تهديد الاستقرار والبقاء .. النسور والنواب أنموذجا


نصيحة قدمها لي دون مقابل الدكتور حسن البراري عندما قال : " لا تتابع جلسات مجلس النواب لأن النتيجة معروفة، اشبعناهم شتما وفازوا بالابل، اضافة لذلك ليس هناك من بين اعضاء المجلس من عنده أي تصور لأي شيء، خطابات فارغة وانشاء واستعراض. المجلس الحالي يضيّع وقت الاردنيين ! " 
أرضية رخوه، تلك التي يقف عليها الرئيس المكلف عبد الله النسور في بحثه المستميت عن ثقة مجلس النواب، ذاك الذي لا لون او طعم او رائحة له.
فالخطابات المبتورة، والجمل العرجاء، واللغة المحطة، لخصت المشهد، فكيف لنواب لا يستطيعون بناء جملة عربية واحده، أو ينطقون كلمة عربية سليمة، أن يسهموا في حماية البلد والذود عنه.
من حق النسور أن يثبت ذاته، ومن حق النواب كذلك، كلا حسب طريقته التي تضمن بقاءه، حتى وأن اصطدمت بالشعب وهددت استقراره !
لكن، ليس من حق النسور أو غيره تهديد الهوية الاردنية ارضاء لأرباب نعمته ومشاريعهم، القائمة على إنتاج قانون انتخاب جديد، يوسع دائرة التمثيل الفلسطيني، كما لا يحق له تهديد الشعب الأردني وسلبه ما تبقى من مكتسباته، بواسطة رفع الدعم الممنهج عن السلع، واستحداث طرائق جديدة في محاربة اشباه الفاسدين، لا الفاسدين الذين سرقوا البلد وموارده.
جوقة التوطين
كما لا يحق " لبعض" النواب من جوقة " المساواة " القائمة على اسقاط حقوق الشعب الفلسطيني اينما كانوا، أن يبتزوا الدولة الاردنية مقابل مكتسبات.
لننظر مثلا الى النائب الذي سددت ديونه وثمن بيته من قبل احدى الجهات، ومن ثم انقلب على كتلته، بهدف تجيرها لحساب مشاريع اقليمية تريد بعثرة الأردن لإعادة تشكيله من جديد حسب توجيهات " المعلم " !
عودة إلى صراع المكاسب بين النسور والنواب، من جهة وصراع بين اجهزة الدولة من جهة اخرى هي الميزة الابرز للمشهد الداخلي الاردني خلال الاسابيع الماضية.
فالنسور، جاء مدعوما من الولايات المتحدة، فيما النواب مقسومين فمنهم من يدعم انطلاقا من ايمانه المطلق بمشروعه التوطيني، ومنه من يؤمن بمشروعة الفئوي وأخر مؤمن بمشروعة المالي، ومنهم من هو مدعوم من أجهزة الدولة.
جميع هؤلاء يتنافسون بطرق غير مشروعه للاقتراب من الملك !
طبعا هذه كله على حساب الاردن، الهوية والشعب، والاستقرار والبقاء.
أسوا اللحظات !
لا شك ان النسور يمر اليوم باسوا لحظات حياته، حيث جرحت الرياح بما لا تشتهي السفن، فالنواب ساروا عكس تياره، خصوصا بعدما اصر على عدم توزيرهم، هذه السلطة شكلت عامل تفريخ للعداء، الذي كان مخفي، ليتحول الى ظاهر، ففي الصراعات، كل القوانين تصير مباحة.
النسور اليوم بات أقرب للخروج منه إلى الدخول الدوار الرابع، فالنواب يربطون منحه الثقة، بتحقيق مكاسب اقليمية توطينية فئوية جهوية، لا وطنية شعبية اردنية.
نعم، مجلس النواب يضيع وقت الاردنيين.
اخيرا: إن بقاء النسور يشكل كارثة على استقرار الأردن، لكن بقاء النواب يشكل تهديدا لبقاء الأردن.
فهل يحتمل الشعب ضريبة الأيام القادمة ؟



تعليقات القراء

مخضرم
صدقني كل نوابنا ما بحلوا مسألة رياضيات او معادلة كيماوية والكلام والخطب موجة للقاعدة الانتخابية لكل منهم
10-05-2013 08:16 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات