ليلى تمرض ولا تموت


منذ عشرات القرون والعرب تردد قول قيس بن الملوح " يقولون ليلى في العراق مريضة " فكان قيس بحق مدرسة في الحب ، لدرجة انه صاغ عقيدة العشق في ليلى العامرية ، تعرف إلى محبوبته بالفطرة ، وأول بواكير اكتشافات عينيه هي ليلى ، كبر معها وهام في حبها ، واسقط من ذاكرته ان العرب تحرق أصابع العشق بالشمع ، ليفجع بصباه بعزلها عنه كعادة العرب ، ومورس عليها أبشع أنواع الحجر فكانت كطاعون في نظر أبيها ، لا يخرج ولا يدخل إليها احد ، فما كان من قيس غير الهيام في البراري ، ينشد الشعر ظناً منه انه بذلك يتقرب إلى الله فيحل له كربته ، وكان كثير الإنشاد "أمرّ على الديار ديار ليلى اقبل ذا الجدار وذا الجدار " ومن التصوف ومناجاة الإله إلى الانحناء للجدران وتقبيلها ، عاش قيس ومات ولم تمت ليلى عند العرب ، هي التي كانت وكانت وتاه قيس وما كان ... كل منا له ليلى يمضي وتبقى تحتل فسحات الفجر وتسكن الياسمين ، فأنا تقف على مشارف ثغري ، وتغرس في مساحات جلدي عفاريت يرقبون دقات قلبي النابض بشوق لها ، فيصيح كبيرهم لقد هرمنا من حرارة الشوق والحرمان ، وهجرننا نساؤنا من الغيرة والحسد.
ليلى : مرصودة هي الأبيات بالطلاسم داخلي ، والحروف أيضا كأسراب الحمام تحاول أن تطير من نهاية الأصابع ، وفي ليلة رأيتك ملاكاً ...يرقص من شدة الفرح ... ولكن كان الكعب مكسوراً، والحراس مغشياً عليهم ومبتلة سراويلهم ، لأنهم ظنوا انك تعافيت ، ومن ألآن وصاعداً لن يأتوك بالوصفات ، ولن يأتوك بالسحرة والدجالين والخطابين ، فاخر قلاعهم تاجك ثم رصاصة الرحمة.
أفقت من نومي بعد منتصف الليل وقد حل السكون ... السماء صافية والكلاب نائمة ، ورأيت بأم عيني جبالاً كأنها الأقواس ، وودياناً كأنها الرماح ، ورأيت جميع الصحابة يشربون من نهر الأردن ، ورأيت أني اجري بين نساءٍ مختلف ألوانها ، وحيثما هربت وجدت عمان الحبيبة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات