قمم بلا همم وزعماء بلا ذمم


قلا يُحسد الزعماء العرب الذين اجتمعوا في القمّة الرابعة والعشرين في الدوحة على ما هم فيه خاصّة بعد ما يُفترض ان حكم الشعوب بالحديد والنار والمخابرات وتلفيق التهم والمحاكمات الصوريّة قد انتهى واقول هنا ان هذا هو المفترض ولكن ما يحدث الان في بعض الساحات العربيّة مثل العراق هو غير ذلك .
اقول بانّ هؤلاء الزعماء لا يُحسدون لأن بعضهم لو خيّر بين الإستمرار او التقاعد لكان اختار البقاء بالبيت ليتمتّع بما وهبه الله ويداه من نعيم دنيا الاوطان وقد يكون لوعي الشعوب قليلا ولإتِّجاهها نحو محاسبة الحكام والحكومات عى ماض اضاعوا فيه هم او سابقوهم مقدّرات الاوطان فسادا او جهلا او سوء إدارة وتدبير وكذلك الدور الذي تلعبه الدول الكبرى والكارهة للعرب وحضارتهم والراغبة في موارد العرب وثرواتهم ومعظم الزعماء العرب بين مطرقة شعوبهم ومتطلّبات حياتهم وبين سندان الدول المانحة والجهات الماليّة الدوليّة وتعهدّات الدولة تجاههم وفي الغالب لا يستطيع الزعماء والحكومات تلبية الجهتين فهم لا ينالون رضى شعوبهم ولا يحوزون على قناعة الجهات المانحة بسلامة إجرائاتهم وسلميّة تطبيق قراراتهم وفي ظلْ الربيع العربي اصبح إدخال المسؤول الى السجن ومحاكمته ولو بصورة ظاهريّة اسهل من زجْ المواطن للسجن وتلفيق تهمة له .
واصبح حديث الشارع واهل الحراك عن صلاحيّات الحاكم واسماء الوزراء ومؤهلاتهم وطريقة إدء رئيس لحكومة ووزرائه لمهامّهم والتعيينات والسقوف الممنوحة للمسؤولين في وظائفهم اي ان القيود على الحكّام وموظّفيهم اصبحت تجرُّ مسائلة عن اي خطأ او إهمال او سوء تقدير من المسؤول وكأنّ المواطن هو المسؤول عن إداء المسؤول والغريب ان بعض المسؤولين ما زالوا يتلذّذون بتلك الوظائف العليا وقد يكون حبّا في المال او الجاه او بعدا عن المسائلة العائليّة او غير ذلك ولكن يجب الشعور مع المعاناة الداخايّة لبعض اؤلائك المسؤولين والحكام الذين يتحلّون بامانة العمل والمهارة في الأداء وهمّهم الوحيد هو خدمة الوطن واهله .
وأمّا من إجتمعوا في الدوحة بألامس اعانهم الله على بلاويهم فالشعب السوري بحاجة لقرار ومساعدة في غياب سلطته الحاكمة وحضور مطالب لاجئيه على طاولة الطلبات والفلسطينيّون بحاجة لمساعدات والعراق يغوص في حرب طائفيّة غير معلنة ولبنان ما عاد يصبر على النأي بالنفس وبدأت نيران طرابلس تشتعل كما ان ليبيا غير مستقرّة والتقسيم يتهدّدها وما زالت تونس تتململ واليمن تتخبّط فيه شخصيّات الحراك الجنوبي والحوتيّين والنظام السابق ومبادرة الخليج تغطّي كل ذلك التناقض وامّا أمْ الدنيا مصر فهي تحترق بين من يسعون لنار جهنّم ومن يسعون لنار الحكم وفي كلاهما نار موقدة للشعب الطيِّب .
وحتّى البلدان الهادئة نسبيّا فلها مصاعبها فالاردن يئنُّ بين حاجة المال وغلاء الاسعار وانقطاع الغاز وبين التخوّف من الوطن البديل والاجراءات الاسرائيليّة الظالمة في المنطقة إضافة للمصاعب من إيواء وإغاثة اللاجئين السوريّين وكذلك المصاعب في البحرين والمغرب والجزائر والسعوديّة والكويت وجزر القمر وغيرها فما قدرة هؤلاء الزعماء لتحمّل كل تلك الاعباء وما قدرتهم على إيجاد حلول لتلك الازمات وهم في الغالب ملتزمين مع دول اجنبيّة بمواثيق ومعاهدات ووعود لا قدرة لهم على إنكارها او تجاهلها وقد تكون لها الاولويّة في أجنداتهم .
فهي قمّة كانت همّتها غير مشدودة بهمم المُجتمعين وبعض الزعماء ذممهم مرهونة فما هو المُعوّل على هذه القمّم !!!!!
وكانت قرارات القمّة في تلك السياق لا موقف موحّد حاسم لوقف المجازر في سوريا او موقف حاسم لصالح الفلسطينيّين غير التلويح بحل الدولتين والمبادرة العربيّة واللتين ماتتا منذ مدّة .
لو كان لي صوت يصل لتلك القمّة لكنت نصحتهم بان يتّخذوا قرارا واحدا هو إجراء انتخابات رئاسيّة في كل الدول العربيّة بيوم واحد وإشراف شعبي عربي لينتخب كل شعب الاصلح لحكمه حسب النظام الدستوري فيه ليتخلّص الزعماء من الإحراج والمسؤوليّة اولا وثانيا ليُثبتوا للعالم بان الديموقراطيّة الحقيقيّة قد بدأت فعلا ولا تراجع عنها..........
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وظلّله بالديموقراطيّة .
احمد محمود سعيد
27 / 3 / 2013



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات