إن صدق الخبر الذي نشره احد المواقع الالكترونية عن قيام احد مسئولي الأمانة المشرفين على حدائق الملك عبدا لله ، بمنع عمال الكافيتريات من فتح القران الكريم والاستماع إليه في فترات الصباح في الكافيتريات بحجة إن الصوت مزعج ، فإنها لطامة كبرى تستحق منا وقفة مسائلة لهذا الموظف عن دوافعه لمثل هذا التصرف اللامسئول بل ألا أخلاقي والمرفوض شرعا وعرفا بل وفطرة لان من يضيق صدره عند سماع القران الكريم ليس بالإنسان السوي ، فماذا سيقول هذا الموظف لربه عند السؤال هل سيقول له إن كلامك يا رب لا يناسب مكان مثل الحدائق ، أم إن سماع صوت فيروز في الصباح أفضل من سماع كلامك ، هل يظن هذا الموظف انه مهما علا منصبه فانه سيعلو على كلام الله ، أم هل يظن إن الحضارة والتقدم تكون بإنكارنا لقراننا وترفعنا عن سماعه ، و هل يحق لهذا الشخص منع ذكر الله تعالى وهل وصلت الأمور به إلى الجبروت والطغيان ؟ انه ليضيق الصدر عند سماع مثل هذه الإخبار التي تتسبب في الغم والهم من الحالة التي وصل إليها البعض في الابتعاد عن دينهم فهم لم ينأوا بأنفسهم عنه بل نهوا الناس أيضا عنه ، أين هم المسئولون الكبار في أمانة عمان هؤلاء المسئولين الذي يتنعمون في خيرات الأمانة من سيارات فارهة ومكافآت خيالية ، ألا يستحق القران منهم وقفة مسائلة لهذا الموظف ، ألا يستحق القران منهم إن يغاروا عليه ، إنها فرصة إن يظهروا شكرهم لله على النعمة التي يسرحون ويمرحون بها من خلال الدفاع عن كتابه ، وعليهم إن يتذكروا قوله تعالى ( لان شكرتم لازيدنكم ) ، فالواجب الوظيفي أولا والوازع الديني والأخلاقي ثانيا يستدعيان منهم التحقيق في هذه الحادثة والوقوف على مدى صدقها ، ومسائلة هذا الموظف إن كان فعلا قد منع سماع القران ، وقد يتذرع البعض إن الإجراءات التأديبية المعمول بها ليس فيها بند يعاقب على مثل هذه الأفعال ، وقد صدق , لسببين أولهما إن من وضع مثل تلك الإجراءات التأديبية بشر فمن الطبيعي إن يوجد نقص وخلل فيها ، والسبب الثاني إن من وضعها لم يدر في خلده أو يخطر في باله ولو واحد بالمليون إن يقوم إنسان مسلم في هذا البلد المسلم بمثل هذا الفعل الشنيع ولو خطر بباله مثل ذلك لوضع اشد عقوبة لمثل هذا الفعل ، وعلى الرغم من كل ذلك فانه لا يعفي مسئولي الأمانة من مسائلة هذا الموظف واتخاذ ما يرونه مناسب من إجراءات بحقه ، لأنهم أولا وأخيرا مسئولون أمام الله تعالى عن الأمانة التي وضعت بين أيديهم ، وأنهم مهما كبروا وعلت مناصبهم وتضاعفت رواتبهم ومكافائهم لن يعلوا على كتاب الله ، والغريب في الأمر إن مثل هذا الحدث المؤسف لو وقع في بلد غير مسلم لوجدنا العشرات يتسابقون لشجبه واستنكاره واتخاذه وسيلة للظهور الإعلامي والنفاق الاجتماعي ، لكن عندما يقع في هذا البلد فان البعض يضع رأسه في التراب كالنعام ، ويجعل من نفسه أعمى واصم ، لأنه يعرف انه بشجبه أو استنكاره له سيغضب المسئول الفلاني أو العلاني لان الأمر يتعلق بالدائرة التي هو مسئول عنها ، فأصبحت المجاملات على حساب ديننا وكتاب ربنا ، فحسبنا الله ونعم الوكيل ، لكننا نقولها بكل جرأة ولو سماها البعض وقاحة ، إن منع سماع القران في حدائق الملك عبدا لله من قبل هذا الموظف تصرف لا أخلاقي يستوجب من المسئولين عنه القيام بمسؤولياتهم وإلا فليقدموا استقالاتهم أو فليقالوا من مناصبهم لان المنصب تكليف وليس تشريف ، وانه من لا خير فيه لدينه لا خير في لبلده .
هل سماع القران ممنوع في مرافق أمانة عمان؟؟؟؟؟؟

Fd25-25@yahoo.com