ما تختزله الذاكرة (2)


دخل المشهد الأردني مرحلة جديدة مع اتساع رقعة الاعتصامات والمسيرات التي ارتفع سقفها على وقع الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا،واليمن وسوريا فلقد شهد الجامع الحسيني انطلاق مسيرة بعد صلاة الجمعة دعت إليها قوى قومية ويسارية معارضة وواجهها ما يزيد على 100 من المعتدين الذين يحملون العصي والقضبان الحديدية والهروات، وصفهم المعارضون بأنهم "بلطجية"، حاول منظمو المسيرة والمشاركون فيها عبثا ثني المهاجمين عن الاعتداء عليهم من خلال هتافهم "سلمية سلمية" و"بالروح بالدم نفديك يا أردن" ومطالبتهم رجال الأمن بحمايتهم، إلا أن من وصفوا بـ"البلطجية" واصلوا ملاحقة المشاركين، لينتهي المشهد بـ 8 إصابات كان أبرزها كسر يد الكاتب السياسي موفق محادين ونجله.
* شارك آلاف الأردنيين (3 - 5 آلاف) بتاريخ 4/3/2011م مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة خرجت من المسجد الحسيني وانتهت أمام أمانة العاصمة، طالب المتظاهرون في المسيرة التي دعا إليها حزبا جبهة العمل الإسلامي والوحدة الشعبية والنقابات المهنية, بإجراء إصلاحيات سياسية في البلاد أهمها إقامة نظام ملكي دستوري وتعديل قانون الانتخاب ومكافحة الفساد، في حين طالبت بعض القوى السياسية بالعودة إلى دستور عام 1952 م. وأبدى المتظاهرون غضبهم من تصريحات نواب تهجموا على مسيراتهم ولا سيما تصريحات النائب محمد الكوز الذي قال أمام البرلمان الخميس أن من يشارك بالمسيرات (فاسد وحاقد ونذل وحقير) وقد اعتبر بعض المراقبين أن عدد المتظاهرين مخيباً لآمال الحركة الإسلامية ومؤشراً على تراجع تأثيرها حيث لم يتجاوز عدد المشاركين 3-5 آلاف، بالمقارنة مع ما يزيد على 15 ألفاً في مسيرة الجمعة الماضية
* نفذ المئات من الصحفيين الأردنيين ظهر الاثنين بتاريخ 7/3/2011م اعتصاما في شارع الصحافة للمطالبة بوقف التدخلات الأمنية والحكومية في الإعلام، وتضامنا مع صحفيي جريدة الرأي شبه الرسمية الذين ينفذون اعتصاما منذ 12 يوما. وقد بدأ اعتصام صحفيي الرأي بالمطالبة برفع سقف الحرية في الصحيفة وتحسين ظروف العاملين فيها، وانتهى بالمطالبة بإقالة إدارة ورئيس تحرير الصحيفة عبد الوهاب زغيلات الذي يشغل منصب نقيب الصحفيين، وشارك في الاعتصام وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام طاهر العدوان ورؤساء تحرير صحف وكتاب صحفيون ونواب في البرلمان وقيادات حزبية ونقابية وسياسية وجمع من الفنانين الأردنيين الذين ساندوا مطالب الصحفيين.
* خرج الآلاف من الأردنيين بعد صلاة الجمعة اليوم في مسيرات واعتصامات في عمان ومدن مختلفة طالبت بإصلاحات دستورية وسياسية عاجلة. بتاريخ 18/3/2011م من يوم الجمعة، بينما اختلفت عناوين التحركات السلمية بالعاصمة ومدن الكرك وإربد ومعان فإنها تميزت بارتفاع سقف مطالبها وإرسال رسائل مباشرة للملك عبدالله الثاني، وفي عمان هتف الآلاف في مسيرة لأحزاب المعارضة خرجت من المسجد الحسيني مطالبين بإصلاحات دستورية وحل البرلمان، كما رُفِعت يافطات تعزي في مصور قناة الجزيرة الشهيد علي حسن الجابر الذي اغتيل في ليبيا، وتعزي شهداء الشعب الليبي، وهاجمت لجنة الحوار الوطني التي ستبدأ أعمالها في اليوم التالي لوضع قانوني انتخابات وأحزاب جديدين، وتبدأ اللجنة اجتماعاتها غدا بغياب الحركة الإسلامية التي أعلنت مقاطعة اللجنة كون برنامجها لم يتضمن إصلاحات دستورية، وأن مرجعيتها هي الحكومة وليس الملك.
* بدأ المعلمون اضراباً لتشكيل نقابة خاصة بهم بتاريخ 20/3/2011م دخل آلاف المعلمين في محافظات الأردن في إضراب مفتوح عن العمل احتجاجا على ما وصفوه بمماطلة الحكومة في الاستجابة لمطالبهم بإنشاء نقابة للمعلمين، وأكد رئيس اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين مصطفى الرواشدة أن الإضراب بدأ في معظم مناطق المملكة.
وقال الناطق باسم اللجنة في محافظة الكرك معاذ البطوش أن المعلمين قاموا بعد الطابور الصباحي للطلاب ورفع العلم الأردني وأداء السلام الملكي بإبلاغ الطلاب بأنهم سيبدؤون إضرابا مفتوحا عن العمل من أجل تحقيق مطالبهم التي قال إنها سترفع من مستوى العمل التربوي في المملكة، وتحدث عن انضمام طلاب وأولياء أمور إلى الاعتصام، بعد أن كانت اللجنة قد وجهت قبل يومين نداء لأولياء أمور الطلبة ناشدتهم فيه تفهم مطالبها بإنشاء نقابة للمعلمين.
وكان مجلس النواب قد أحال الأسبوع الماضي طلبا موقعا من نواب للمجلس العالي لتفسير الدستور لبيان مدى دستورية إنشاء نقابة للمعلمين. وكان المجلس قد أصدر قرارا عام 1994 يفيد بعدم دستورية إنشاء نقابة للمعلمين بحجة أن منتسبيها هم موظفون .
ويبلغ عدد المعلمين في الأردن أكثر من 100 ألف معلم يعمل 85% منهم في القطاع العام، وكان المعلمون قد بدؤوا في /آذار من العام الماضي (2010 م) إضرابات واعتصامات واحتجاجات مختلفة للمطالبة بنقابة تمثلهم، وهي الاحتجاجات التي فجرتها تصريحات لوزير التربية والتعليم الأسبق إبراهيم بدران اعتبرها المعلمون إهانة لهم، وكان بدران قد قال تعليقا على مطالب المعلمين بنقابة تمثلهم إن عليهم حلق ذقونهم والاعتناء بهندامهم قبل المطالبة بنقابة تمثلهم.
وقال ممثلون للمعلمين أن ثلاث حكومات تعاقبت تم تعيين ثلاثة وزراء فيها للتربية والتعليم، وتم الاجتماع بهم عشرات المرات دون أن يتحقق أي من مطالبهم على أرض الواقع، وذلك على الرغم من إعلان الحكومة الحالية حقهم في تشكيل نقابة.
* حدد الشبان في 22/3/2011م يومي الـ24 من الشهر الجاري والـ15 من الشهر المقبل موعدا لبدء اعتصامات ولتحرك شعبي للتغيير الجذري بالمملكة، وذلك عبر صفحتين على موقع التواصل الاجتماعية الفيسبوك.
وبالتوازي تنشط على الفيسبوك حركة أخرى تحمل اسم "15 (أبريل) نيسان.. يوم الغضب الأردني" أطلقها شبان أردنيون تدعو لإحياء ذكرى هبة أبريل/نيسان 1989 التي انتهت بعودة الحياة البرلمانية للبلاد.
وتنشط عبر الفيسبوك دعوات أخرى يشارك فيها آلاف الأردنيين من بينها الهيئة الوطنية لمتابعة الملكية الدستورية، التي جمعت أكثر من 1300 توقيع خلال الأيام الماضية، وصفحة تطالب بالإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة المحكوم بالسجن المؤبد بعد أن قتل سبع إسرائيليات عام 1997 بعد أن استهزأن منه أثناء أدائه الصلاة.
* الخميس 24/3/2011 م (بدء الاعتصام المفتوح)
الاعتصام المفتوح: استجاب الآلاف من الشبان الأردنيين لدعوة "شبان حركة 24 آذار" عبر صفحتهم على الفيسبوك للاعتصام في ميدان جمال عبد الناصر"دوار الداخلية" وسط العاصمة عمان فقد شارك الآلاف في أول اعتصام مفتوح بالمملكة اعتبارا من ظهر اليوم لمطالبة الملك عبد الله الثاني بتحقيق جملة من الإصلاحات التي قال الشبان إنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعد تحقيقها.
وحمل بيان مطالب لحركة "شباب 24 آذار" بشدة على "استشراء الفساد في مختلف مرافق الدولة وتغول جهاز المخابرات العامة في الحياة المدنية وتزوير إرادة الشعب والهيمنة على السلطة التشريعية"، وطالب الشباب الملك بزيارة اعتصامهم وتحقيق مطالبهم، وهي "أن تكون الأمة مصدر السلطات، وأن تكون هناك صلاحيات محددة للملك كقائد أعلى للقوات المسلحة ورأس للسلطات، ومجلس نواب منتخب وفق الكثافة السكانية، ومجلس أعيان منتخب، وتشكيل محكمة دستورية وحكومة أغلبية برلمانية ورفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة".
وكان لافتا ارتفاع سقف الهتافات في الاعتصام، حيث هتف الشبان بقوة وبشكل متكررضد مديرها محمد الرقاد، وسمع من هتافاتهم، و"الشعب يريد إسقاط الرقاد"، و"اسمع اسمع يا رقاد ملينا من الاستبداد". كما هتف الشبان الذين رفعوا العلم الأردني بكثافة وبشكل متكرر "بالروح بالدم نفديك يا أردن"، و"الثورة بتلف وبتدور يا أردن عليك الدور"، و"الشعب يريد دستور جديد"، و"مطالبنا شرعية بدنا كرامة وطنية".
ورفعت لافتات تطالب بإسقاط معاهدة وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، كما هتفوا ضد رئيس الحكومة السابقة معروف البخيت بسبب "أنه سفير سابق للأردن في إسرائيل". ولم تمنع الأمطار التي تشهدها العاصمة عمان الشبان من التأكيد على أن اعتصامهم مفتوح وأنهم سيبيتون في الميدان حتى تتحقق مطالبهم. ورغم أن المشاركين بالاعتصام هم من الشبان وغالبيتهم من طلاب الجامعات، فإن عددا من القيادات الحزبية والنقابية ومثقفين وكتابا صحفيين تواجدوا في الاعتصام.
* الأمن يهدد بفض الاعتصام هددت قوات الأمن الأردنية باستعمال القوة لفض الاعتصام المفتوح في ميدان جمال عبد الناصر وقال شبان التقوا قائد أمن إقليم العاصمة اللواء حسين هزاع المجالي الذي أصبح حالياً وزيراً للداخلية إن الأخير أبلغهم بأنه لن يسمح لهم بنصب خيام في الميدان والمبيت فيها، وأنه هددهم بفض الاعتصام بالقوة، وأعلن الشبان عبر سماعات ثبتت على سيارة تحولت إلى إذاعة للاعتصام المستمر منذ الساعة 12 من ظهر يوم الخميس، أنهم مستمرون في اعتصامهم ووجهوا رسائل عدة لوزير الداخلية ومدير الأمن العام بأن اعتصامهم سلمي ولا يخالف الدستور والقوانين.
هجوم البلطجية أصيب نحو 50 شابا من المشاركين في الاعتصام جراء إلقاء الحجارة من طرف عشرات المدنيين في اعتصام مقابل تجمع مساء اليوم هتف للملك عبد الله الثاني وندد بالمعتصمين وبالأحزاب السياسية، واتهم معتصمو حركة 24 آذار رجال الأمن والحكومة بالتواطؤ مع من وصفوهم "بالبلطجية"، وقالوا إن الحجارة تلقى على مرأى من رجال الأمن العام وضباطه الذين لم يحركوا ساكنا، وبينما تمت معالجة المصابين في عيادة ميدانية كانت عبارة عن خيمة داخل الميدان، نقل خمسة مصابين إلى مستشفيات قريبة من بينهم طفل عمره 12 عاما.
مشاركة متنوعة تحول الاعتصام إلى مزار من قبل شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية عديدة، حيث ألقى شعراء قصائد بالميدان، كما ألقيت كلمات من قبل شبان وفتيات يمثلن قطاعات شبابية وعشائر ونقابات مهنية واتجاهات سياسية في الجامعات الأردنية، واعتبر سياسيون ومثقفون حضروا للاعتصام أنه يشكل نقلة نوعية في ارتفاع سقف مطالبه من جهة، ولكونه أول اعتصام مفتوح منذ انطلاق الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا. وانصهر في الاعتصام شبان منتمون لتيارات إسلامية ويسارية وقومية وحركات شعبية جديدة ومستقلون وأبناء عشائر في الاعتصام، بينما استمع الشبان من "إذاعتهم" لأغانٍ وطنية كلها تنشد لحب الأردن وجيشه والدفاع عن أرضه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات