غرائب وعجائب خطابات النواب


أن المتتبع لرد النواب على بيان الحكومة يصاب بالذهول وأحيانا بالصدمة لما يسمعه من بعض خطابات النواب وينطبق عليهم القول ( الرعود في معان والشتاء في عمان ) باستثناء عدد قليل جدا منهم لا يتجاوزوا أصابع اليدين وهؤلاء فعلا هم نواب وطنيون ونواب وطن وهذا الشعور جاء من خلال ردهم على بيان الحكومة وتلك النواب الشرفاء قليلين العدد تكلموا لغة ونبض وهموم الشارع فمثلا تم سؤال رئيس الحكومة عن مصير قضايا الفساد ولماذا لم تفتح خلال تولي الرئيس منصبه ومقاضاة من أجرموا بحق الوطن ولماذا لا يتم رفع الضريبة التصاعدية على البنوك والشركات ولماذا لا يتم إلغاء ودمج المؤسسات الخاصة ولماذا لا تتقدم الحكومة لمجلس النواب بقانون انتخاب توافقي غير القانون الحالي وذلك القانون الذي أصبح لقيط بدون أب . وكذلك طالب هؤلاء النخبة من النواب بإجراء بعض التعديلات الدستورية الضرورية لتكون قاعدة لعملية إجراء الإصلاحات وكذلك طالب هؤلاء بعدم رفع الأسعار على الشعب والبحث عن بدائل أخرى بدل جيب المواطن وبعد رد رئيس الحكومة على تلك المطالب لهؤلاء النواب بعدها يتم النظر بإعطاء الثقة أو حجبها ولو كانت جميع كلمات النواب ضمن المصالح الوطنية التي ينتظرها الشعب لكان مجلس النواب هو من يمثل جميع فئات الشعب سواء كان معارضة أو موالاة بل ولتوقفت جميع الحراكات والمسيرات المطالبة بالإصلاح . ولكن هنا لا بد من التوجه بالسؤال لدولة الرئيس هل يا دولة الرئيس تستطيع الاقتراب أو تلبية تلك المطالب أم يوجد قوة خفية اكبر من الرئيس وحكومته وهي عبارة عن قوة ظلامية ومنظومة فساد متكاملة لها قواعد وجذور بالدولة الأردنية اكبر وأقوى من أي رئيس حكومة مهما كان ومين ما كان . وبالتالي أي منظومة الفساد هي من تتحكم بمصير ومستقبل الحكومات المتعاقبة وبقراراتها والدليل أن مطالب الشعب والحراكيين بإجراء الإصلاحات ووقف منظومة الفساد وتغيير قانون الانتخاب اللعين جميعها لم يتم عليها أي تغيير ملموس وبالتالي السؤال( هل يوجد دبسه اكبر من دبسه عبدا لله النسور أو أي دبسه رئيس حكومة سابق أو حالي أو قادم ) والدليل أن دولة عون الخصاونة ومعروف البخيت هم رجال وطنيين وأياديهم بيضاء ولكن لم يحدث تغيير في عهد حكوماتهم . ومن هنا القوة الظلامية الفاسدة لديها من الأذرع والنفوذ ما تستطيع عمله ومصممة على عدم إجراء الإصلاحات مهما كلف الثمن للحفاظ على مصالحهم حتى لو تم زعزعة امن الوطن واستقراره فالمهم لهؤلاء الزمرة الفاسدة مصالحهم وهم على استعداد للوقوف في وجه أي مسئول يريد الإصلاح مهما كان حتى لو كان ( رأس الهرم بالدولة ألا وهو الملك ) فهو من ينادي بالإصلاح ويطمح له ومستعد له ولديه الرغبة بتلبية مطالب الشعب والحراكات والأحزاب التي تنادي بالإجراء الإصلاح ولكن لغاية ألان ( لا حياة لما تنادي ) والذي يلمسه المواطن بأننا مسيرين وليس مخيرين وهذا ينطبق على الجميع من قبل قوة خفية أما بقية كلمات بعض النواب حينما تم سماعها فانك تشعر كمراقب بالاستغراب وتقول لمن يتبعون هؤلاء ومن يوجههم ومن يلقنهم لكي تكون معظم كلماتهم بالهجوم وأحيانا بالشتم والتجريح على رئيس الحكومة لا لشيء سواء أنهم بنظرهم إذا لم يهاجموا رئيس الحكومة لن يرضى عنهم أسيادهم وتشعر أن مواقفهم شخصية مع الرئيس وليس لمصلحة الوطن والثقة عندهم هي عبارة عن مزاج وأهواء وحقد شخصي . وليس همهم المطالبة من الرئيس والحكومة بتنفيذ ما هو ضروري للشعب أو برامج تخدم الوطن والمواطن فمنهم مثلا من كان بالمجالس السابقة وهم أنفسهم من شرع وحمى الفاسدين ودافع عنهم بل وبرأهم ، وهؤلاء هم من خاضوا معارك عنيفة داخل مجلس النواب ابتداء بالتشابك بالأيادي ومرورا بالأحذية وانتهاء بالمسدسات . وظهروا على الإعلام وهم يدافعون بشراسة عن الفاسدين ولم يجعلوا وسيلة أو منبر أو مناسبة ألا جعلوها مناسبة للدفاع عن منظومة الفساد الذين هم أصلا من أفرعها وجميع هؤلاء ألان انقلبوا على حكومة عبد الله النسور واخذوا يهاجمون شخص الرئيس وحكومته ويحاسبونه على ما فعلت أياديهم وهم سواء كانوا بالحكومة أو في مجالس النواب وليس الجرائم التي تمت كان عبد الله النسور رئيس للحكومة وهذا ليس دفاعا عن الرجل فالجميع يعرف ومتيقن أن دولة عبد الله النسور أياديه بيضاء ولم تتلطخ بالمال الحرام وهذا معلوم لكل الناس ولكن المطلوب من دولة عبدا لله النسور أن يصارح الشعب هل هو قادر على إجراء الإصلاح أم لا حتى يقتنع الناس بما يقول ولكي يضع حد لمن هم من كانوا على مدى سنين مضت داعمين ومستفيدين من منظومة الفساد وألان يبيعون الشعب مواقف وشعارات كاذبة وخادعة ويتاجرون بمصير الوطن . ومن هنا لا بد القول لهم أن الشعب لا ينسى والشعب لا تخونه الذاكرة والشعب يعرف من هو المسئول أو النائب الذي يتلون ويتغير حسب الأجندة المرسومة له وحسب مصالحه الشخصية وكذلك الشعب يعرف من هو المسئول والنائب الوطني والذي عنده نكران الذات وحب الوطن . لذلك أيها النواب جميعا إذا منحتم الثقة أو حجمتموها عن حكومة عبدا لله النسور فأنكم في الحالتين مذمومين وغير محمودين بسبب تصرفات بعضكم وخطاباتكم المستهجنة وفعلا مجلس نواب جاء من خلال قانون انتخاب اعوج ينطبق عليه مجلس الغرائب والعجائب وان غدا لناظره لقريب




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات