في صغرنا وعندما يحمى وطيس معركة التحدي يقوم أحد الاطفال بتحديد موعد للقاء القادم كي يستعد فيه طرفي المعركة للقتال وتبدأ الاستعدادات مبكرا بتجهيز أدوات المعركة من حجارة وعصي و" نقيفات " وبقية لزوم ما يلزم وما لايلزم للمعركة ، واثناء الاستعداد يصبح أحدهم هو القائد لهذه المعركة لكل طرف وهو الذي يقوم بالتنسيق اللوجستي للمعركة .
ويكون أهم شيء هو عامل المفاجئة وكذلك طرق الهروب السريعة دون حدوث إصابات كثيرة ، ويشترط في طريق الهروب أن لايعبر من خلالها أرض الأعداء أو أصدقاء الأعداء ، ويقوم أحدهم برسم مداخل ومخارج ساحة المعركة على التراب ويتم توزيع المهمات لكل طفل بناءا على حجم جسمه والمهارات التي يمتلكها والتي يعرفها أصدقائه عنه من معاركهم السابقة ، ويقوم القائد بطرح بدائل كثيرة للتأكد من النصر في هذه المعركة من مثل أن يقترح اللجوء لأحد أطفال الحارات الأخرى التي تربطهم به صداقة ويمتلك سمعة جيدة في معارك الشوارع الطفولية ويتم التصويت عليه من الجميع .
وقبل يوم المعركة الحاسم يعيد القائد في ساحة الحارة التأكد من الاستعدادات ويقوم بفحص مخارج الهروب بنفسه ليتأكد من خلوها من الأعداء ، ويقوم بعبور طريق الهروب في جميع الأوقات ومن جميع مداخلها ومخارجها ويأتي يوم الفصل ويقف طرفي المعركة بمواجهة بعضهم البعض ويبدأ إستعراض أدوات المعركة والمفاجئات التي جهزت لها وأهم واحدة تتمثل بالشخص الغامض القوي الذي تم جلبه من حارة أخرى .
ويبدأ الصراخ أولا ومن ثم يبدأ كلا الطرفين بالاقتراب من الأخر وقبل أن ترفع أول عصا في الهواء يخرج صوت أبو العبد دكنجي الحارة لاعنا أبائهم جميعا ويصرخ بهم وهو يقول : أن أعرف أولاد من أنتم وابو وأم كل واحد منكم وسوف أبلغهم بهذا الأمر .. ويمسك بين يديه بكومة من الحجارة ويبدأ بقذفها بإتجاه طرفي المعركة الذين تصبح أقدامهم تسابق الريح .. وتنتهي المعركة الوهمية ويعود ابو العبد لدكانته ويبدأ ببيع الشيبز والعلكة لمن تبقى من أطفال المعركة في ساحة الحارة .
هذا ما سوف نشاهده في أسفل قبة العبدلي يوم الأحد القادم بمعركة ثقة حكومة النسور مع النواب ، ولكن من هو ابو العبد في هذه المعركة ومن هو الشخص المساند لأي طرف منهم وتم جلبه من حارة أخرى وهل ستكفيهم حبة العلكة أو باكيت الشبس لأعلان إنتهاء المعركة ؟ .