سوريا على حلبة المصارعه


بعد ان عصفت رياح التغيير في منطقتنا العربية وما سميت خطأُ بالربيع العربي ، وانتفاضة شعوبها للأطاحة بحكامها وحسب السيناريو المكتوب مسبقا بالأقلام والأفكارالصهيونية لتفتيت الأمة العربية وزرع نيران الفتنة بين طوائفها ، والأنتهاء من العراق أولا ثم تونس واليمن والسودان ومصر وليبيا تم توجيه هذه العاصفة حسب البوصلة الصهيونية نحو سوريا لتقام على ارضها اكبر حلبة مصارعة لأقوى المصارعين والمتصارعين على حزام النفوذ في سوريا ، وتمركز في الركن الأول ماسمي بالجيش الحر كذباً ونفاقاً ولو كان حراً لما حمل السلاح الأسرائيلي من اليوم الأول وهو السلاح المُصّنَع خصيصاً لقتل كل ماهو عربي ومسلم وإسرائيل وتركيا وأمريكا وفي الركن المقابل روسيا وايران والنظام السوري بجيشه والمدافع عن لقب البطولة ، إلا انه التف حول الحلبة بعض اللاعبين والمساندين للفريق الأول المتحدي ومنهم فرنسا والمانيا وبريطلنيا وجلس على طاولة التعليق والمتابعة الراعي الرسمي للبطولة السعودية وقطر .
الفريق الأول : اسرائيل لتأمين كيانها ومد ذراعها وبسط نفوذها على سوريا لتلتقي مع العراق لتأمين وجودها على الحدود الأيرانيه ولكونها لاتستطيع التدخل عسكريا مباشرة خوفا من احراج اصدقائها من الدول العربية وخوفا من المشاعر العربية الملتهبة في المنطقه اكتفت بأمداد الفريق بالسلاح والمعدات العسكرية والدعم بوسائل الأعلام التي تسيطر عليها الصهيونية في امريكا وأوروبا ، وتركيا تبحث بكل الطرق لأعادة ما كان لها من نفوذ في المنطقة والذي فقدته بين ماضي الخلافة أو الدولة العثمانية وبين حاضر تحطم على أعتاب الأتحاد الأوروبي وكذلك تأمل بتصدير الأزمة الكردية الى شمال سوريا ، أما امريكا فكان لابد لها وكالعادة ان تدس أنفها في الأزمة ليكون لها موطئ قدم حقيقي قي سوريا لتأمين الكيان الصهيوني ومصالحها في السعوديه ودول الخليج العربي وحتى تبقى في نظر العالم بأنها القوة العظمى في العالم والحاكم بأمره في المنطقه ، أما المساندين والمشجعين فرنسا تحاول إعادة وضع قدمها في سوريا من نظرة الحنين للماضي الأستعماري ولو بالسيطرة على بعض الجماعات كما هو الحال في لبنان ، والمانيا تريد ان تقنع حلفاءها والصهيونية بأنها ما زالت على عهدها لحماية اليهود ثمناً للمحرقة المزعومة وتكفيراً عن خطيئة النازية ، وبريطانيا لن تسمح لنفسها بالأبتعاد عن الحلبة وخاصة انها ترى كل اللاعبين والمشجعين والممولين متواجدين فهي تسعى لأثبات وجودها ونفوذها في المنطقه .
الفريق الثاني : ايران تسعى لبسط نفوذها على المنطقه لتحافظ على هلال نفوذها من العراق الى الجزء الجنوبي من فلسطين ( قطاع غزه ) مرورا بسوريا ولبنان ولن تسمح بفك هذا الهلال لتبقى محافظة محاذية للكيان الصهيوني الذي لايتوانى عن تهديدها وتأليب الرأي العالمي وخاصة الأمريكي ضدها والذي تعتبره كياناً شاذاً في المنطقه ، ولأثبات انها قوة فاعلة وصاحبة نفوذ في المنطقة لعلها تعيد أمجاد الدولة الفارسيه ، وروسيا تبذل كل جهدها وتسخر كل أمكانياتها لأًبقاء نفوذها في الشرق العربي من خلال سوريا والتي تعتبر منطقة النفوذ الأخيرة لها وحتى تثبت بأنها مازالت لاعباً قوياً في المنطقه ونداً حقيقياً لأمريكا من جهة ومن جهة أخرى حتى لاتترك سوريا مشاعاً للنفوذ الأيراني أو الأمريكي ، ولهذا نجدها تصافح بيدها الأولى ايران بينما تمد يدها الثانية الى أمريكا حيث نجحت فعلاً بأًقناع أمريكا بأنه لاحل لأنهاء الأحداث الدامية في سوريا إلا بالطرق الدبلوماسية والمفاوضات ، وسوريا أو النظام السوري فما زال متمسكاً بحزام البطولة ويدافع عنه بجيشه بكل شراسة وقوة ليبقى محتفظاً به وليبقى النظام قائماً وتبقى سوريا موحدة شعباً وأرضاً وإحباط مؤامرات الفتنة لتقسيم سوريا .
رعاة المباراة الشرسة والتي مازالت الدماء فيها تروي أرض سوريا ، السعودية تريد إبعاد شبح الأخوان الذي يؤرقها عن أراضيها وخاصة انهم باتوا على مقربة منها في مصر وكذلك لتصدير الخلايا النائمة على أرضها الى سوريا للتخلص من النظام الحاكم فيها والذي اصبح مصدر إزعاج لها حالمة بتصدير معتقداتها الوهابية للمنطفة وخوفأ من إمتداد رياح التغيير الى أراضيها وكذلك تحجيم النفوذ الأيراني الذي أصبح يقلق كل دول البترودولارالخليجيه ، أما قطر فهي كالفأر الذي يحاول إثبات وجوده بين الأسود والنمور وباقي الوحوش المفترسة بالتمحك مع هذا مرة ومع ذاك مرة أخرى فلا تجد لها مبدأً واضح محاولة تحقيق حلم شيخها وأوهامه والتي زرعتها في رأسه اسرائيل وامريكا والصهيونية بزعامة الأمة العربية لتستغل ثرواتها لدعم ودفع تكاليف وأجور ومصاريف الفريق الأول من أسلحة ومعدات عسكرية وأجور مرتزقة والذي بلغ عددهم 40,000 تحت اسم المجاهدين والمتطوعين وهم في حقيقة الأمر مأجورين لايعرفوا معنى الجهاد إلا بما تم إقناعهم به من شيوخ الأفتاء السياسي مقابل ثمن بخس تدفع من أموال ومستحقات الشعب السعودي وشعوب الخليج العربي دون إرادتهم لدعم ومساندة ما سمي بالجيش الحر ولو كان حراً بالمعنى الصحيح لما حمل السلاح الأسرائيلي من اليوم الأول وما وضع نفسه تحت إرادة دول إستعمارية تحقد على العروبة والأسلام .
أما نقل المباراة وعلى الهواء مباشرة فقد أعطيَ الأمتياز فيه الى قناة الجزيرة القطرية مع السماح لها ببث ما تريد وما تراه في مصلحة الفريق الأول مع السماح لها بالدبلجةفي الصور واأفلام والفبركة في الأخبار بما تراه مناسباً .
وما زالت مباراة التحدي قائمة حتى كتابة هذه السطور فهل ستبقى سوريا موحدة أم ستذهب في إتجاه الفوضى والتقسيم ؟ سؤال نأمل ان لاننتظر طويلاً لنجد الأجابة عليه ، نحن هنا لاندافع عن النظام السوري ولا عن أي نظام وليسقط كل نظام تسلط على شعبه ولكن ندافع عن سوريا شعباً وأرضاً والتي نتمنى ان تبقى سوريا العروبة موحدة وشوكة في حلق كل من يريد لها ولشعبا شراً ، واسقاط النظام وأي نظام له عدة طرق دون إراقة الدماء وقتل الشعب وتدمير البلاد ، والشعوب العربية كلها تعرف هذه الطرق جيدا وخاصة الشعب السوري ، فقد ثارت الشعوب العربية على أنظمة الحكم المستبدة فيها في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي وتغيرت الكثير من الأنظمة وسقطت دون إراقة الدماء ودون تدمير البلاد .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات