جدلية وزارة التموين !


قال احد الكتاب تحت عنوان وزارة التموين / خطوة للوراء "بعـد التجربة الفاشلة لوزارة التموين ، تعود الوزارة مرة أخرى ، ليس لأنها لازمة ، بل لمجرد الاستجابة للضغوط من جهات تعتقد أن وزارة التموين هي الحل مع أنها ستكون مشكلة إضافية" . 
أن لا اعرف كيف قرر هذا الكاتب المحترم أن وزارة التموين كانت فاشلة وما هي الادلة التي بحوزته لاثبات هذه المقولة ؟ وهل لدى وزاراتنا شفافية كاملة حتى يتسنى له الحكم على وزارة التموين السابقة؟ هل لدية موازنة وتقرير ارباح وخسائر ليتسنى له الحكم عليها من خلال الارقام؟ علما ان المعلومات التي كانت ترد من وزارة التموين في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تؤكد أن الوزارة كانت تحقق ارباحا, وكانت تقدم سلعاً بمستوى عالٍ من الجودة وباسعار معقولة, لان كميات الشراء كانت كبيرة جدا وبالتالي هناك كلفة شحن اقل كلفة ادارية اقل , والتاجر لم يكن يحصل على ارباح كما يدعي الكاتب وانما كان يحصل على عمولة وساطة, والوزارة هي من يتابع عملية تنفيذ العطاء, وهي التي تقوم بفتح الاعتماد وموظفوا الوزارة يشرفون على عمليات الشراء من المنشا والشحن حتى الوصول الى ميناء العقبة, ومن قال انها ليست لازمة؟ هل لأن صندوق النقد الدولي يريد ذلك؟
عجيب هذا الكلام!!! كم نسمع عن اغذية فاسدة تباع في الاسواق وباسعار عالية, اتلاف اطنان لحوم في عمان , اتلاف اطنان من الارز في سحاب , البان فاسدة , عصائر فاسدة, حليب اطفال مسرطن تم بيعة بالسوق, مطاعم ذات سمعة عالية تبيع منتجات "مدودة ومعفنة", اسعار خيالية, ادوية فاسدة, البان فاسدة. وغيرها من الاخبار غير السارة الا يقرأ الكاتب هذه الاخبار التي ترد حتى من وسائل الاعلام الحكومية؟ هل بعد ذلك هناك ثقة بالقطاع الخاص؟
كثير من الاغذية الفاسدة تصل الى الجمارك وترسل عينة منها الى الجمعية العلمية الملكية للفحص, ويقوم التاجر باخراجها بكفالة وبيعا بالسوق قبل ان تخرج نتيجة الفحص المخبري ودون تحمل اي مسؤولية.
أنا لا اعرف كيف ستكون وزارة التوين مشكلة اضافية , لقد كان لوزارة التموين دور ايجابي جداً في السابق في المحافظة على مستوى الاسعار وجودة المنتج وهذه حقيقة يشهد بها القاصي والداني.
وقال الكاتب المحترم "عودة وزارة التموين تعني أن الحكومة لم تعد تؤمن باقتصاد السوق وتحرير الأسواق وفتحها للمنافسة ، وتعني أن الحكومة ترغب في العودة للقيام بدور المتاجرة استيرادأً وتصديراً وتسويقاً ، كما تعني أن الوزارة لا تثق بالقطاع الخاص وستقوم بتحديد الأسعار بدلاً من العرض والطلب في مناخ المنافسة". أن لا اعرف هل من شروط الايمان ظهر شرط جديد هو الايمان باقتصاد السوق الحر؟ حتى امريكا في الازمات كانت تتدخل بالسوق , ونظرية كينز مشهورةٌ في ذلك عندما أوصى كينز الرئيس الامريكي التدخل في السوق عن طريق زيادة الانفاق العام لتحريك الاقتصاد اثناء الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي. اما عن ثقة الحكومة بالقطاع الخاص نعم ليس هناك ثقة بالقطاع الخاص الذي يبيع الموطنين مواد غذائية فاسدة, وباسعار خيالية دون ان يكون لة وازع من ضمير اوخلق, وما نسمعة من مؤسسة الغذاء والدواء هو خير دليل على ذلك.
وقال الكاتب "عودة وزارة التموين تعني أن الحكومة غير جادة في تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي يحظى بمباركة صندوق النقد الدولي ، فالصندوق لا يهضم قيام وزارة تموين من شأنها تعطيل عمل الأسواق وتوريط الحكومة فيما لا تصلح له".
معنى ذلك أن الهدف هو ارضاء صندوق النقد الدولي من قال ان صندوق النقد الدولي يهدف الى صالح البلاد , ان انشاء صندوق النقد الدولي جاء بعد الخرب العالمية الثانية كشكل جديد من اشكال الاستعمار الاقتصادي الجديد, كل الدول التي طبقة وصفة صندوق النقد الدولي اضطربت وعانت شعوبها الكثير من الويلات نتيجة لتويصة صندوق " النكد" الدولي , من اندونيسيا الى كوريا الجنوبية , ماليزيا ايلاند, الارجنتين المكسيك , البرازيل وغيرها من الدول التي دمر اقصادها صندوق النقد الدولي.
بدل ان يطالب صندوق النقد الدولي الغاء دعم الحكومات لاسعار المواد الاساسية , لماذا لا يتابع اشكال الفساد المالي المنتشرة في كل مكان؟. لماذا لايتابع شفافية الموازنات الفرعية للوزارات والحكومات التي تضيع معظمها بين سرقات واختلاسات ورشاوي وسفرات ؟
وزارة التموين إن وجدت ايدي وطنية وامينة سيكون لها دور ايجابي في مكافحة التضخم وتقديم السلع الضرورية للمواطن باسعار معتدلة الى حد ما.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات