إن ما حذرنا منه بدأت أطيافه تظهر علينا , رأينا كما رأيتم مسيرة الجمعة , وشاهدنا كما شاهدتم العصبات الحماسية على الرؤوس لبعض الشباب المغرر بهم , مارشات عسكرية ضد من ولمن.. نستغرب , هذه شبه بؤر القوة بدأت بالظهور للعلن , هكذا كان كما قلت لكم سابقاً بداية تشكل حزب الله بلبنان شباب متدين بتطرف فكري بحت , وعلى مرأى من الدولة اللبنانية وأجهزتها , والكل يقول شباب صغار مقدور عليهم , ليست مشكلة دعهم يعبرون عن ارأئهم , هذه متطلبات الديمقراطية في العصر الحديث ...الخ .
وألان إخوتي / أخواتي انتم تعرفون حجم المعاناة التي تعانيها هذه الشقيقة من هذا التنظيم الموجه من بلاد فارس .

أحبابي بالله :

إن كلفة مواجهة مثل هذه الأمور اقل كثيراً جداً من تركها للزمن والانتظار حتى تنقشع غمامة ما يسمى الربيع العربي وعندها لكل حادث حديث ... لماذا ..

لان الأمر ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض , فلا الربيع سينقشع عن هذه الأمة وبلادها على المدى المنظور ولا هولاء الإخوة المغرر بهم سيتركون أفكارهم التي زرعها البعض فيهم , والغريب والمستعجب الذي سمعته أن هناك الكثير من هولاء الشباب هم من الإخوة السوريين الذي استغل البعض حاجتهم المادية , على كل الأحوال أنا لا أدعو إلى استخدام القوة المفرطة في الوقت الراهن , لكني أدعو إلى أن يلعب كلاُ دوره مع عدم الانتظار طويلاً بهذه المحطة على اعتبار أن الغد القادم أفضل من اليوم الحاضر , فغداً أذا أردته أن يكون أفضل من يومك فعليك الكثير الكثير لتفعله .

وحتى لا نرى حزب الله أردني .. أو حماس أردنية...

وحتى نكون منصفين بالطرح وتكون الأمور بمكانها الصحيح , فانا أقول أن على الدولة وأجهزتها العمل والانجاز على كافة الصعد , فمطلوب ومرغوب من كل السلطات أن يؤدي كلا دوره المناط به , حتى لا نعطي الفرصة للبعض المندس بين أبناء هذا الشعب الطيب من تلويث الفكر ضد الوطن وأبنائه , فالجهاز الحكومي يجب أن يشجع على العمل الميداني وتحسس هموم المواطن, ومشروع اللامركزية مطلب رئيس بهذا الاتجاه , تفعيل نظرية الثواب والعقاب , وكشف بعض قضايا الفساد الكبرى تقوي ثقة المواطن بالحكومة وإنها جادة في هذا المنحى , وهنا يأتي دور النواب في كشف القضايا لينال كلا جزائه وبمساعدة من الجهاز الحكومي , وهذا مما يعيد الهيبة للمجلس وأعضائه , ويزيد من ثقة المواطن بنواب الوطن وهذا أيضا يكون بمساعدة الإعلام الحكومي وغيره , بحيث لا يتم التركيز على أخطاء النواب فيما بينهم لتنشر على العلن, فما الذي يقدمه خبر أن احد النواب قد هجم بمكنة سجائر على احد زملائه , ما الذي يستفيده الوطن عندما يعتذر وزيرا عن استقبال نائب أو مجموعة نواب , فتنحرف وتشخصن مسيرة هذا النائب , و يصبح جل همه هو استجواب هذا الوزير وينسى مطالب القواعد , وهنا يأتي دور أمانة المجلس بترتيب المواعيد وإلزام الجميع بالاحترام المتبادل لخدمة الوطن والمواطن , ما الذي تنتظره الحكومة بعد هذا العنف المجتمعي الذي أصبح يلعب في أروقة الجامعات وزقاق القرى , لماذا لا تقوم بتفعيل دور المخاتير ووجهاء المخيمات والمحافظات .

أخي القارئ الكلام يطول بهذا الاتجاه وهذا اخذ علينا فيما مضى من الكتابات إننا نطيل , نهاية الحديث نقول للبعض والشرذمة القليلة جدا بهذا الوطن الذين لا يريدون إلا الأضرار بسمعة الوطن ويريدون لدود الربيع وفراشه أن يلعبوا بنا , أن وطنكم وبلدكم ينتظركم وسيحتضنكم وانه يتمهل عليكم حتى يزال هذا الغمام عن أعينكم , عندها سوف تعلمون كم أخطأتم في حقه عليكم .

أيامكم كلها بركة إن شاء الله وعلى الوطن وأبنائه جميعاً من شتى الأصول والمنابت .