يوم مفتوح دامي


امتدت يد السوء لتدمي القلوب، فوزعت كأس الحزن لتسقي به الأهل، والأحبة، والأصدقاء، ففي ساعة الشر هذه، أوردت يد السوء لحوض المنايا، أربعة من شباب الوطن، اكبر ذنبهم أنهم حضروا لمشاركة ذويهم يوم سعدهم، فكانت حصيلة احتفال جامعة الحسين بعيدها الرابع عشر، أربع وفيات وعشرات الجرحى، فانقلب يومها المفتوح، من سرور وبهجة، إلى نوح، وبكاء، وبيوت عزاء، وأعمال شغب، تجرح وجه الوطن السقيم، الذي أشبعته أيادي أبنائه جراحا، وملئت عيونه حزنا، وأسقمت جسمه بشتى العلل.
فهاهي جامعة الحسين بن طلال اليوم تخرج لنا أربع جثث في ذكرى تـأسيسها، فما بال الأيادي القذرة، استكثرت على الناس ساعة الفرح، وأصرت على إرواء ساحات الجامعة بالدماء البريئة، فأي قلب ستغشاه الطمأنينة على ابن أو ابنة، يكن نصيبه القبول في جامعة الحسين بعد اليوم، فمستوى الانفعال في جامعة الحسين، لا يعادله إلا البطش في جامعة مؤتة، والعنف في أم الجامعات الأردنية.
فليت بكاء أم بدر على فقدها محمد، يسارع لعين أم المجرم الذي افقدها طلت ابنها المغدور، وليت من أردى البواب قتيلا يكن سافه الأحلام لا يبقى له بين الأنام ذاكرا ومعينا، وليت من افقد أهل أمين رؤيته، وعاجل لأهل أنس بفراقه، يبنى له بيت العزاء سريعا، متأثرا برصاصة تخرق الأحشاء من يد مجهول.
فليت الكارثة التي أحلت بجامعة الحسين تكن آخر المصائب، وليت مرد الناس يكن جميلا، وليت فراق الأحبة يكن مخلوفا من الله، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويتم مولانا علينا وعليهم الخير، ويجنب الجميع ساعات الغضب، ويؤلف بين القلوب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات