أندية الكرة تدخل "سباق التسلح" لاستقطاب النجوم قبل "معارك البطولات"


جراسا -

الأموال تظهر فجأة والألقاب "تسيل اللعاب"

في الوقت الذي واصل فيه فريق الوحدات احتفالاته بنيل كافة القاب الموسم الكروي الفائت، فان الوحدات والاندية الاخرى باتت تفكر كثيرا في المستقبل، حيث ينتظر ان ينطلق الموسم الجديد 2009/2010 بعد اقل من شهرين، بعد ان تخلد الفرق للراحة باستثناء فريقي الفيصلي والوحدات اللذين سيواصلان مشوار المنافسة في الدور الاول من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي الذي ينتهي في 19 ايار (مايو) المقبل، كما سيعمل المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد وطاقمه المساعد على تهيئة اللاعبين المختارين للفريق لاستئناف مشوار التصفيات الآسيوية والذي تسبقه سلسلة من المعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية.

ويبدو أن "معارك" بطولات الموسم الماضي التي بقيت مستعرة حتى يوم الجمعة الماضي، والتي أكدت الغلبة للوحدات الذي نال كافة الغنائم و"الجمل بما حمل" ولم يترك لمنافسيه الا "جوائز الترضية"، ستنتقل رويدا رويدا الى اروقة الاندية، التي نفضت عن نفسها "غبار المعارك"، وباتت تستعد لجولة جديدة مقبلة ربما ستكون أكثر شراسة من سابقتها، ذلك ان فريقي الوحدات وشباب الاردن سيتنافسان على اربعة القاب مقبلة بعكس الاندية العشرة الاخرى التي ستتنافس على ثلاثة القاب فقط، بحكم ان لقاء "بطولة" كأس الكؤوس المقبل سيجمع بين الوحدات وشباب الاردن.

سباق التسلح

ويبدو ان الاندية ستعيش خلال الاشهر القليلة المقبلة ما يشبه "سباق التسلح" بهدف تعزيز القدرات التي من شأنها ان تغير صورة المنافسة التي حدثت خلال الموسم الفائت، وعدم السماح لفريق الوحدات بأن يهيمن على جميع الالقاب.

 وتنذر الايام المقبلة بأن اتحاد الكرة سيدخل في "دوامة" التعليمات ونظام الاحتراف، بعد ان قرر الاتحاد الاستمرار في تطبيقه بعد معالجة بعض السلبيات التي تكشفت في المرحلة الماضية، ويبدو ان لائحة الاحتراف قد تشهد بعض التعديلات في ظل رؤية المخطط الجديد للكرة الاردنية محمود الجوهري، الذي سيباشر مهامه الرسمية اعتبارا من يوم 1 ايار (مايو) المقبل.

تنقلات وتحديات

بيد ان اكثر التحديات قوة ستكون فيما يتعلق بحركة التنقلات المتوقعة بين الاندية، لا سيما تلك التي تخص اللاعبين الذين لم يوقعوا على عقود احتراف وارتضوا ان يحملوا صفة "الهواة" وهم يلعبون في "دوري المحترفين، وربما يكون لاعب شباب الاردن مهند المحارمة اكثر النقاط جذبا للانتباه، بعد توارد اخبار بأن اللاعب يرغب بارتداء قميص النادي الفيصلي اعتبارا من الموسم المقبل، بعد تلقيه عرضا مغريا تزيد قيمته على 100 الف دينار، وفي ذات الوقت فان لاعب شباب الاردن عبدالله ذيب الذي كان السبب المباشر في تطبيق الاحتراف، بعد ان ترك الوحدات من دون إرادة ناديه واحترف في البحرين، بعد ان حصل على حقه الشرعي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في الاحتراف لعدم وجود عقد رسمي بينه وناديه السابق، كما حصل على حق آخر بارتداء قميص شباب الاردن بدلا من الوحدات بعد عودته الى الاردن، ربما يكون احد نقاط الجذب من قبل اندية اخرى كالوحدات والفيصلي والجزيرة في محاولة لاستقطابه، بعد ان قدم "الاوراق الرسمية" التي تؤهله لكي يكون احد نجوم الكرة الاردنية الواعدين.


السباق نحو اللاعبين مهند المحارمة وعبدالله ذيب جاء نتاجا لبراعتهما وعلو كعبهما في المسابقات المحلية الى جانب صغر عمرهما، فعبدالله ذيب يبلغ من العمر 22 عاما ويزيد عليه بعام واحد فقط اللاعب مهند المحارمة، وهذا الامر جعل نادي شباب الاردن "يستنفر" لمنع أية محاولات لتفريغه من النجوم، لا سيما وان المدافع المخضرم وسيم البزور بات مطلوبا لبعض الاندية وعلى رأسها الفيصلي.

 الأموال تظهر فجأة!

ولعل من قبيل المفارقة والغرابة والدهشة ان الاندية التي "ولولت" واعتلى صوتها قبل بضعة اشهر زاعمة ان صناديقها المالية خالية الا من المطالبات المتحققة في ذمتها، والتي اشارت الى ان التراجع عن الاحتراف "فضيلة" قبل فوات الاوان، استدارت بمقدار 180 درجة وباتت تعرض اموالا طائلة لكي تجدد عقود المحترفين وتضم لاعبين آخرين.

هذا الامر قد يحدث حالة غير مستحبة من السباق والمنافسة تنعكس سلبا على العلاقة بين الاندية، التي اتحدت فقط عندما وجهت "البوصلة" في اتجاه حث الحكومة على دعم الاندية وانقاذها من "غول الاحتراف".

ولعل اتحاد الكرة يدرك جيدا ان لوائحه المحلية تبقى "حبرا على ورق" إذا جاءت في صيغتها مخالفة للوائح الاتحاد الدولي، ولعل قضية اللاعب عبدالله ذيب كانت شاهدا حيا في مرتين على انحياز "الفيفا" لحقوق اللاعبين المشروعة، وبالتالي فان التهديد والوعيد او اطلاق الوعود بعدم قيد هذا اللاعب او ذاك، قد يضع الاتحاد في موقف حرج امام "الفيفا" اذا ما وصلت اليه قضية من هذا النوع.

حركة بين الكبار

محور الاهتمام سيكون لاحقا في حركة اندية الفيصلي والوحدات وشباب الاردن والجزيرة، فالوحدات الذي يحظى بمخزون محلي طيب من اللاعبين المخضرمين والشباب، يسعى للتمسك بكل واحد منهم لكنه يدرك في ذات الوقت حاجته الى "محترفين حقيقيين" من الخارج، اذا ما اراد مواصلة الإنجازات خصوصا وان القاعدة الثابتة تقول "المحافظة على القمة اصعب من الوصول اليها"، لأنها اشبه بـ"الجبل الاملس" الذي لا يمكن الاستقرار عليه فإما التقدم او التراجع، لكنه في ذات الوقت لن يقف ساكنا امام واقع التجديد والدعم اذا ما نجح في الحصول على توقيع لاعبين من اندية اخرى.

لكن الفيصلي ربما يكون اكثر الاندية المرشحة لـ"تغيير الجلد"، بعد انتهاء موسم عجاف اصاب جمهوره بالحزن على واقع غير مألوف، فالفيصلي يبحث اولا عن عودة "الطيور المهاجرة" خارجا لا سيما محمد خميس "الفجيرة" وخالد سعد "النجمة"، مع إدراكه بصواب عودة بهاء عبدالرحمن "الاهلي السعودي" وحسونة الشيخ "دبي" والاخير يمتلك ورقة انتقاله كحال خالد سعد اينما شاء.

ويسعى الفيصلي الى احضار المحترف احمد هايل الذي يلعب في الفجيرة الاماراتي بعد انتقاله من الجزيرة، وهذا اللاعب يستطيع اللعب في المكان الذي يريده، كما يسعى الى استقطاب حارس مرمى الحسين اربد محمد الشطناوي ولاعبين آخرين برزوا في العربي كأنس بني ياسين الى جانب لاعبي شباب الاردن مهند المحارمة ووسيم البزور. لكن الفيصلي الذي اعلن قولا رسميا لم يترجم الى فعل بعد تخليه عن لاعب الوسط قصي ابو عالية، الى جانب ابتعاد بعض لاعبيه مثل سراج التل وشريف عدنان وماهر الشولي، واذا ما دفع النادي مبالغ طائلة جراء العقود الجديدة للاعبين من خارج الفيصلي، فلربما اصطدم بواقع "حرد" بعض نجومه في مشهد تكرر مرات ومرات في الموسم الماضي، كما يمكن للفيصلي ان يبحث عن لاعبين محترفين من الخارج لتعزيز قدراته.

بدوره يحاول نادي شباب الاردن المحافظة على لاعبيه مهند المحارمة "الذي قيل بأنه سيحترف في نانت الفرنسي" وعبدالله ذيب ووسيم البزور وحازم جودت على وجه التحديد، الى جانب استرداد هدافه عدي الصيفي المحترف في الامارات، ومحاولة جذب بعض اللاعبين المميزين من اندية اخرى، في الوقت الذي لم يبد فيه قرارا نهائيا بشأن المحترفين فادي لافي وحيدر عبدالامير.

رسالة شديدة اللهجة

ويتردد أن نادي شباب الاردن وجه رسالة صريحة لبعض الاندية بشأن ما توارد من انباء عن نيتها انتزاع بعض لاعبيه، خصوصا بعد القول بأن المحارمة قد يذهب للاحتراف في سورية لفترة قصيرة يحصل خلالها على بطاقة الاحتراف والتحرير والعودة للعب في الاردن مع ناد آخر، كما حصل مع لاعب الرمثا بدران الشقران الذي عاد للاحتراف مع اتحاد الرمثا.

الرسالة "شديدة اللهجة" حملت تهديدا بأن النادي قد ينفق نحو نصف مليون دينار لاستقطاب لاعبين من الاندية التي تحاول الحصول على لاعبيه، واحراج تلك الاندية بدفعه مبالغ "خيالية" قد تحدث ازمة بين الاندية ولاعبيها الذين سيسيل لعابهم امام المغريات المعروضة امامهم.

عموما الايام المقبلة ستكشف حجم "سباق التسلح" الذي ستعيشه الاندية المحلية، وقدرة اتحاد الكرة في احتواء الآثار المترتبة على ذلك، وهنا اقول اسألوا الجوهري ماذا جرى في مصر عندما تسابقت الاندية على شراء اللاعبين ودفع مبالغ "فلكية" تفوق السعر الحقيقي.
 



تعليقات القراء

قاسم كريشان
يا ريت تنشرو تعاقدات الاندية الاخيرة
04-05-2009 10:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات