عجبا للواقع !


كل ما تقدمنا في العمر يصبح الواقع أكثر عجبا , يصبح مضحكا تارةً ويصبح مبكيا تارةً أُخرى , أصبح الإنسان في حيرةٍ من أمره أيضحك أم يبكي على واقعنا , هل تغيّر الواقع حقٌ للمجتمع , أم هل أنّ الواقع الذي يتغير تغيّره ايجابي ؟ , لماذا نتهرب من الإجابة , لماذا لا نقف وقفةً تأمليّة ونرى ما الذي قد حصل بين شبابنا وشاباتنا في مثل هذه الأيام , لما مشاكل الشباب في ازدياد ؟ , مع أنّه وحسب الواقع المفترض , ستقل مشاكل جيل الشباب مع التقدم العلمي والتكنولوجي , ومع عصر الانفتاح الذي طغى على عقولنا وقلوبنا في كل لحظةٍ وأخرى .
أتعجب من واقعٍ أصبح الشاب يتقلّد فيه دورَ الفتاة , وأصبحت الفتاةُ ممثلا بارعا بقيامها بدور الشباب , حتى ربما يمكنني القول أنّ بعض الفتيات بتمثيلهن قد تفوقن بالرجولة على كثيرٍ من الشبان , لما اتجه الشباب للاهتمام بمظاهرهم الخارجيّة أكثر من الفتيات , لما أصبح الشاب يهتم بنعومة وجهه وطراوة ملمسه وبجمال يديه وحتى بتسريحة شعره ! , لما أصبحت الفتاة تقوم بدور الشباب في القيادة وفي التحدث وفي الكلام , لما أصبح لبسُ الفتاة تقليدا للشباب , آهٍ لزماننا كم أصبح فيه خلطٌ بين الرجولة والتشبه بالنساء وبين الأنوثة والاسترجال .
لم يقف الحال هنا فقط , حتى مواقع التواصل الاجتماعي قد قلبت كيان الشباب , فأصبح الشاب يدخل باسم فتاة على تلك المواقع , ليعيش حياة الفتاة ويكتشف ما بها من غموض , يتقمص شخصيّة باسمٍ مستعار , أيعقل أنّهُ قد سأم من كونهِ رجلا ؟ , وحتى الفتيات أصبحن كذلك إلا ما رحم ربي , هل وصل بنا الواقع أن يكره الرجل رجولته وأن تكره المرأة أنوثتها لدرجة أصبح كلٌ منهما يتمنى أن يكون كالآخر .
برأيي الذنب ليسَ ذنب الشباب , ولا ذنب الفتيات , ولا ذنب المجتمع , الذنب هو ذنب الأسرة , التي لم تعطي لكلِ فردٍ من أفرادها حقّه من الرعاية والاهتمام وتحمل المسؤولية , فتجد شابا قوامهُ قد غلب أباه وما زال لا يستطيع أن يتحدث في مجالس الرجال , أو تجد تلك الفتاة التي لم يبقى على خطبتها إلا قفزةٌ صغيرة , لا تجيد أي شيءٍ من عمل المنزل ؟ , نعم الإهمال هو سبب المشاكل كلها , فلو جعلنا الشاب يحس برجولته وأهميتها لما حصل ذلك , ولو قدمنّا للفتاة الرعاية والاهتمام لم حصل لها ما حصل , لكن وبكل صراحةٍ وصلنا إلى طريقٍ مسدود , أصبح الاهتمام نادرا جدّا , وكلنا يحبُ الاهتمام , لكن إذا ما فقدناه اختلّ توازن الحياة , وانقلب الواقع , وصار كلٌّ من الجنسين يكره حياته الخاصة ويعتقد أنّ حياة غيره هي الأجمل , هذا ومن دون أن نذكر ما اتجه له شبابنا في هذه الأيام فتكاد لا تجد بيتا يخلوا ساكنوه من الحب الذي يستنكره المجتمع , فلا حقّ للمجتمع أن يستنكر شيئا هو قد فعله , أهملوا أبنائهم , وهم بحاجة للاهتمام , فجاء من يهتم بهم من خارج العائلة فنشأت علاقة الحب , ألا نصنف نحن ضمن البشر ؟ , بلا والله نصنف ,
رسالتي التي أوجهها لكل شاب وفتاة ولكل أبٍ وأم ولكل من هو في موقع مسئول عن الأسرة , لا تحرموا أنفسكم من الاهتمام , اقتربوا من أنفسكم ومن ثم اقتربوا ممكن حولكم , وليسأل كل واحدٍ منّا متى آخر مرة سألت فيها ابني أو ابنتي عن الأحوال , أو حتى عن الصحة , أو حتى عن الحياة , لماذا لا نسألهم عن الحياة , لماذا لا نرى احتياجاتهم , لماذا ولماذا ؟ ,, ما أحوجنا لأن نعيد ترتيب أفكارنا وعقولنا لنصل إلى برِّ الأمان في مجتمع يبقى فيه الرجل رجلاً يعتمد عليه , وتبقى الأنثى أنثى يعتمد عليها في تربية جيلٍ يتصف بالعقلانية , الفرج قريب , فلنبدأ بالتغيير ,,,,,,,,



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات