الماء يسلبنا الأبناء


غَرَقُ أكثر من خمسين طفلا في الأعوام القليلة الماضية خلال خروجهم للتنزه والسباحة في قناة الملك عبدالله وسدّ زقلاب وأماكن أخرى، يدقّ ناقوس خطر داهم يحيق بمجتمعنا ، يغدو فيه سماعُ أخبار الغرق أمرا مألوفا وينذر بمسلسل موت لا ينتهي ،ما لم يكن هناك استجابة فورية للأمر من قبل الجهات المختصة  ، ووعي الأسر بخطورة السباحة في أماكن لا تتوفر فيها شروط السلامة ،خاصّة ونحن مقبلون على أشهر الصيف.

إن غالبية هذه الحوادث تحدث في المناطق التي يمنع فيها السباحة ، وتكون فيها اللوحات صريحة بمنع السباحة لخطورة المكان ،ولكن الإهمال بترك الأطفال من دون رقابة يؤدي إلى مثل هذه الحوادث ، إضافة إلى أن بعض الحالات التي سجلتها فرق الإنقاذ بالدفاع المدني تكون للكبار وهم يجيدون السباحة، لكن مكابرتهم ،وعدم تقيدهم بالتعليمات وأنظمة السلامة تجعلهم يغامرون بالسباحة في هذه المناطق ،  ما يؤدي إلى انجرافهم ، وبالتالي عدم قدرتهم على العودة الذي ينجم عنه غرقهم الأكيد.

صحيح أن الأجهزة المختصة  تتابع عن كثب كلّ ما يجري  ، وتنشط إعلاميا (بعد كلّ حادثة ) إلا أنّ تواجد منقذين متخصصين من الدفاع المدني في مختلف الأماكن التي تمارس فيها السباحة ، يجب أن يكون واجبا أساسيا تقوم فيه الجهات المختصة على مدار الساعة ، وألا يقتصر دورها على الإنقاذ والتدخل السريع فحسب ،بل يجب أن يتعداه إلى التحذير من الاقتراب من  المناطق الخطرة ، بل ومنع مرتاديها من الوصول إليها ولو بالقوّة، إذ لا يمكن قبول ترك الفتيان يخاطرون بحياتهم .

أما الحكومة فهي مسؤولة بصورة مباشرة عن كل ما يجري ، فالملاحظ أن أكثر حوادث الغرق ما كانت لتحدث بهذا المستوى الخطير لو كانت هناك مسابح منظّمة تشرف عليها أجهزة الحكومة ، تخدم مختلف التجمعات السكنية في المملكة ،  تحول دون لجوء الفتيان إلى ممارسة هذه الهواية في مناطق خطرة.

وتظل مسؤولية سلامة الأطفال تقع بالدرجة الأولى على كاهل آبائهم وذويهم ، فلقد كان من الممكن إنقاذ الكثيرين من هؤلاء الأطفال لو كان آباؤهم قد أحسنوا رعايتهم ، وعلموهم كيفية تجنب مواطن الخطر، فالرقابة اللصيقة من الكبار على الصغار هي من أفضل السبل للوقاية من حوادث الغرق ، لذا وجب عدم ترك الأبناء الصغار وحدهم بالقرب من الماء ولو للحظة واحدة، فقد يتعرض الأطفال للغرق في غضون ثوان معدودة، فالماء يثير في العادة فضول الطفل ويغريه ، ثم يغرقه. نسأل الله أن يحفظ أبناءنا . 

Kh.darabseh@yahoo.com   



تعليقات القراء

أم محمد
بارك الله فيك والله حرام اللي بصير مع أولادنا مشكور.
17-04-2009 12:37 PM
ابن معان
جزاك الله خير يا استاذ خالد على هذا المقال والذي نأمل فيه ان تقوم الحكومه بايجاد حل لهذا الخطر
17-04-2009 05:16 PM
سامرة
هذا العدد المفصح عنه قديش اللي غرقوا بس الله نجاهم.
17-04-2009 07:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات