رسالة الى مجلس نقابة المعلمين ( 1 )


ما زلت انظر بكل فخر لتلك الايام التي إنطلق بها المعلمون في إنتفاضتهم التي شهد لها القاصي والداني بتنظيمها وثباتها على مبادئها وما يشهد على ذلك إلا الكثير من مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والشخصيات الرسمية التي وقفت الى جانب المعلمين في ذاك الوقت لقناعتهم التامة والأكيدة بشرعية مطالب المعلمين التي كان على رأسها إحياء نقابة المعلمين وغيرها من المطالب الأخرى التي داسها أرباب السياسة ولغة التهميش للمعلم منذ عقود طويلة كان المعلم فيها في أدنى سلم الرعاية من اجهزة الدولة رغم كل ما يقال عن دعم و إهتمام بهذه الشريحة ورعاية ملكية خاصة لهم ، إلا أن الواقع كان مغايراً تماما لما كان يشاع امام العامة في مجتمعنا ، وما يجعلنا نشعر ببعض الآلم في هذا الوقت تحديداً وبعد إنتزاع نقابتنا الحلم وإحياءها من جديد هو حالة النقد الموجه حالياً الى نقابتنا على الرغم من كل الجوانب الإيجابية التي لا يمكن إغفالها ومن بينها إختلاف الكثير من الوقائع على الأرض للمعلم بمجرد إحياء نقابته وعلى رأسها نظرة وزارة التربية والتعليم للمعلم قبل وبعد النقابة وحساباتها التي تغيرت الى حد كبير ورغماً عنها من أسلوب المعاملة المفترض لكل معلم ومعلمة في الميدان عانوا القهر والظلم من وزارتهم البليدة والمكلومة بلوبي ما زال يربض على الكثير من مقاعدها الى هذا اليوم .
ولا يختلف إثنان على ان أي مؤسسة او أي جهة عاملة في العمل العام تحديداً معرضة للنقد المباشر والصريح بصورة تؤكد وعي تلك الفئة وحرصها الى المضي قدما بمهنتها ورسالتها ، وما نحن المعلمين إلا قادة المجتمع وبناة لهذه الاجيال رغم كل الصعاب ، ونقابتنا ليست بمعزل أبدا عن النقد والنصح بما يضمن لها التقدم اكثر ، علاوة على تلك الخصوصية التي تحملها نقابتنا بفعل غيابها الطويل عن الساحة النقابية وجراء محاولة أعداء يقظتها وباي طريقة كانت إفشال دورها وإضعافها بكل ما يملكون من وسائل ، وهذا تحديداً ما كانوا يراهنون عليه أثناء الحراك الملتزم للمعلمين على مدار سنتين .
لا أخفيكم ايها الزملاء فقد كان لي قبل أيام نصيب من الوقت جلست فيه مع احد الزملاء أعضاء مجلس نقابتنا الأكارم ودار بيني وبينه حديث مطول عن الكثير من النقاط التي يتداولها الزملاء على صفحات التواصل الإجتماعي والمواقع الاخبارية ، والتي بمجملها تتحدث عن كثير من الأمور التي تظهر عدم الرضا عن بعض تفاصيل سير عمل المجلس ، والتي ياتي البعض منها ناقداً بكل حرفية وموضوعية وسريرة هدفها الأصلح والأنجع لنقابتنا وبعضها الأخر يريد الطعن وحسب لغاية في نفسه كالظهور والإعداد للإنتخابات القادمة و طرف ثالث يسعى لهدم أي لبنة تبنيها نقابتنا لكونه عدوا لها وقد جند لهذا الأمر ولكن هيهات أن ينال مراده .
و من أكثر النقاط حساسية في أداء عمل نقابتنا هو دور النقيب وهنا تحديدا أول تلك الأمور التي تنغص نظرة البعض الى أداء عمل المجلس ، فجميعنا يعلم بان نقيبنا العزيز الأستاذ مصطفى الرواشدة شخصية إستطاعت و بزمن قياسي ان تحظى بنظرة إحترام وثقة بين صفوف المعلمين جراء قيادته لحراك المعلمين على مدار عامين بكل حرفية وذكاء وإستطاع ان يحتمل الكثير من الضغوط والمغريات التي رافقت مسيرة نضال المعلمين ومع ذلك فقد آثر على نفسه أن يضحي بوقته وجهده وماله في سبيل المعلمين ، ولم ينسى زملاءه ان يردوا له الجميل حين حملوه على الأكتاف الى مقعد نقيب المعلمين بلا أي منازع أو شريك ، وبعد ذاك الزمن حدث ما لم يكن في الحسبان وإستجاب نقيبنا الأكرم لضغوط أبناء بلدته الطيبين في لواء عي لتمثيلهم في مجلس النواب الذي له في داخلنا نظرة سوداوية الى حد كبير لا يكفي المتسع لذكرها هنا ، وأصبح نقيبنا نائباً في هذا البرلمان رغم أننا جميعا لم نكن لنقبل له ان يمنح وقته لغيرنا وأن يبقى بيننا وأن يكون عرقه يتصبب في داخل أروقة نقابتنا وأن لا يمنح كلماته التي تحترم لغيرنا تحت قبة صماء تسمى مجلس الأمة وما هو الا مجرد مبنى فقط وتدار الأمور من مكان اخر في هذه الدولة ، آلمتنا كثيرا يا نقيب المعلمين حين قبلت بهذه المسرحية وقبلت برأي أبناء عمومتك الذين أرادوا منك صوتا لهم في ذاك المكان ومنبرك ليس هناك أبدا ، لهم كل المحبة ابناء بلدتك الطيبين ولكنني اقول لهم بانكم تمتلكون من الكفاءات والقيادات الكثير وانتم لديكم نسبة مثقفين مرتفعة جدا وأصحاب خبرة يشهد لهم من داخل الكرك وخارجها فهل تركتم الجميع وإخترتم نقيب المعلمين ! الم يكن من الأولى استاذنا العزيز مصطفى ان تمنح جهدك كله للمعلمين ؟ وما هذا إلا طمعاً منا جميعا بأن تعود الى حضن نقابتنا وأن تعيد للمقعد ابهته وعنفوانه من جديد حينها سيكون للنقيب دورا في إبعاد اي طرف إقصائي أو متحيز لفئة تحاول السيطرة على النقابة مهما كانت تلك الجهة فللنقيب تأثير مهم على مجريات العمل رغم كل الظروف التي تعقد سير الأمور .
سأكتفي اليوم بالحديث عن النقيب و في الرسالة القادمة سأتحدث عن شكل العمل في مجلس نقابة المعلمين في ظل غياب النقيب ، وليعلم اي قارئ لهذا النص بان ما ارمي إليه من حديثي ليس إلا مجرد رأي شخصي فقط ولا أكن في نفسي إلا كل ود وتقدير لأعضاء المجلس المركزي عموما وعلى رأسهم النقيب مؤكدا فخري و إعتزازي بنقابتي التي أرى من خلالها مستقبلا جديدا لكل المعلمين في هذا الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات