بالمختصر .. النسور انتصر


حرب ضروس هي معركة الثقة التي خاضها رئيس الوزراء عبدالله النسور مع مجلس النواب والتي انتهت يوم امس الثلاثاء بانتصار باهر لدولته ضد 150 نائبا.

و هنا يجب علينا تهنئة دولته على الانتصار بها .. خاصة بانها قد تكون الاصعب والاشرس والاطول ماراثونيا في تاريخ الدولة الاردنية و في زمن ما يسمى بالربيع العربي ..
اما كيف فاز و لماذا ووو ... فلن يجيبكم الا من كان مثلنا يتابع من فوق الشرفات ما يحصل من اراء و مواقف نيابية و تسائل هنا و هناك ، .. و استراق للسمع ،و التكلم مع هذا و ذاك ،و التفاتة لورقة هنا أو اخرى هناك ،

تتابع ايماءات دولة النسور و غمزاته لبعض النواب ، و امتعاضه من البعض الاخر ، مشاورات خلف الكواليس ، اجتماعات ووعود ، وزارة البلديات للوسط الاسلامي ، اتفاقيات مع وطن للتعويم ، تفاهمات مع التجمع لتلك الغاية .. و غير ذلك ممن يجب الا نبوح به.

معسكر شرس يقوده ديناصورات الدولة البالين و الذين وجدوا انفسهم خارج اللعبة بعد سنين .. و الذين خرجوا من الباب الخلفي، و حتى اضغر مواطن اصبح لا يحسب لهم حساب .

كالدمى بعضهم يتلاعب به من هم خارج البرلمان و يوجهه ، و كما ان النسور فاوض النواب ... النواب كذلك فعلوا به و كانوا اشد جرأة وشراسة بمطالبهم، و هذا يفسر ما خرج به من تشكيلة لم تعجب احدا منهم.

النواب ذوو الاصول الفلسطينية انحازوا للنسور عندا و ضدا فيمن اتهمهم ببيع البلد و التجنيس و اتهموهم بانهم جزء من المشروع الصهيوني .. فرق تسد .... كانت اكبر ما جاء لصالح حكومة النسور .

نعم، خسر المعسكر المناوئ لحكومة النسور ، والذي كان يسعى متحفزا و متأملا اسقاطها ، فقط لسبب بسيط و هو لانه لم يكن صافي النية !!

و لم يكن الحجب لصالح الوطن او المواطن ..بل لمصالح ومكتسبات نيابية او شعبية او اقليمية في معظمها ...الا من رحم الله..

نواب تفننوا باتهام و تجريح بعضهم ، في المزاودة على وطنية بعضهم ، في بيع الكلام على شاشات التلفزة والاعلام يبيعون كلاما لقواعدهم .

و ما زاد حصول النسور على الثقة ،مجلس النواب الا احتقانا فوق احتقان و ما حصل من تعديات ومشاحنات هنا وهناك بين اعضاء المجلس لاكبر دليل على ذلك!!

و مع هذا كله كان الجميع قد اعترف بالنتيجة ،وتقبل الواقع بحكم ان هذا هو حال الديمقراطية ، و هي التي اتت بهم تحت القبة وافرزت السرور رئيسا للمجلس.

رسالة النواب للنسور اصبحت واضحة لا لبس فيها ... لا مجال لتأجيل توزيرنا و يجب ان يكون ذلك باسرع وقت ، و ها نحن ننتظر لك زلة أو خطأ لنفتك بك..

82 نائبا يعطون الثقة من اصل 150 لهو عدد قليل لم تتعوده الحكومات السابقة ولا الشعب ، و ثقة على المحك تتأرجح .. و نحن نتسائل كيف يمكن ان يكون القادم من الايام و كيف سيتم العمل بين السلطتين ؟؟

هذا ما سنتابعه بشغف في الجزء الثاني من مسلسل البرلمان في مرحلة ما بعد الثقة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات