ضانا سحر الطبيعة وكنز الأردن


يزهوا الوطن بمناطقه الخلابة ذات السحر والطبيعة والجمال الخالد من حيث التضاريس والطبوغرافية الرائعة لهذه الأماكن، حتى يُخيل إليك بأنك تعيش في عالم لم تكن تراه من قبل ...
تقع محمية ضانا للأحياء البرية في محافظة الطفيلة على خط طول 40_ 35ْ شرقاً ودرجة عرض 40- 35ْ وتبلغ مساحتها (308) كم2 حيث تعتبر أكبر محمية على مساحة المملكة الأردنية، تقع محمية ضانا في الشريط الممثل لمناخ البحر المتوسط والتي وصفها البحتري بأنها (جزرا مناخية لا تنتمي إلى قفر الصحراء المحدق).
وقد أكتسبت المحمية أسمها من قرية ضانا الواقعة على حدودها حيث كانت تسمى قديماً تانا والتي تقوم على مقطع صخري (1210)م عند أسفل جبل العلمي (1641)م ، ويطل موقع القرية على ملتقى وادي ضانا مع وادي شق الريش، وقد تأسست القرية الحالية في القرن العاشر الهجري إبان الحكم العثماني .
تبعد محمية ضانا عن مدينة البتراء الوردية (20) كم جنوباً و عن مياه عفرا المعدنية (50)كم شمالاً ، وهنالك طريقان تمكن الزائر من الوصول إليها طريق العقبة البحر الميت، وطريق الملوكي (وادي الموجب) .
ضانا ذات تكوين جيلوجي غني وهام جداً ، إذ تمتد بالتضرس الشديد وتباين مناسيبها التي تترواح بين 1500م عند قمة جبل العطاعطة و 200م دون سطح البحر في الجهة الغربية الأمر الذي أدى إلى التنوع الحيوي والمناخي الجولوجي ، وتتميز الجيومورفولوجيا بتنوع أشكال السطح في بقعة صغيرة ، مما أكسب المحمية جمالاً وروعة فلقد تضافرت العوامل الجيولوجية والحركات الأرضية وعوامل التعرية المائية والريحية والتجوية ، بالمساهمة في إكسابها رونقاً جذاباً ومثيراً للدهشةمن سحر الطبيعة الجذاب .
يعتبر مناخ المحمية متنوع حيث يسود مناخ البحر الأبيض المتوسط الجبال العالية التي يزيد ارتفاعها عن 800م إذ يشكل ما نسبه 23% .
مناخ الاستبس ما بين الارتفاعات من 400إلى 700م والتي تتميز بأرتفاع درجات الحرارة صيفاً والبرودة شتاءً من 35إلى 40 درجة ويشكل هذا المناخ ما نسبته 22,2 % من مساحة المحمية التي تكون فيه النبتات من الشيجرات المنخفضة كالشيح والرتم والبطم لا سيما على طول وادي ضانا وقد تم تسجيل (310) نوعاً من النباتات أهمها الشيح الذي يعتبر من أكثر النباتات استساغة لدى الحيوانات والقيصوم والنخيل والشوفان البري وغيرها من الأنواع .
مناخ الإقليم شبه الصحراوي حيث يختلف عن الصحراء العادية المغطاة بالرمال ولا تتجاوز كميات هطو لالأمطار ما نسبته 120 ملم سنوياً وتتفوات درجات الحرارة به صيفاً مابين 35-40 درجة وشتاءً تهبط إلى حوالي 10 درجات .
أما الأقليم الصحراوي الجاف الذي يطلق عليه أحياناً أسم الأقليم السوداني ، والذي يشكل نسبة 48% من مساحة المحمية ، ويتمثل في الأجزاء الغربية حيث تتدنى المناسيب إلى 200م دون مستوى سطح البحر وتنتشر الكثبان الرملية وتتفاوت درجات الحرارة السنوية مابين 15- 45ْ .
يوجد في المحمية (656) نوعاً من الحيوانات منها (200 - 300) نوع من الحيوانات اللافقارية، ونوعين من البرمائيات، و39 نوعاً من الزواحف، منها أربعة أنواع مهددة بالانقراض كالحرباء والضب والورل والسلحفاة اليونانية، ويتراوح عدد الطيور في الأردن عمومًا ما بين 400 و430 نوعاً تتبع 20 رتبة و55 عائلة معظمها مهاجرة، وتمَّ تسجيل 209 نوع طائر في ضانا فقط منها 33 نوعًا لها أهمية عالمية مهددة بالانقراض وسجلت بكثافة عددية عالية في المحمية منها:
العويسق الذي يتوفر منه (24-28)زوجاً لا سيما في المنطقة العليا ومنطقة لحظة ، والنعّار السوري الذي يتواجد منه 70% من أعداده في العالم داخل المحمية ، وعقاب أسفع، والنسر الأسمر الذي يمثل أهمية اقليمية ومهدد في الإنقراض ، والعقاب الذهبي، وبومة نسارية، والحبارى، وهازجة الشجر، وعصفور وردي سيناوي، كما توجد أنواع من الطيور بشكل دائم والمهددة في الإنقراض مثل القبرة المتوجة، الهدهد والبلبل خطاف الشواهق الباهت ، الأبلق الحزين ، الحميراء شحرور الصخر (السوايدية ) والطنان الفلسطيني والحسون ، كما تعيش فيه الطيور الجارحة في الأشجار الكبيرة والجروف العالية .
أمّا الثدييّات فقد تم تسجيل 37 نوعاً منها 12 نوعًا مهددًا بالانقراض وهي:
الذئب، والنمر، والوشق، والقط البري، والثعلب الأفغاني، والقط الصحراوي، والثعلب الفينيقي، والثعلب الرملي، والضبع المخطط، والبدن، والوبر الصخري، والغزال الصخري.
تكنتز المحمية على العديد من الموارد المعدنية كالنحاس في صخور الكامبري والحجر الجيري الطفلي والحجر الرملي الملون ، ويُقدر إحتياطي المملكة ب 20 مليون طن بنسبة 1,36 نحاس ، كما بينت الدراسة التي اجريت في خربة النحاس والجارية بأن هنالك خامات تقدر ب (25) مليون طن بنسبة تركيز تصل إلى 2,3% وجميع هذه الدرسات كانت في وادي فينان ضمن محمية ضانا.
أما خامات المنغنيز فتقدر ب (1,5) % وبسبة تركيز 20 % مع وجود احتياطي إضافي قُدر ب (3) مليون طن .
الأحجار الكريمة حول وادي ضانا كالملكايت، والأوزريت .
تشير الدراسات في عام (1999م) بأن عدد سكان المحمية بلغ (250) نسمة يتضاعف عددها في فصل الصيف بسبب مجيء بعض العائلات للعمل في مزارعهم وقد كان العدد في السبعنيات أضعاف العدد الحالي إذ هاجرها سكانها ليؤسسوا بلدة القادسية الحالية بمحاذة الطريق الملوكي وتبعد عن المحمية حوالي (2،5) كم وبلغ عدد سكانها حوالي (5500) نسمة .
تشير الدراسات التاريخية إلى أن المصريين استوطنوا المنطقة في عهد رمسيس الثاني في القرن الثالث قبل الميلاد ، وذكر القوابعة في عام (1973م) كانت ضانا تتبع إلى بلدية القادسية إلى أن تم تأسيس مجلس قروي فيها عام (1989م) مما أدى إلى الأسراع في تطور الخدمات فيها لا سيما بعد إنشاء المحمية ، وقد تأسس أو مدرسة فيها عام (1938م) بصف واحد ومعلم واحد ، إضافة إلى تأسيس شعبة بريد ، وعيادة صحية وقد عملت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع سلطة الكهرباء الأردنية على إيصال التيار الكهربائي للقرية، بالأضافة إلى جر مياه نبع ضانا عبر انبوب تم ادخاله في الصخر لعمق (3م) ليصب في خزان اسمنتي وسط القرية ليأخذ السكان منه حاجتهم إلى المياه، كما قامت الجمعية بالتعاون مع جمعية أصدقاء ضانا بإصلاح البيوت القرية وترميمها بالأسلوب التقليدي حفاظاً على الطابع التراثي للقرية وتم ترميم مسجد القرية ورصف أزقتها .
تنتشر في محمية ضانا العديد من العيون المائية مثل عين الديك عين محلبة ، وعين أم شجرة وتعتبر مياه وادي الأحمر ووادي فيدان مناسبة للعلاج الطبيعي لارتفاع حرارتها وتضم المحمية المزيد من الغدران المائية مثل غدير أبو خشيبة ، غدير الملاحيث، عين جاحيا عين لحظة عين مزيرة عين الحمرة مجرى فينان ومجرى غويب وعين المحمدة وعين أم دودة عين الثمايل وعين الطرة وعين الحنيك عين الزريب والعديد من العيون ومجاري المياه والغدران المختلفة ، حيث تشكل مناظر خلابة ذات سحر وجمال رائع .
بدأت عمليات التحريج للغابات في محمية ضانا من قبل وزارة الزراعة وطلاب المدارس في مطلع الستينيات من القرن الحالي فتكتسيها العديد من أشجار الصنوبر والسرو وأشجار البلوط ، وتعكف حالياً إدارة المحمية على المحافظة على المحافظة على الحيوانات الحالية واطيور والأسماك والعمل على إكثارها وزيادة أعدادها وإعادة توطين الحيوانات التي كانت تقطن المحمية وذلك من خلال منع الصيد ومنع الرعي وحماية الأشجار الكبرى في الرمانة أمر مهم أمر مهم للطيور الجارحة .
تعتبر محمية ضانا نقطة للجذب السياحي لما تتميز به من من خصائص فريدة تتمثل في التنوع الحيوي واحتوائها على الأماكن الأثرية مثل خربة النحاس الأثرية، ووجود قرية ضانا التي لا تزال تحتفظ بالطابع التقليدي للعمارة الأردنية في الماضي، وحيث أن الهدف الرئيسي لإنشاء المحمية هو المحافظة على الموارد الطبيعة كان لابد من وضع خطط متكاملة لتطوير السياحة وتقليل الأثار السلبية التي تتعرض لها الأنظمة البيئة والتي هي أساس ما يأتي السائح من أجله .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات