الحظ يلعب دوره حتى في رئاسة الحكومة !


عندما كان المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه يتعالج من المرض الخبيث بأشد العلاجات الماً على النفس البشرية بعث اليه ولي عهده ونائبه سمو الامير حسن بطلب الموافقة على تغيير حكومة الدكتور عبدالسلام المجالي لاسباب لا نريد ذكرها أو الحديث عنها الا بعبارة واحدة بالعامية (مش وقته) الا ان سمو الامير ونتيجة الحاحه وترشيحه للدكتور جواد العناني أزعج الحسين بهذا الترشيح باختيار العناني الذي رفضه المغفور له جملة وتفصيلاً و رشح الامير اسماً آخر ورفض الحسين طيب الله ثراه الى ان رشح الامير فايز الطراونة ووافق الملك الراحل على مضض وباعتقادي ان موافقة الملك العظيم جائت باختيار اهون الشرين .

ويبدو ان حظ الدكتور فايز الطراونة بالوصول الى رئاسة الحكومة كان أفضل من حظ والده المرحوم أحمد الطراونة سنة 1971 .

عندما أستشهد وصفي التل أجتمع جلالة المغفور له مع مستشاريه وأخبرهم أن وصفي التل قد أوصى جلالته بأن يعين السيد مصطفى دودين رئيساً للحكومة أذا حصل مكروه للشهيد وصفي فثارت ثائرة رئيس الديوان الملكي المرحوم احمد الطراونة وكبار المستشارين وعلى رأسهم طويل العمر صلاح أبو زيد و آخرين .

المرحوم أحمد الطراونة كانت رغبته بتسلم رئاسة الحكومة آنذاك بالنسبة لقربه من الملك و وصفي و لأنه من أقدم السياسيين الذين لم يحالفهم الحظ بتسلم منصب الرئاسة أما صلاح أبو زيد فوقف بعنف من اجل عدم تنفيذ وصية وصفي التل وما بعد الوصية حيث أقترح أبو زيد على جلالة الملك أن يستمر نائب رئيس الوزراء بمنصبه عدة أشهر ليتسنى للملك أن يختار خليفة ً لوصفي .
وكان نائب الرئيس وأقدم الوزراء مع وصفي هو طويل العمر أحمد اللوزي وطلب الملك من رئيس ديوانه أبو هشام و مستشاره أبو عماد ان يشتركا في حكومة اللوزي و أعتذر الطراونة لكن الملك الح عليه واستجاب لرغبته بمنحه ما طلب لتقليده وسام النهضة الذي لا يمنح الاّ لرؤساء الحكومات فما كان من الملك حسين الاّ ان يمنح وسام النهضة لنائب الرئيس أحمد الطراونة ويمنحه ايضاً للوزير صلاح أبو زيد ويشكل الحكومة السيد احمد اللوزي وتمضي الأيام منذ سنة 1971 حتى انتقل المرحوم أحمد الطراونة للرفيق الأعلى دون ان يكلف برئاسة الحكومة ولكن كلف برئاسة مجلس الأعيان والمجلس الاستشاري .

وخلاصة القول المتتبع لسيرة المرحوم أبو هشام لا يجد ما يمنعه من الوصول الى رئاسة الحكومة لأنه وحسب معرفة الجمهور أفضل بكثير من بعض الذين كلفوا لهذا المنصب أثناء حياة المرحوم.
هذه العجالة اذكرها بهذه الأيام ليشهد عليها كل من طويلي العمر أحمد اللوزي وصلاح أبو زيد و نذير رشيد الذين زامنو المرحوم احمد الطراونة .

مثلما يشهد على واقعة الدكتور فايز الطراونة كل من طويلي العمر الدكتور عبد السلام المجالي والسادة طاهر المصري وعبد الرؤوف الروابدة وسميح البطيخي .

هذا مع الإشارة والتذكير بأن كثيرين من رجالات الأردن الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول الى رئاسة الحكومة كما وصل اليها ابنائهم في هذه الأيام مثلما من حالفهم الحظ بصعوبة لتسلم منصبا وزارياً ولكنه حالف الحظ أبنائهم بسهولة للوصول اليها .

حمى الله الأردن والأردنيين وأن غداً لناظره قريب .



تعليقات القراء

جهاد
من يقرا لك يجد نغفسه بغربه لان ماتكتبه لايخدم الا مصالحك والله اعلم
12-04-2013 11:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات