يا سامعين الصوت .. صلوا على النبي


لا أريد الخوض كما الخائضين فقد خضت كثيراً في السياسه وقد كتبت فيها سابقاً ونعتّها بالتياسه,,فلا اريد الحديث عن الحكومه ولا وزراء المحاصصه بضغوط كرماء مجلس النواب والاعيان, ولا عن ما اسموه بالشوط الثاني ولا عن حكومات المناطقيه ولا ولا ولكن أريد ان اكتب في همومنا نحن العامه... 
ففي الاسبوع الماضي كنت في ضيافة دبي, دبي المدنيه ودبي الحضارة ودبي الأمارة, دبي الكرم والاصالة, وكنت قد زرتها وكذلك ابو ظبي والشارقه في العام الماضي وكتبت عنها ما لا استطيع اجتراره اعجاباً بما وصلوا اليه ولكن وقبل ان ابدأ بالوصف اريد ان اقول ان موازنة دبي الحكوميه لا تتجاوز ان لم تقل عن موازنة الاردن او لربما قد تساوي عجز شركات توليد الكهرباء الاردنيه, لكن الاستثمار في خصخصة مرافق الدوله وفي السياحة والتجاره فهي لا تملك البترول جعل منها جميلة الجميلات.
كلنا شاهد دبي ان لم يزرها فعلى شاشات التلفاز او عبر الشبكة العنكبوتيه , وفي الوقت نفسه نذكر عمّان في نهاية القرن الماضي كيف كانت ويضرب بها المثل لجمال ابنيتها ولنظافة شوارعها, وها نحن نتحسر على ذلك الماضي الذي اصبح في خبر كان بعدما تعاقب على امانتها اللصوص وفاقدي الانتماء, فأضحت شوارعها باليه وارصفتها لا وجود لها وابنيتها غزتها الاتربه والسواد وحاويتها عرجاء والى جانبها قد تكدست النفايات, لم تعد خضرها حيث تفتقر شوارعها الى اشجار الزينة والورود والمساحات الخضراء, أضحت كتله اسمنتيه لا حياة فيها بعدما انتشرت الانقاض على جنبات شوارعها وفي المساحات الغير مستغلّه للبناء.. من المسؤول؟؟؟؟؟؟؟؟
لا اريد ايضاً ان اخرج خارج اسوار عاصمتنا فهناك البلاء وما لا يستطيع قلمي البوح به, فالمدارس ان لم تنهار فقد شارفت ويتكدس فيها الطلبة بالعشرات في غرف صفيه لربما اعدّت لعشرين او ثلاثين طالباً وخصوصاً محافظات الشمال, والمراكز الطبيه لربما ابنيتها افضل حالا من المدارس ولكن يغيب عنها الدواء ولا يزورها الاطباء بعدما هجروا الوطن بحثاً عن الرزق وما يسدون به رمق اطفالهم وغالبيتهم قد شارفوا على العقد السادس من العُمر وابناءهم في الجامعات والراتب قد لا يكفي احتياجاتهم اليوميه فكيف بهم يصرفون منه على الابناء في المدارس الخاصه لا بل هي ملاحم خاصه استثمر فيها الغرباء وامتصوا دماء لا اقول الفقراء بل اشباه الفقراء من الموظفين..
هنالك هموم كثيره وكثيره ولكن اود العودة الى دبي الخضراء دبي الشوارع الواسعه دبي المدارس حيث البيئه تعليميه, دبي الجامعات حيث المختبرات والبحث العلمي لا المشاجرات والاقتتال من اجل الاتحادات الطلابيه والتي المقصود منها بث الفتنه والابتعاد عن هموم السياسة او حتى التفكير فيها, دبي التي تمتلك اكبر حديقه للورود في العالم (ميركل جاردن) حيث تأسر اللبْ , ولا يقتصر تواجد الورود على تلك الحديقه بل على اطاريف الشوارع وأواسط المساحات الخضراء وحيثما وليت وجهك يقوم عليها عمال من الهند والفلبين اعدت لها بنيه تحتيه متكامله لريّها وكل ما يلزم ديمومتها..
ماذا ينقصنا في الاردن ولدينا الكفاءات ولدينا اليد العامله المدربه ولدينا المطر نعمة السماء وبركة الله ولدينا الانسان المنتمي, لماذا لا تكون شوارعنا نظيفه تصلح لسير مركباتنا دون حُفر او مطبات؟؟ لماذا الاكتظاظ في مدارسنا الحكوميه لقلتها والارتفاع في كُلف التعليم الخاص لعدم وجود رقابه؟؟ لماذا هجر الوطن الاطباء والوطن من صرف على تعليمهم واعدادهم؟؟ لماذا العنف يغزو جامعاتنا وتدني مخرجات التعليم العالي؟؟ لماذا كبيره اضعها بين يدي ولي امرنا؟؟؟ نريد عليها اجابه.
ينقصنا الضمير لا كشعب ولكن كدوله وقائمين على شؤوننا ,موظفين ممن هبطوا بالبرشوت ومدراء ووزراء ,, ينقصنا وجود نظام عام لا يتعدى عليه مسؤول,, ينقصنا الخطط القصيرة المدى والطويلة ايضاً لنبني ونعظم الانجاز لا ان نحفر على اساسات ما تم تشييده.. او ان نبيع تراب الوطن وهويته وارقامه الوطنيه لمن جاؤنا زائرين فأغثناهم ورعيناهم من شرقنا وغربنا وشمالنا فأضحوا يطالبون بالفرشة التي تحتنا..
الوطن على مقصلة التاريخ يا سامعين الصوت فإما نفتديه وإما تُجزّ رقابنا من بعده..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات