ابكي وطني


نعم بحرقة ومرارة أبكي وطني ولا تلوموني ،لان كل شريف وغيور على يذرف الدموع حسرة على هذا الوطن الجميل ، يذرفها لانه نتاج جهد الآباء والاجداد وبناء السواعد الاردنية .. لانه الملاذ الاوحد الذي يجمعنا ويحمينا ... هذا كان ظننا ولكن ؟ لماذا نبكي ؟ ابكي ، لاني ارى كما انتم كيف اضحى هذا الوطن مسكينا.. منهوبا ..خاويا.. ملعونا من الكثيرين مسخوطا من كثرة اللعنات التي يتعرض لها كل يوم ولا ذنب له ؟ ابكي لانه لم يبق من هذا الوطن الا الاسم ...بعد ان دخل اليه بارونات البزنس ودعاة الاستثمار وعصابات الفساد الممنهج فباعوا مؤسساته .. ونهبوا خيراته فوق الارض وباطنها .. في البحر والصخر ... ولوا علينا الرويبضة حكاما ... فانتشر الفساد وبرطع ... واصبح الحق باطلا والباطل حقا... والشريف النظيف خائنا ومتهما بالتخلف .... والفاسد مصدقا .. عهروا ادارته حتى البرلمان اصبح مزورا ؟؟؟؟... افرغوا مؤسساته التعليمية من الكفاءات واعتمدوا على الخارج حتى وصل الامر ببعض المؤسسات التعليمية ان بلغ فيها عدد الاجانب اضعاف ابناء الوطن .. كيف لوطن ان ينهض ولا يأكل خبزه من قمحه ... ولا يلبس من ما يصنع ؟ . حال وطني تستدعي ان نبكيه بعد ان عجزنا عن وقف المد الليبرالي الدخيل بحجة الاستثمار والعولمة .... ووقفنا عاجزين عن وقف بيع مقدراته بابخس الاثمان للاجنبي .. الاقتصاد بيد الاجنبي ورغيف الخبز بيد الاجنبي وجرة الغاز ولتر الكاز والبنزين والسولار بيد الاجنبي والدواء والغذاء كله بيد الاجنبي ؟؟؟ نعم الله اكبر ماذا بقي لنا وكيف لنا ان نسمي هذا الوطن وطنا؟؟ حتى تربية الابناء في البيوت والحضانات والمدارس بيد الاجنبي ... اما مراكز اعداد الاجيال في الجامعات فحدث ولا حرج فهي بيد الاجانب حتى تعود ابنائنا في الجامعات اللهجة العراقية والسورية .. نعم اصبح هذا البلد اجنبيا واصبحنا فيه غرباء نبحث عن وطن .. عن وطن اسمه الاردن... ارتسمت صورته في الاذهان جميلا سعيدا ... اتمنى ان مت صغيرا لتدفن معي تلك الصورة الجميلة الزاهية قبل ان ارى ما حل بوطني؟؟. افقرونا فاصبح شبابنا معطلا عن العمل ... الكفاءات الوطنية مغيبة ومبعدة... سياسة اقصاء وتطفيش تمارس على اهل الوطن .. مطلوب منا الولاء والانتماء، واسأل لمن يا ترى الولاء؟ هل مطلوب ان يبقى الاردنيون حراسا امناء لحماية الاستثمار الاجنبي ؟ ام حماة لبارونات الفساد الذين تنفخت حساباتهم في البنوك الاوروبية ؟ ام هل علينا الولاء لمن اعمل سيفه في رقابنا وتمادى في افقارنا وعوزنا حتى وصل الامر حد لعنة ساعة الولادة ؟ كم منا يوميا يسب يوم ولادته ويلعن الوطن الذي يعيش فيه؟ وكم منا يسعى جاهدا للهرب بحثا عن لقمة عيش ابناءه؟ وكم منا يلهث ويركض ليل نهار ويكد والدين يلاحقه وشبح السجن يطارده؟ كم منا يملك فاتورة علاج ابنه او زوجته في مستشفيات الوطن بعد ان غزاها الليبيون واليمنيون والعراقيون وغيرهم من امة العرب؟ كم عدد القادرين على التسوق من المولات الضخمة في عمان والتي غالبية مرتاديها لو دققت لوجدتهم عراقيون او من جنسيات غير اردنية ؟ وهل بامكان اطفال جرف الدراويش وقريقره والمريغه وفقوع وعقربا وسحم زيارة المسابح والفنادق والحدائق وشراء ساندويشة الفلافل ؟ وفي المقابل اصبج الدخيل والقادم عبر الحدود هو القادر والمتمكن .كم عدد الاسر من الاردنيين القادرة على الرحلات والسفر والراحة؟ هؤلاء يبدو لا يحق لهم ذلك ، قدرهم التعب والكد والسعي لتحصيل الخبز المستورد وكسوة اطفالهم من " بالات" سقف السيل واربد؟؟ نعم هذا ما يستدعيني لبكاء وطني الذي لم يبق لي منه الا الهوية وجواز السفر والذكرى الجميلة .... حتى هذا الحق السيادي اصبح مشمولا من وجهة نظر الاصلاحيين والليبراليين الجدد في قائمة السلع يمكن مقايضتها والمساومة عليها .. فدخلت على وطني دفعات ودفعات من ما يسمون " مستثمرون" من العراق ودول عربية اخرى ومنحوا الهوية والجواز بحجة تسهيل الاستثمار ... فهل هناك من يبين للاردنيين ماذا استفاد المواطن من هذا الاستثمار ؟ بالعكس تماما فالمواطن المسخم العادي تأذى منه لانه ساهم برفع الاسعار من رغيف الخبز الى السكن والشقة فاستفادت طبقة البزنس واصحاب العقارات وظل الاردني الفقير يعاني ويعاني من قلة الحيلة . فاسعار الشقق ارتفعت اضعافا مضاعفة والايجارات ايضا وكل سبل الحياة معها فما هي ايجابيات الاستثمار واين الدخول منه؟ . ابكي ويبكي الاردنيون حالهم ووطنهم ونحن نشهد اليوم اهتماما زائدا بقضية اللاجئين من سوريا .. تتزامن مع جولات مكوكية وزيارات متبادلة بين عمان وواشنطن .. وتل ابيب ورام الله ليطفو على السطع التهديد الحقيقي والخوف من مخطط قديم يتجدد اسمه الوطن البديل يشكل اليوم بداية النهاية لما تبقى من وطني المسكين... فالمؤشرات كلها تؤكد على ان هناك تفاهمات محورية تؤسس الى حل نهائي لمأساة الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى النحو التالي: اطالة الازمة السورية وتهجير الفلسطينيين منها ومن لبنان لاحقا الى الاردن الذي شرع ببناء المدن لهم ليشكلوا اضافة جديدة للفلسطينيين في الاردن ويشكلوا الغالبية العظمى من سكان الاردن وبالتالي الاقرار بالدولة الفلسطينية على ارض الاردن تماما كما قامت اسرائيل على الارض الفلسطينية ، دعم امريكي ورعاية وضمانات بعدم وصول الربيع العربي الى الاردن والمحافظة على نظامه السياسي , تنازلات فلسطينية من عباس وشركته المساهمة " السلطة الوطنية" تتضمن الغاء حق العودة من جدول المفاوضات القادمة , دعم مادي قطري واماراتي للاجئين الفلسطينيين وتحسين ظروف حياتهم يتزامن مع الخطة الاسرائيلية المعلنة لتنمية الضفة العربية ، اتفاق اردني عباسي ولا اقول فلسطيني حول فيدرالية اردنية تضم اليها ما بقي من الضفة الغربية عربونها اتفاقية عباس الملك عبدالله الموقعة في الاول من نيسان بتسمية الملك عبدالله الثاني خادم الحرم القدسي ، والا كيف يمكن فهم هذه الخطوة بغير هذا التفسير اذا عرفنا ان القدس مدينة فلسطينية بعكس ما اتفق على تسميته خادم الحرمين الشريفين في السعودية لان الحرمين كلاهما سعوديا اما القدس فهي فلسطينية؟؟؟؟؟. واعادة غزة الى السيادة المصرية وبذلك يتم اسدال الستارة على مسرحية الصراع العربي الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني والاردني وكلاهما الخاسر الوحيد من هذه التسوية. لهذه الاسباب جميعا ابكي وط------------ني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات