فلسطين : ثوب غاندي وعصيان مدني.


إلى متى يا أبا مازن...؟ ، وهل حقا أن قضية فلسطين ، الأرض ، الشعب ، حق العودة ، القدس والمقدسات تستحق كل هذا التقزيم والمسخ ، فينشغل سيادتك ، حركة فتح ، حماس وبقية الدكاكين الفصائلية ، بإستقالة سلام فياض ، أو عدم إستقالته ، بتصريف الأعمال أو عدم تصريفها ، ولا أدري ما هي تلك الأعمال التي يجري الحديث عنها ، والتي ربما لا تتعدى مراسم توديعك وإستقبالك ، وإستجدائك لليهود في كل حركة تتحركها ، يا رئيس دولة فلسطين...!!!؟؟؟.
- لا أعرف سلام فياض ، ولست معنيا بشخصه الكريم إن إستقال أو لم يستقل ، لكني معني بالنتائج وأثرها على فلسطين وأهلها ، وإن كانت إستقالة فياض ستكون في مصلحة هذا الوطن المنكوب ، أو أنها ضد مصلحته فهذا لا يعني شيئا أيضا، ""فهل يهمُ الشاة بعد ذبحها السلخ...؟!!!"".
-إنه الأمر الذي يدعو للتوقف عنده ، على ضوء المعطيات القائمة التي تُنبئ بما لا يُحمد عقباه ، ليس بسبب غياب فياض أو عدم غيابه ، إنما بسبب شخصك يا أبا مازن ، حركة فتح ، وبقائك على رأس السلطة ، بهذا المسمى أو بأي مسمى آخر، وبسبب المحيطين بك من عصابة المفاوضات حياة ، المتمترسين في السلطة ، المتاجرين بدماء الشعب الفلسطيني ، والمتكسبين على حساب الشعب الفلسطيني ، جوعه ، قهره ، لجوئه والإهانات التي يتعرض لها ، ليس على يد الصهيوني في الداخل فحسب ، وإنما في الشتات أيضا ، وما ينطبق على ما يُسمى فتح ، ينطبق على ما يُسمى حماس وبقية دكاكين ما يُسمى فصائل فلسطينية ، ولا أستثني أحدا من قوى الخذلان التي تستجدي السلام مع يهود ، وهي تُدرك أكثر من غيرها ، أنها إن حدث وحصلت على أية تسوية سياسية ، فلن تكون أكثر من كانتونات مقطعة الأوصال ، كما لن يكون لها أية سيطرة فعلية على الأرض عامة ، ومحيط الحرم القدسي الشريف خاصة.
- لا غرو إن كررنا وجهة نظرنا ، إن على السيد عباس بأوصافه القيادية ، التي لم يحُز عليها غيره ، دون المرحوم ياسر عرفات ، فعباس الآن ، رئيس دولة فلسطين ، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، رئيس حركة فتح ، القائد الأعلى لجيش التحرير الفلسطيني ، ولقوات العاصفة...! وأعتذر عن ألقاب أخرى ، ربما يُقاضيني عباس لو ذكرتها . وعليه أدعوه إلى تغيير مسار العمل الفلسطيني ،
-بهذه الأوصاف العباسية القيادية الطاووسية، وبعد عشرين عاما على برنامج المفاوضات حياة ، هل تأمل يا سيادة رئيس دولة فلسطين أن بإستطاعتك ، تحريك بيدقا يهوديا من محيط الحرم الإبراهيمي الشريف...؟ ، ولا أتطرق لتهويد الحرم القدسي الشريف!!!، هل ما يزال يُداعب خيالك أن النتن ياهو سيتخلى عن المستوطنات...؟ أم أنه سيهدم جدار الفصل العنصري ، إكراما لهيبة سيادتك يا رئيس؟؟؟!!! .
- أدعوك يا أبا مازن ، بخليليتي القٌحة ، كن رجلا ولو ساعة ، وتذكر أن ما بين يديك هي فلسطين ، بكل ما هي عليه من سمو المعاني ، القدسية ، الدينية ، المسيحية ، الإسلامية ،التاريخية والحضارية ، وشعبها الذي ما يزال يُولد ويُدفن بإسم الله وإسمها ، فلسطين ودونها حز الحلاقيم.
- أما ونحن نُدرك الواقع ، موازين القوى ومتغيرات الزمن ، وقبلنا بالضفة الغربية وقطاع غزة كدولة فلسطينية ، فإننا لن نقبل المزيد من العبث التفاوضي ، الذي خلاصته ، غادر سيادة الرئيس ، عاد سيادته ، قال ، لم يقل ، إجتمع لم يجتمع ، عبر لم يُعبر ، وعشرون عاما أخرى ، ومن ثم ضياع أبدي...!!! يا وليه!!!.
-أكرر قولي لأبي مازن أن عليه أن يلبس ثوب غاندي ، ثم يقف أمام أجهزة الإعلام الفلسطينية ، العربية ، الإسلامية والدولية ، ويُستحسن أن يقف إلى جانبه قادة الفصائل ، حماس ، الجهاد الإسلامي ، الشعبية ، الديموقراطية وبقية أصحاب الدكاكين ، ومن حوله قادة المجتمع المدني ، ومن ثم يرفع عقيرته من وراء الميكروفونات وأمام العدسات ، ويدعو الأمم المتحدة ، مجلس الأمن الدولي ، حلف الناتو وحتى المارينز الأمريكي ، لإحضار طواقم سياسية ، فنية وعسكرية لتستلم كل ما لدى الشعب الفلسطيني من أسلحة ، المشروعة والممنوعة ، وحتى سكاكين المطابخ ، ويُعلن للعالم أن الشعب الفلسطيني ، ليس إرهابيا ، لا يريد الكفاح المسلح أو المزيد من الموت والدم.
-، ومن ثم يُعلن السيد عباس أن الشعب الفلسطيني، ومن منطلق حُسن النية ، يُقدم لإسرائيل أحد خيارين ، لا ثالث لهما ، إما دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ، متواصلة ، مستقلة وعلى كامل الأرض الفلسطينية ،كما كان الحال عشية الرابع من حزيران 1967 ، أو فتح فلسطين التاريخية على مصراعيها للعرب واليهود ، ليعيشوا في دولة واحدة ، علمانية ديموقراطية ، وما دون هذين الخيارين ، نحن نُجمد العمل السياسي الفلسطيني ، نُعلن العصيان المدني السلمي ، وندع فلسطين وشعبها في عُهدة الأمم المتحدة ، مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي.
- اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات