فاتــورة الدمــاء العربــــية والسياسة الأمريكية المتحولة


أعتقد بأن عملية الإصلاح الجارية على قدم وساق لم تأتي بعد ثمارها،وقد تأخرت كثيراً وبدأ أحرار الأمة بتململ كون هذه العملية الإصلاحية غير جادة في نهجها الصحيح وقد خرجت عن مسارها الطبيعي وذلك من خلال مسلسل غلاء الأسعار الجنوني والجباية وفرض الضرائب التي أثقلت كاهل المواطن البسيط الذي أشهر إفلاسه واضطر للجوء إلى البنوك التي استنزفت مرتبه الشهري الماضي والقادم.
ربما أن هذه ملامح بداية أزمة حقيقة بدت تلوح بالأفق بالإضافة إلى تداعيات الملف السوري الذي لا أعتقد بأنه من أحد الأسباب المساعدة التي وصلنا إليها من تدني الدخول الشهرية فهنالك من دفع فاتورة اللاجئين مقدماً والتي يعتقد المحللين بأنها ستصل إلى أكثر من مليون لاجئ في نهاية العام إذا لم تحل القضية السورية، التي يصب استمرارها في حقيقة الأمر لمصلحة الصهيونية العالمية التي تحكم قوى التوازن العالمي والقوى السياسية المؤثرة في المنطقة .
وربما الدليل الشاهد على ذلك وصول القوات الغربية دون إبطاء لتحرير الكويت لإيجاد منفذ إلى الجمهورية العراقية بذريعة وجود أسلحة نووية قد برهنت النتائج بعدم وجودها ، بل كانت في حقيقة الآمر للدفاع عن مصالحها الإستراتيجية ولتخفيف قوة الترسانة العسكرية العراقية التي باتت تشكل مصدر خطر على الكيان الإسرائيلي والمصالح الغربية في المنطقة.
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى دائماً لمصالحها الإستراتيجية فعلى سبيل المثال،تجربة طالبان، التي جرى تسليحها من قبل الولايات المتحدة لتحارب المحتل السوفييتي، لكنها تحوّلت بعد ذلك عدواً للولايات المتحدة الأمريكية بعدما أنهت دورها وقس على ذلك أمثلة كثيرة من المعادلات في الحرب العراقية الإيرانية وغيرها من الشؤون الدولية والإقليمية .
أعتقد بأن النفط هو المصدر الرئيسي لانجذاب الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط وتدخلها في شؤونه اعتباراً من أربعينات القرن العشرين، ويضيف المحللون تفسيراً لأخذ واشنطن الشرق الأوسط بالاعتبار مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبدء الحرب الباردة، ألا وهو رغبة الولايات المتحدة في مواجهة أي طموح استراتيجي روسي، ومع ذلك فمن المفيد والضروري التعرف على المنطلقات الأساسية في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، وموقع الشرق الأوسط فيها، لإيجاد الطرق والأدوات السليمة للتعامل مع هذه السياسة.

الولايات المتحدة الأمريكية كانت صاحبة النفوذ منذ اعتلاء حزب البعث في سوريا ولا تريد أي تغير وصرحت عن ذلك بوضوح ومنذ بداية الأزمة بعدم التدخل العسكري وبأن المجتمع الدولي لن يتعامل مع القضية السورية كما تعامل مع الملف الليبي ؟
اقتصرت على التلويح بالعقوبات الاقتصادية التي تعتبر إشارة لطمأنة النظام السوري حتى يخمد الثورة بتوغله الأمني دون أن يتوجس خيفة من التدخل الغربي، كما تدل الإشارات بأن أمريكا وعملائها ما زالوا مصرين على إصلاح النظام دون إسقاطه.
لا أعتقد بأن الحرب السورية لمصلحة أي دولة غربية أو عربية كون فاتورة الدماء سوف تزيد وترتفع، ولن تستطيع الأنظمة العربية ولا الغربية دفع هذه الفواتير باهظة الثمن، كون عقيدتنا ما زالت سليمة ولم تصدأ بعد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات