ما بعد الثقة حكومة ظل


بعد أن عبرت حكومة الدكتور عبدالله النسور بر الأمان وحصلت على ثقة مجلس النواب برغم التخوف الكبير بعدم حصولها على الثقة خصوصا بعد سماع خطابات وتحديات أعضاء مجلس النواب. وأين كان الأمر فقد عبرت الحكومة حاجز الثقة وبعلامة متدنية تاركة في نفس الكثيرين تساؤلات عدة بشان مستقبل الحكومة، وقدرتها على تنفيذ برامجها المطروحة.
لكن الملفت للنظر هنا أن بعض النواب أصحاب الخبرة في العمل النيابي قد حجبوا الثقة عن الحكومة أمثال النائب عبدالهادي المجالي والنائب عبدالكريم الدغمي والنائب مفلح الرحيمي وغيرهم الكثير. والسؤال هنا هل حجب الثقة عن الحكومة جاء من دافع وطني؟ أم نكاية بشخص رئيس الوزراء؟ أم أن هناك مآرب أخرى تتمثل بمعاقبة رئيس الوزراء عن حجبه الثقة عن كل الحكومات التي عاصرها وهو نائب. من السيناريوهات المتوقعة للمرحلة المقبلة بعد التنافس الشديد بين حاجبي ومانحي الثقة ظهور ما يسمى حكومة الظل أي حكومة غير موجودة على الخريطة التنفيذية للدولة وتكون جاهزة في حال سقوط الحكومة الحالية بمعنى آخر تشكيل فريق من أعضاء مجلس النواب قوامه الانسجام في الوقوف ضد برامج الحكومة وأعمالها وما ينتج عنها من قرارات، بهدف فرض رقابة من نوع معين على أعمال الحكومة ,أي تكبيل أيدي الحكومة .
فإذا كان الدكتور عبدالله النسور قد نجا من مقصلة الحجب بأعجوبة فهو أمام حكومة أخرى غير معلنة تستطيع أن أتقنت فنون اللعبة السياسية إقصاء الحكومة بمدة لن تزيد عن عام واحد قادم بحسب المعطيات الماثلة أمام الحالة السياسية الأردنية. وسوف تشهد أروقة مجلس النواب في الأيام القادمة ولادة كتل نيابية جديدة من النواب حاجبي الثقة إضافة إلى كتل أخرى من مانحي الثقة. ولكن حنكة النسور السياسية قد استبقت الأمر بعزمه على إجراء تعديل وزاري على الحكومة باختيار عدد من أعضاء مجلس النواب في الفريق الوزاري وسيكون لهذا الأمر العديد من الفوائد لخلاص الحكومة من قبضة حكومة الظل.
أولها: وجود نواب في الفريق الوزاري سيمنح الحكومة قوة إضافية بعدم انحياز بعض النواب وانخراطهم في حكومة الظل.
ثانيا: إذا استطاع رئيس الوزراء عبدالله النسور إقناع بعض النواب حاجبي الثقة بدخولهم في الحكومة فسوف يحدث إرباك وتفكيك لحكومة الظل.
ثالثا: إدخال أعضاء مجلس النواب في الفريق الوزاري سوف يخفف حالة الاحتقان والمعارضة في الشارع مما يؤدي إلى تخفيف الضغط الخارجي على الحكومة.
أن المرحلة القادمة من عمر حكومة الدكتور النسور بحاجة إلى هندسة من نوع ما, خصوصا في ظل وجود تحديات راهنة تواجه البلد داخليا وخارجيا، فلا يخفى على أحد حجم المعاناة التي سيعانيها الفريق الوزاري في ظل السيناريوهات المطروحة فأعتقد أن منصب الوزير سيكون من المناصب الطاردة في الأردن ولأول مرة في التاريخ لما سيشهده ذاك المنصب من رقابة عالية الجودة، بعد أن كان منصب الوزير مطمح بعيد المنال للعديد من طالبيه. حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحفظ الله الملك المفدى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات