــال كما هي الان ، حــروب ومعـارك تفتــك بالإنســان ، تحركهــا النفـوس الشـريـرة ، والأبريــاء هـم ضحـايــا ووقــودا لهــا ، ولما أصبحــت الصـراعــات والمطامــع هـي السـمة والطابـع السـائد الآن بيــن البشـــر. 

وهــا هـو الوطــن العربي الزاخـر بالمشـاكل والقضايــا الإجتماعيــة ، قــد أصبــح الأمــن فيـــه معرضــا للخطــر ، بعــد أن أخــذت العواصــف والريــاح المسـمومــة تضربــه من كــل إتجـــــاه، والإنقسـامات والإصـطفافــات تبعــده عن بعضـــه البـعـض أكثــــر فأكثـــر كل يـــــوم . 

تـأملنــا خيــرا في الربيــع العربــي ، وأن تكــون النتائــج خيــرا على الشعوب العربيــة كافــة ، بعد أن تتخلــص من القادة الظلمــة ، وتعــاد الحقوق والحريــات المهــدورة لأصحابهــا ، ولكــن الأمــل بــدأ يخبــو ، ونحــن نرى الصراعــات ما زالــت على حالهــا ، والحريــة وحقـوق الناس لم تتغيــر عما كانت إن لم تــزد ســــوءا .

إنـنـا في الأردن والحمـد لله فـي نعمــة ونحسـد عليهــا ، ألا وهـي الأمـن والأمــان فيــه ، نتعـرض لحملـة شـرســة وهجمــة قويـــة من بعض الجهــات والدول التي تريــد أن تحرمنــا لا قدر الله منهـا ، لأغراض وحقــد في نفوســها ، مستعينــة ببعـض المغــرر بهــم ، واستغلالا للظــروف الإقتصـدايــة التي نمــر بهــا ، بســبـب الآثــار السـلبية التي كانت من نتائــج الربيــع العربي على الدول الأخــرى ،

وهــا هــو ما يحصـل في ســوريا أكبــر دليـل على ما يعصــف بنــا ،وإن كان لا دخـل لنــا فيما يجــري وكيــف إشـتعل ، الا أنـنــا نتأثــر به سـلبا ، كونـنا الجــار والشـقيــق ، والذي ليس لنا مصلحــة في الربح والخســارة كغيـرنــا من الأطــراف، بل نحــن نعانــي أكثــر من غيـرنــا من الآثــار ونتحمـل الأخطــار والأضــرار ، مهمــا حاولنــا تجنبهــــا . ومــع محـدوديــة مواردنــا وإمكانيـاتنــا الا أن تدفــق اللاجئيــن من إخـوانـنــا السـوريين قــد أثقــل حملنــا ، وزاد من أعبــاء المعيشــة على المواطنيــن ، وتولــدت مشــاكل وقضـايـا إجتماعيــة كنا في غنــى عنهــا .

الأسـلحـة الكيماويـة أصبحــت ورقــة وحجــة للتدخل الأجنبي في سـوريـا ، ويريدون أن تكون الأردن هي المنطلق لضربهــا ، أو تنفيذ مخطط ما منها ، كي تتورط الأردن في حرب وعــداء لا مصلحـة لنا فيــه ، والا لماذا لم يختاروا تركيــا أو لبنــان وهمــا الأقــرب لتنفيــذ مخطـطــاتهــم ويبعــدون الأردن عن تلك المغامــرة ، حفاظا على شـعبها وأرضهـــا .

إن الأمــل معقــود على الحكومــة أن لا تبقـى متفرجــة والمخاطــر تزداد يوميــا ، وأن تجــد للوطــن والمواطنيــن حلــولا تخلصهــا من هــذه الحالــة التي وقعنــا فيهــــــــا ، ليعــود الأمــن والأمــان لربــوع وطنـنـا العـزيــز كمــا كــان وكمــا نتمـنــــى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات