االاردنيون والتنويم المغناطيسي


الأردنيون وفي هذا التعميم حفظ للاستثناء الضيق والضيق جدا أصبحوا مثار استفهام المراقبين والمهتمين بالشأن الأردني والأقليم من الداخل والخارج , فجميع التحليلات والمعطيات تشير ان الأردن يسير في طريق خاطئ يمس مستقبل أرضه وشعبه بشكلهما الحالي وتركيبتهما .. ونحن وإذ نحسب على التيار المحاول للتغيير فإننا ايضا نستغرب بقهر هذا الركود والجمود, وكأننا فقدنا الإحساس بالوطن ومفهومه وفقدنا انتمائنا إليه.

الخطر كبير وهذا يدركه الجميع وفي كل ممارسة رسمية ندركه أكثر . لكننا لا نتقدم باتجاه التغيير والمحافظة على الأرض التي بقيت لنا. عبر السنتين الأخيرتين حيث اصبح الأردنيون معنيون بالحديث – الحديث فقط – بالشأن العام تفتحت أفاق الوعي أمامهم وعرفوا المصائب التاريخية والمآزق الكبيرة التي وضعهم فيها نظامهم , الغريب ان زيادة الوعي لم تدفعهم الى العمل على استعادة أرضهم وحقهم وممتلكاتهم كشعب, بل أبقتهم في صمت كان هو الاستفهام والتعجب والاستغراب لكل متابع ومراقب.

ماذا يفعل النظام وحكوماته,,

الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يمر فيها الأردن نتيجة سياسات اقتصادية متاجرة بالأردن وشعبه تسير بنا الى انهيار اقتصادي سيقضي على حياة الكثيرين وكالعادة يستمر النظام وحكوماته بحل اخفاقهم على حساب أخر لقمة خبز للمواطن رغم ان الخيارات الأكثر نفعا للجميع موجودة لكنها خيارات ستفضح الكثير من التاريخ والشخوص..

بعد ان تكشف للجميع ان الفساد متغلغل في أروقة وأزقة المؤسسات والشركات والحكومات وما هو أعلى وأكثر من ذلك, صار لزاما التحرك باتجاه وضع النقط على الحروف,, الكردي الذي مُنح البراءة أمام مجلس الألو – هذا يعني أوامر عليا جدا لموظفي المجلس (النواب) – عاد ليكون متهما ومجرما وسارقا وفاسدا بعد حل المجلس والمحصلة الفعلية – ان المليارات ذهبت معه للخارج – وهو حر طليق ..فقط " تخويث " رسمي بأدواته الإعلامية وانتهت بهدف محاولة كسب ثقة الشارع. والشارع " ساكت " , الذهبي الذي حصد مئات الملايين ان لم يكن أكثر حوكم على اقل العشرات منها ,,يحاكم على شحمة أذن الجمل ونسينا الجمل كله ومن حاصصه في الجمل,, شاهين الحر الطليق, أمانة عمان , و "البلاوي " الكثيرة. نحن كأردنيين معنيون بإعادة المليارات التي سرقت والثروات التي نهبت والمقدرات التي خصخصت, لا يهمنا حبس فلان وعلنتان بقدر ما يهمنا ما سرقه وتقاسمه فلان وعلنتان وأن تعاد المسروقات لمالكها الشعب.

المسرحية السياسية الهزيلة وإخراجها النتن ونتاجها الأنتن هي ايضا استمرار "للتخويث الرسمي "على الشعب الأردني,, فمنطقيا عندما تزرع برسيما سينبت برسيما لا تتوقع ان ينبت "الكيوي " . وإن أعدت الكرة وزرعت برسيما بضعف الكمية الاولى سينتج برسيما أكثر ولن تحصل على الكيوي أبدا من زراعة البرسيم,, وهذا ما حدث نتاج الصوت الواحد في الانتخابات السابقة وحصلنا على مجلس الألو فأعدنا الكرة وانتجنا مجلسا جديدا ضمن صوتين واحدين " القائمة والفردي " والمخرج ذاته , مستحيل أن يكون كيوي!!

ثم الفصل الآخر الأكثر سذاجة و" استهبالا " الحكومة البرلمانية الرشيقة , والمشاورات وكم الكذب الكبير من شيب الرؤوس وصلعانها , وتشكلت الحكومة وها هي تطلب الثقة – لا اعرف ثقة من بمن !!! - وانا استمع الى مناقشات النواب وهجومهم العنيف على " الرئيس الموظف " بسبب تجاهل المشاورات , تذكرت غليص صاحب مبدأ شاور ربعك واعمل ما في رأسك او رأس الدائرة , حكومة قابلة للتمدد لا تحمل برنامجا ولا حلولا سوى البرنامج الاوحد لهذا النظام وهو برنامج المُرابي بمعنى إعطاء المواطن سلفة أخر الشهر واستعادتها سريعا مع الفوائد بعد عشرة أيام على أبعد تقدير.. وكلما "إنزنقنا " رددوا " إما انهيار الدينار او ارتفاع الأسعار ".. والأردنيون يسكتون.

الاخطر, هو تهديد الوجود. وهذا واضح من النغمة المتعالية في طرح المحاصصة الديموغرافية والتجنيس ولجان التحقيق في سحب الأرقام والكونفيدرالية ومنح اعضاء السلطة الفلسطينية الجنسية الأردنية والتطبيع المتنامي والتصريحات والاجراءات الرسمية على طرفي الضفة وتجنيس فلسطيني سوريا المتكاثرين في الزعتري. وتصاعد تيار الحقوق المنقوصة وعلو صوته تحت القبة .. انا لا اعلم كيف نقسم الأردنيون الى مكتملي الحقوق ومنقوصيها, أين هو الأردني المكتمل الحق أيّا كان أصله ومنبته ؟؟ هو يوجد هذا الكائن حقا ..التقسيم الحقيقي يجب أن يكون منقوصي الحقوق وناهبي الحقوق !! كل هذا هو إشارة ان حل التصفية للأردن كيانا وحالة ولفلسطين قضية وشعبا هو مخطط تآمري غربي صهيوني وعربي رسمي يجري السير فيه بثبات وبسرعة والبرود الشعبي محير..

الانحدار والانجرار وراء الحل العسكري الغربي للأزمة السورية ومن أراض الأردن هو الانتحار عينه, وكأن خبلا أصاب منظومة الحكم فيه , إنها ليست حربنا وليست مصلحتنا , ولماذا نكرر تجربة احتلال العراق وتدميره وتقاسمه ومن أرضنا ايضا !!

ان الموقف الجديد للنظام الأردني تجاه سوريا هو اقصى درجات اللامبالاة والاستهتار الرسمي بالأردن وشعبه وأمنه, وهو رعونة ليست جديدة على هذه المنظومة وكلها تندرج في إطار تأزيم الداخل لتمرير مخطط القضاء على الاردن والقضية العربية الفلسطينية .والأردني المواطن لا يتحرك.

هذا غيض من فيض مما نجنيه من هذا النظام, وهناك كثير يعمله منا ولا مجال لكتابته, وكل هذا واضح لجميع الاردنيين , لو سألت طفلا أردنيا عمره خمس سنوات لسرد هذه المعطيات واعطى تفاصيلا أكثر وأسماءً أوضح لكل هذا الخراب.. حتى أهزوجة الامن والأمان اصبحت بالية وتنتظر أخر تفاصيل سقوطها إذا ما تدخل الأردن بأي شكل تجاه احتلال غربي لسوريا . الجوع يمتد لكل بيت والخوف كذلك وهذان هما عوامل هدوء الإنسان,, ولكن في الأردن لا يوجد أي حركة وهذا ما جعل الأردنيين مثار استفهام واستغراب من كل هذا البرود !!

لم أجد إجابة لماذا هذا الصمت والفتور . لعلنا منومين مغناطيسيا ويفعل المارقون ما يفعلون في وطننا ومستقبلنا, لكن لكل نائم صحوة فأسأل الله أن لا تكون صحوتنا بعدما تنتهي حفلة التآمر الأعظم .

مرة ثانية في العنوان كتبت الأردنيين والتنويم المغناطيسي وفي هذا تعويم وتعميم ومع ذلك فالاستثناء الضيق جدا محفوظ وعلى هذا الفئة المستثناة من النومة المغناطيسية ان تنهض وتبعد خلافها وتضع الاردن – الاردن فقط – أما عينها وتعمل معا للصحوة الشعبية .

أيها الأردنيون الوقت أضيق مما تتصورون لحماية الأردن. فبالله عليكم أين هي القنابل الموقوتة دواخلكم التي تحدثتم عنها منذ سنتين وقد نزع مسمار الأمن والأمان والاكتفاء المعيشي !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات