دموع الوحداتية تجسد الفرح الأخضر


جراسا -

نهائي أسطوري يجسد نجاح اتحاد الكرة في التنظيم والتتويج

ربما كانت "دموع الفرح" التي انهمرت من عيون الوحداتية "لاعبين ومدربين وإداريين وجماهير"، تعطي دلالة اكيدة على حجم "الفرح الاخضر" لما حصده الفريق من ألقاب وجوائز مالية دخلت في موسوعة الارقام القياسية المحلية.

ولعل اتحاد الكرة تنفس هو الآخر الصعداء وقد انهى موسما كرويا من أمتع المواسم وأشدها منافسة، حتى وإن كانت ألقاب البطولات لم تقبل الا بالوحدات بطلا لها من دون منازع، ويسجل لاتحاد اللعبة ذلك الختام الرائع لموسم طويل الامد، فقد كان التتويج أشبه بلوحة فنية لا يلحظها المشاهد الا في البطولات الاوروبية والعالمية.

وربما ايضا من قبيل المصادفة ان فريقي الوحدات وشباب الاردن اللذين أنهيا الموسم الماضي 2008/2009، سيفتتحان الموسم الجديد 2009/2010 بلقاء كأس الكؤوس، في حال قرر المخطط للكرة الاردنية محمود الجوهري ذلك، بعد ان يباشر مهامه رسميا اعتبارا من 1 ايار (مايو) المقبل.

مباراة في الذاكرة

إذا كانت النسخة الاولى من البطولة التي جرت قبل 29 عاما شهدت مواجهة بين فريقي الفيصلي والبقعة وانتهى وقتها الاصلي الى التعادل 1/1، ثم يحسم الفيصلي النتيجة بتسجيله هدفين في الشوطين الاضافيين، فإن ذات السيناريو حدث في لقاء اول من امس، عندما تعادل فريقا الوحدات وشباب الاردن 1/1 في الوقت الاصلي، ليتمكن الوحدات من تسجيل هدفين آخرين على مدار الشوطين الاضافيين.

ولعل قمة الوحدات وشباب الاردن كانت أشبه بـ"لوحة فنية جميلة"، تناوب عدد من الرسامين على تشكيلها وإخراجها بأبهى صورة، فاتحاد الكرة بالتعاون مع مدينة الحسين للشباب والامن العام، احسنوا في اعداد المشهد الختامي احسن اعداد، واللاعبون قدموا وجبة كروية دسمة نالت اعجاب الجمهور، الذي تمايل طربا وهو يشاهد اربعة اهداف وقد عانق الشباك، ثلاثة منها استقرت في مرمى حارس شباب الاردن معتز ياسين بواسطة عيسى السباح ومحمود شلباية وعامر ابو حويطي، وواحد استقر في شباك حارس الوحدات عامر شفيع بإمضاء اللاعب عبدالله ذيب، الذي كان ذات يوم احد نجوم الوحدات.

ولعل كفة الفريقين كانت متساوية في الشوطين الاول والثاني، فقد كان الشوط الاول وحداتيا خالصا ولولا براعة الحارس معتز ياسين لكان الوحدات سجل اكثر من هدف عيسى السباح، ولعل اعادة بعض المشاهد ببطء اظهرت ان فريق الوحدات كان يستحق ركلتي جزاء عندما تعثر المهاجم عوض راغب من قبل الحارس معتز ياسين، وعندما اعاق شادي ابو هشهش نظيره رأفت علي، وفي الحالتين لم تحتسب ركلة جزاء أو تمثيل، كما اظهرت الاعادة ان نجم شباب الاردن مهند محارمة لم يكن يستحق بطاقة صفراء لأنه لم يعرقل لاعب الوحدات محمد جمال.

بيد ان الشوط الثاني كان لشباب الاردن جملة وتفصيلا، وظهر لاعبو الوحدات وكأن لياقتهم البدنية لا تسعفهم، فتمكن عبدالله ذيب من لدغ مرمى الوحدات بهدف اوروبي، ولولا براعة المدافع فادي شاهين في ارتكاب خطأ قبل منطقة الجزاء بقليل وخرج على إثره بالبطاقة الحمراء نتيجة نيله الانذار الثاني، لربما تمكن "الداهية" مهند محارمة من تسجيل هدف لشباب الاردن في الوقت القاتل.

إلا ان الشوطين الاضافيين اظهرا الوحدات بشكله الحقيقي رغم انه يلعب منقوص العدد، الى جانب اصابة نجمه عيسى السباح، وتمكن صاحب الرأس الذهبية محمود شلباية من وضع فريقه في المقدمة مجددا، بعد ان تلقى تمريرة قاتلة من عامر ذيب، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون ان المباراة قد تنتهي بهذه النتيجة ان لم يتمكن شباب الاردن من جر الوحدات الى فخ ركلات الجزاء الترجيحية، كان الواعد عامر ابو حويطي يشق طريقه كالبلدوزر ويجتاز بحركة واحدة المحارمة وابو طوق ويسدد كرة استقرت في الشباك هدفا اوروبيا لا يقل روعة عن هدف عبدالله ذيب.

الأخلاق تسود

وإذا كانت الجماهير الوفية استمتعت بسهرة كروية مميزة من حيث الاداء وكثرة الاهداف، فإن الروح الرياضية سادت الى حد كبير، فلم تحدث بحمد الله اشكاليات بين اللاعبين، وحجم الاعتراض على قرارات الحكم الدولي سالم محمود كان بسيطا قياسا بأهمية المباراة وما جرى في مباريات سابقة كان حكامها غير اردنيين.

ويسجل للجماهير التزامها الاخلاقي بعدم اطلاق اية هتافات مخلة بالروح الرياضية ومكارم الاخلاق، كما يسجل للاداريين في المنصة تركهم انطباعا ايجابيا لدى اللاعبين.

تتويج أسطوري

مراسم التتويج التي جرت في ستاد عمان كانت اسطورية، من حيث التنظيم الجيد والالعاب النارية والموسيقى للتفاعل جميعها مع صيحات الجماهير الوحداتية التي كانت تهتف لنجوم فريقها، قبل ان تنطلق معهم في مواكب الفرح صوب مقر النادي.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات