نواب التوطين والتطبيع !!


... يؤسسون أفكارهم على فكرة ترويض الشعوب العربية وتغيير اتجاهها نحو دولة الاحتلال ، يقاتلون من أجل كسب ود ناشط او تاجر او نائب او نقابي او إعلامي باعتباره مكسبا لابأس به يضاف الى تلك النخب السياسية العربية التي تتساوق مع المشروع الصهيوني بالتطبيع وتكريس دولة الإحتلال ، تسعى تلك المنظمة الصهيونية الى فتح المجال امام كل عربي كي يبدل من أفكاره وثقافته ومسلكه وخطابه نحو اليهود ، مستخدمين كل وسيلة ممكنه من اموال وتجارة ونساء وامتيازات ودفع الى الأمام ، تلك هي إحدى مهام المنظمة الماسونية العالمية التي تعمل في البلاد العربية تحت غطاء جمعيات خيرية تتعدد الأسماء والاهداف التي تخفي برامجها كالروتاري والليونز والجمعيات الخيرية النسائية او التطوعية المختلفة ومحمية بأسم القانون ودعم السلطة .
نجحت تلك المنظمة في استقطاب عدد لا بأس به من رموز الاعلام والسياسة والاتحادات العمالية والنقابية والتجار والمراه في البلاد العربية ،واكثر ما كانت تستهدف ابناء فلسطين ، فنجحت الى حد كبير في استمالة الكبار منهم كي توظفهم لخدمة أهدافها داخل الأطر الوطنية الفلسطينية ، أو صغارا كعملاء " ومرتزقة ينالون من شعبهم ما ينالوه خدمة لأهداف اسرائيل ، وتمكنت من " تجنيد " عملاء من عدة دول عربية على مستوى حكام وساسة وقادة جيوش واجهزة امنية ، وتقدمت بهم الى الصفوف الأمامية كي يستطيعوا خدمة أهدافها بكل يسر ، ولازالت تعمل ضمن تلك الرؤى والتكتيك وتمارس استقطابات واسعة ضمن طرق و أدوات ومسالك يعلمها الجميع .
اسوق هذه المقدمة كي اثير هنا زيارة نائب في البرلمان الأردني لم يخف تلبيته دعوة مشبوهة من قبل السفارة الاسرائيلية في عمان لحضور احتفالات دولة اسرائيل بما يسمى بيوم " الاستقلال " في منزل رئيس ما يسمى بدولة اسرائيل " شيمعون بيريز " ،وهو العيد السنوي الذي يقام سنوياوبحضور كل من يؤمن بدولة اسرائيل والتعايش معها حتى قبل اعترافها بحقوق الفلسطينيين في العودة والدولة والاستقلال ، استقلال يحدث فعلا على انقاض ارض وشعب فلسطين ودماء ابنائها التي سالت في كل مجازر الصهاينة في القرى والمدن الفلسطينية ،وتلك " جريمة " سياسية " واخلاقية كبيرة يرتكبها مواطن ونائب في البرلمان الاردني سبق له زيارة اسرائيل بشكل منتظم ،انتخب في الاردن لخدمة وطنه ومساعدة فئة من شعبه تعاني ما تعانيه ، و لم يكن في حساباتهم ما يخطط له الرجل ويسعى لتحقيقه على حساب الاردن وفلسطين ، يبرر زياراته بدماغوجية وتحايل لايقنع طفلا واحدا ، ودون أن يلاحق من قبل ابناء عمومته وعشيرته الكبيرة التي سجّلت ولازالت ملاحم بطولية في مواجهة الاحتلال وقدمت من الشهداء اكثر من ارقام حصل عليها هذا النائب في الانتخابات ، ولم يحرك نائبا واحدا بكل أسف ما يمكن أن يكون حتى استجوابا لما يفعله الرجل هناك مع الصهاينه وارتباطه كما يقال بمشاريع تجارية مع اليهود ، وهو يمثل "فعليا " فئة من الشعب كانت ولازالت ترفض اي لون من الوان التطبيع مع اليهود ،كما صمتت اجهزة اعلام وساسة ومؤسسات مقاومة التطبيع في مواجهة الرجل وملاحقته ،كما انها صمتت امام مطالبه واصراره على تجنيس الآف الفلسطينيين في الأردن خدمة للمشروع الصهيوني وتوطينهم في البلاد كي تحرمهم من حق العودة الى بلادهم ضمن مخطط بدأ يطكل برأسه منذ اقل من عقد ،وبالتالي كان " واجبا شرعيا " على كل شريف منتم لوطنه ودينه ان يقيم الحجة على الرجل ويحاكمه ولو شعبيا على الاقل كي يكون عبرة لغيره ..
أذكر ان عشيرة العبيدات التي تفخر انها قدمت أول شهيد على ثرى فلسطين عام 1920 كانت دوما في مواجهة اي مشاريع تطبيع او اعتراف بالدولة الصهيونية طالما انها جاثمة على أرض عربية واسلامية تحتلها منذ عقود ، لم تنتصر لنفسها فحسب ،وانتصرت لعقيدتها وتاريخ ابنائها الناصع البياض تجاه الوطن وتجاه فلسطين خاصة ، أقامت الدنيا واقعدتها حين علم رجالها بترشيح أحد ابنائهم سفيرا للاردن لدى اسرائيل ، وهي في النهاية وظيفة دبلوماسية لا تجارية ولامنفعية ، فمارست كل الضغط والمحاولات الرامية لثنيه عن قبول القرار وقدمت له ما لاتستطيع الدولة تقديمه تعويضا عن منصب اعتبره الناس جميعا غير مشرف ،وحين رفض الرجل اعلنت العشيرة براءتها منه امام الله والناس اجمعين ،فكان موقفا عظيما يسجل لهذه العشيرة الكبيرة والتزامها تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى ، ومنعا لاية خروقات قد تحدث مستقبلا في صفوفها او في صفوف ابناء الشعب مستقبلا لو صمتت تجاه تلك المسألة .
إن الحديث عن تجاوزات هذا الرجل او غيره لا علاقة لها كما يتوهم البعض بسبب اصوله الفلسطينية كما يحلو للبعض وصفها ، فملاحقة كل مطبّع ومعين للدولة اليهودية سواء اكان اردني الاصل او فلسطيني او عربي او اسلامي او مسيحي عربي اينما كان ومهما كانت مكانته وقدره حاكما او محكوما هو بكل مقاييس الدين والمجتمع خارج عن اتجاه الشعب ومضاد له ، ولابد من وقفه وكشف مؤامراته واعادته الى رشده إن استطعنا ، إذ لايجوز ان يبقى مسترسلا سائرا في طريق يضر الوطن والشعب ويمرر مخططات سندفع جميعا ثمنها اردنيين وفلسطينيين إن استمرت واتسعت مع اخرين ،لأن الخشية والخوف هنا هو اتساع تلك الظاهرة وتعاظمها بين ابناء الوطن والمقربين منهم ، فكان لابد من تناول الموضوع وكشف الحقيقة باعتبار ما يقدم عليه الرجل اعوجاجا عن المسار الوطني والديني ومطالبين شرعا بتقويمه باليد او اللسان او القلب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات