نحن الان نمر بمرحلة هدوء ما قبل العاصفة على حدودنا الشمالية وتحدث لقاءات على مستوى دولي في كلا من الدوحة وأنقرة التي زارها وزير الخارجية الأمريكي مرتين خلال أقل من شهر ، ويكثر الحديث عن سلاح غير قاتل من امريكيا للثوار والكثير من السيناريوهات التي تعدها دول الجوار بما فيهم أسرائيل للساعات الأخيرة من سقوط نظام الاسد ومندبنا وزير الخارجية صاحب الصلاحيات المطقلة بإدخال جنود أمريكان للأردن دون الرجوع للسلطة التشريعية والرقابية هناك أيظا في تركيا .
والداخل الأردني يعيش على لظى نيران ما يحدث في سوريا في كل ساعة وتمتلأ المجالس بالاحاديث عن سوريا والسوريين وماذا أصاب البلد من مشاكل نتيجة اللجوء السوري له ، ورغم تلك المعطيات الواضحة بالعين المجردة لايسمع من قبل الحكومة الأردنية بكافة أطرافها أي شيء عن ما يسمى بحالة الإستعداد للطوارىء في تلك اللحظة التي تفلت بها زمام الأمور من يد لبنظام السوري وتصبح سوريا " حارة كل من يده له " ومن يسيطر على السلاح ومن يتحكم بكبسات إطلاق الصواريخ .
وهنا أطرح بعض حالات التشائم التي قد يسمح لي بها البعض من مثل ، ماذا يحدث لو أن النظام السوري قام بتجربة إطلاق صاروخ بإتجاهه الأردن ولأقرب مناطق الوطن حيوية والتي لاتبعد عن حدوده أكثر من مائتي كيلو متر ؟ ، سؤال جاء بذهني صباح اليوم أثناء مروري من جوار مصفاة البترول ومحطة الحسين الحرارية وغيرها من المناطق الحيوية التي تتمركز في شمال المملكة .
وفي نفس الوقت هل الدولة أخذت إستعداداتها لما يتوقع من إستخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ؟ ، وماذا سيحدث بالمخزون الغذائي للبلد عند سقوط أول صاروخ على أحد المدن الأردنية ؟ ، هذه اسئلة كثيرة تجعلني أتوجه لمن في العبدلي والدوار الرابع أن كفاكم تغميس خارج صحن الوطن ، لأن الوطن أصبح قاب قوسين أو أدنى من معركة ستفرض عليه فرضا رغب بذلك أم لم يرغب .