ايرائيل


يقول الكاتب الفرنسي آلان جريش في كتابه الأخير ( علام يُطلق اسم فلسطين ) : إن الدولة اليهودية تحولت من يهودية الجيتوات إلى يهودية العضلات ، والكاتب هو رئيس تحرير صحيفة اللموند الفرنسية لسنوات طويلة ، وهو اليوم الرئيس المشارك لمجلس إدارة الصحيفة ، ورئيس رابطة الصحفيين الفرنسيين ، ويقول في كتابه أيضاً لمن لم يقرأه " تعالوا نسرد الأحداث التاريخية من أولها في ضوء الوثائق التي عادة ما يغُض الغرب طرفاً عنها " ويسرد هو هذه الحوادث ليتبين لنا وللغرب أن إسرائيل هي العدو الأول للغرب ، قبل أن تكون عدوة العرب .

شكراً للتكنولوجيا التي فتحت الأبواب على المعلومة الحقيقية بعد أن شوهتها الأقلام الصهيونية، شكراً للتكنولوجيا التي مدت جسوراً بكل الألوان بيننا وبين العالم بعد أن قطعتها الدعايات الصهيونية ، شكراً للتكنولوجيا بعد أن أصبحت سلاحاً قوياً في يد الشرفاء من العرب والأوروبيين ، وإن صوتاً مثل صوت آلان جريش ما كان لنا أن نقرأه لولا هذه التكنولوجيا التي فتحت الأبواب المغلقة بيننا ، وأقولها صادقاً لقد فكرت بكتابة هذا المقال قبل أن تخلع الأيدي الماهرة وليس ( الهكرز ) آخر ورقة توت عن جرائم الصهيونية في العالم أجمع ، وفي فلسطين خاصة .

قلت : شكراً للتكنولوجيا التي استطعنا من خلالها التواصل مع العالم الغربي والشرقي لنقول كلمتنا ، وشكراً لكل من أصغى لنا ، وقرأ ما كتبنا وكشف الحقيقة بنفسه من خلال الأدلة التي لا تكذب .

إن التكنولوجيا التي اخترعها الغرب ليحقق أهدافه انقلبت عليه ، وعلى إسرائيل تحديداً حتى أصبحت العدو الأول للعالم كله ، بعد أن كانت عدوة الشعوب العربية استثني منهم هنا الحكام ، نعم استطعنا من خلال التكنولوجيا أن نصل للآخر ولأول مرة بطريقة صحيحة دون ضجة ، ودون مهاترات ، ومزايدات ، وعنتريات ، وصلنا إلى الآخر بالحوار ، وصلنا إلى الآخر بعد أن سلبته الصهيونية عقله وتفكيره ، وشوهت صورة العالم العربي لديه ، حقيقة ، لقد أصبحت إسرائيل العدو الأول لشعوب العالم المتحرر ، وهذا وحده أغضب أمريكا ، وأغضب إسرائيل ، وأغضب الحكام التابعين لإسرائيل ، فاستنفرت أمريكا وأتباعها في العالم وسخرت العقول من أجل البحث عن بديل لهذا العدو حتى تصبح إسرائيل على الأقل العدو الثاني وليس الأول ، وكان على أمريكا أن تبحث عن العدو الأول ، وتوهمنا بعدائيته ، وتخيفنا منه ، وتجعل إسرائيل العدو رقم عشرة في الأجندة العربية الإسلامية ، وللأسف والمصيبة معاً أن أمريكا وإسرائيل نجحتا في هذه الحرب بعد أن كسبنا نحن شعوب العالم الجولة الأولى في جعل إسرائيل العدو الأول للشعوب .
عملت أمريكا على زرع الفتنة بين المسلمين ( سنة وشيعة ) لتصطاد إيران ونجحت في ذلك ، واليوم نحن نرى أن إيران والشيعة التي تمثلهم هم العدو الأول ، وما نسمعه في الفضائيات العربية والإسلامية من هجوم مكشوف ضد الشيعة ، وليس ضد إيران يندى له الجبين ذلاً ، وعاراً . وكيف نفسر ترديد البعض في مصر التي نحب أنهم سيقاتلون كل إيراني على أرضهم وهم في ذات الوقت يرحبون بالصهيوني أو على أقل وصف يغضون أبصارهم عنهم ؟

كيف نجحت أمريكا في ذلك ؟ الأمر بسيط وغير معقد فبعض الأحزاب الإسلامية معتدلة كانت أم سلفية غير مؤهلة لترفع راية دين حنيف ، وغير محصنة فكراً وعقيدة لتصمد أمام هذه الفتنة ، وأنا هنا لا أدافع عن إيران ، ولا عن الشيعة ، ولا أتحيز للسنة المطروحة بفوضويتها اليوم ، ولكنني أقولها صادقاً : إذا كانت إيران حقيقة عدوة لنا فهي العاشرة وستبقى إسرائيل هي العدو الأول في كل الأحوال.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات