كلِمةُ حَقٍ بِحقِّ العيون الساهرة: فلْتُصْغِ النفوس!


على قَدَر اعتزازنا، نسكُبُ مِداد القلم لِنخُطَّ بأحرفٍ من نور تحية إكبار إلى مَن عَرَفنا حرارة انتمائِهم وعظيم إيمانِهم وقوة شكيمتِهم، العيون الساهرة إدارات ومرتبات سائر الأجهزة الأمنية. ونثمن عالياً تعبَهم وعناءَهم وأداءَهم الناجح، في النهوض بالمهمات الكبيرة التي أوكِلت إليهم لحماية مسار حرية التعبير عن الرأي، الذي تمثّلَ في الوَقفَات والاعتصامات والمسيرات، وجَعلها وما يُحيط بها لشهورٍ كثيرة مَضَت مكاناً آمناً للتعبير عن الرؤى الإصلاحية والمطالب المتعلقة بمعالجة الاختلالات وتجفيف بؤر الفساد والقضاء على المحسوبية ليكون الرجل المناسب في المكان المناسب. ولا يختلف اثنان على أن هذه التعبيرات قد جاءَت بِمُجملِها مُتوَّجَة بمحبتهم غير المحدودة لبلدهم وغيرةً صافيةً مِنُهم عليهِ . 
لهُم نُزجي التحية، ونُكبِر صبرهم ورباطة جأشهم، في مُعالجتِهم بعقلٍ راجحٍ ولسانٍ وَدودٍ وقلبٍ ناصحٍ ما كان يطرأ من تجاوزات، ولإبعادهم باقتدارٍ وحكمةٍ كلّ اختراق أو تشويه كان يُمكِنُ أن يعكِّرُ صفو المشاركين بتلك الوَقَفات والاعتصامات والمسيرات التي جسَّدت وجهاً من أوْجُه الديمقراطية الحقيقية.
ونُجِلُّ فيهم حرصهم ويقظتهم على سلامَة كلّ ضيفٍ وسائحٍ وعاملٍ على أرضنا الطيبة. يواكب هذا، التزامهم بالمحافظة على ممتلكات المواطنين وأسباب معيشتِهم، بالإضافة إلى حماية الممتلكات والمقدَّرات والمرافق العامة وما تحقق من منجزات في أصعدة مختلفة هي ثمرة عقود متتالية من العمل الجاد المُخلِص.
ومع تقديرنا وإشادتنا بتواجدهم بثباتٍ على مدار الساعة لِدفع ما يُريب، وكي لا تكون أرضنا الطيِّبة مسرحاً لِسهام مَن لا عملَ لهم أو تجارة أو صِنعة، سوى زرع البغضاء والمتاجرة بالانقسامات وتيِّئيِسِ الناس من المستقبل، فإننا نتطلع مع ازدياد العنف داخل "الحَرَمِ الجامِعيِّ" في بعض جامعاتنا الحكومية وسقوط جرحى ووقوع ضحايا، نتطلع بثقة - مع تفهُّمِنا- لما تعنيه خصوصية "الحَرَم الجامعي" إلى همتهم وإجراءاتهم الخاصة الحاسمة لإعادة الأمان إليها ولإبعاد شبح الخوف الذي بات يسيطر على الطلبة.
إنَّ كلمة "حقٍّ بِحق العيون الساهِرة" التي جاءَت عنواناً لهذا المقال، تدفعُنا أيضاً إلى الإشادة بالجهود الكبيرة والتضحيات الجمَّة والعمل الدؤوب لقواتنا المسلحة الأردنية الباسلة، الذين بعظيم ولائِهم وانتمائِهم، لا تغمض أجفانهم على وطنهم، كي يبقى عصيَّاً على مطامع الطامعين. ونزهو في الوقت عينه، ونحن نرى مهماتهم وقد امتدت إلى مناطق متوترة من أرجاء العالم، ليكونوا جنباً إلى جنبٍ مع قوات حِفظ السلام الدولية، وذلك لإعادة الاستقرار والأمان لسكانِها ومشرَّديها، والمساعدة في بلسَمة جراح المصابين في معاركها.
ولا بُدَّ من أن نُسطِّر اعتزازنا بوعي إنساننا الأردني، وغيرته على بلده، وحرصه على استخدام الكوابح التي تحول دون أيِّ انفلاتٍ في الشارع قد يذهب أبعد من التوقعات. إيماناً منه أن الاستقرار هو نِصَابُ الازدهار ونِظامُه وقِوامُه، ومن خلاله يتحدد المستقبل الآمِن للأبناء مِن بعد.
ويبقى أن نفتح الأعين وننبِّه الأذهان، إلى ما يدور في المنطقة العربية التي تضربها العواصف العاتية، وتتعرض مواقع فيها إلى متغيرات وإعادة هندسَة أخذت ملامحها تتكشف للمبصرين، بينما تجري الدماء وتزداد أعداد المعذبين والمشرَّدين في مناطق عزيزة علينا. وعليه وبهمَّة النفوس الأبيَّة ستبقى المملكة الأردنية الهاشمية منيعة شامخة. وستبقى رايتها المرصَّعة بنجمة متلألئة تمثل أسمى القيم، خافِقة خَفقَ قلوبِ مُحبِّيها. وسيبقى شعبُنا بمكوناتِه الشريفة الواعية، متعاضداً متكاتفاً كلما هبَّت الأنواء يصُدُّ العواصف والتحديات في ظل قيادتنا الهاشمية التي تملِك تراكُمَ تجاربَ وخبراتٍ ضاربة عُرُوقها في التاريخ. وقد تمكنت باقتدارٍ، ومُذ رفع راية الثورة العربية الكبرى الشريف المغفور له الحسين ابن علي،ومن بعده أنجاله وأحفاده الميامين،من إدارة دفَّة أردننا الحبيب بتبصُرٍ وإصرارٍ وفِطنة في أدقِّ الظروف وأحلك المراحل المِفصلية من تاريخنا الحديث ليبقى مصدر عزةٍ وكرامةٍ وليعيش الناس في أمنٍ واطمئنانٍ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات