أيها النشامى أنتم العز والكرامة !!!


أيها النشامى تحياتي لكم من هذا المنبر الحبيب أنتم يااهل العزه والفخر والكرامة ، في كل عام نحتفل مع القائد ويحتفل كل أخوة السلاح والآباء والأحفاد وكل الأردنيين بالمجد والعلياء والشمم , بالتضحية والعزة والبطولة , ونحن نحتفل نستذكر أيام العرب والمسلمين الخالدة والشهداء الأبرار الذين ارتوى بدمائهم الطاهرة الزكية ثرى مؤتة واليرموك وبلاط الشهداء وحطين وعين جالوت وكل بقعة وطأتها حوافر المعقود في نواصيها الخير . نستذكر شهداء الثورة العربية الكبرى الذين سقطوا على طول المسافة الممتدة من بطحاء مكة إلى ميسلون وباب الواد واللطرون وجبل المكبر وفي ساحات الشرف في الأغوار خلال حرب الاستنزاف حتى الكرامة , فكلهم استشهدوا في سبيل الله دفاعا عن الحق العربي والإسلامي , جزاهم الله خيرا و أسكنهم فسيح جناته و أعقبهم مجدا لا يزول وأحفادا برره ... يحتفل الشعب وقواته المسلحة في كل عام على مرأى وسمع العالم تكريما للجندي العربي الأردني الذي سطر أروع الصفحات المضيئة في الجهاد والتضحيــــــــة .



......لقد كانت معركة الكرامة منعطفا هاما في حياة الأردن و الأمة العربية أعاد فيها الجيش العربي الأردني بقيادته الشجاعة الحكيمة كرامة الأمة التي سفحت هدرا في حزيران النكسة لانعدام التخطيط والتنسيق العربي آنذاك والذي حذر الحسين رحمه الله منه مرارا ومن قبله شهيد الأقصى المغفور له الملك المؤسس ... وحتى في الساعات الأولى العصيبة من يوم الكرامة لم ينسى الحسين أمته وخاطب قادتها قائلا (( إننا لا نعرف حتى هذه اللحظة إلى أين ستنتهي معارك اليوم الدامية وان كنا نخوضها بكل العزم والتصميم دفاعا عن قدسية وطننا وشرف عروبتنا ولئن أخذتم تسمعون عنا وليس منا بعد هذا اليوم فلأننا والله قد طالت نداءاتنا وتوالت ولم يبق لدينا من مزيد إلا أن نهيب بكم للمرة الأخيرة أن التقوا في الحال )).



........لم يتهاوى الحسين أمام الاعتداء الغاشم ووقف شامخا كالطود واثقا بالله وبشعبه وجنده وأقسم أنهم لن يمروا بعون الله . وردد الجند نداء الله اكبر .... النصر أو الشهادة .... المنية ولا الدنية ......... إنها لحظات الشرف والرجولة ..... فيها يدرك الإنسان معنى حياة العزة والكرامة وكان شأن كل الأردنيين شأن من قال : ( لا تسقني كأس الحياة بذلة ..... بل فاسقني بالعز كأس ا لحنظـــــــــــــــــــل ) .



....... لقد عبرت جحافل العدو.... جحافل الصلف والغدر والعدوان ... فجر ذلك الخميس في هجوم شامل من أربعة مواقع على نهر الأردن تؤدي جميعها إلى المقتربات الأخطر والأقرب من غيرها على طول الجبهة الأردنية إلى عمان العاصمة , عمان الصمود .....عبرت بأعداد بشرية كبيرة مجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات مدعومة بالغطاء الجوي ( الذراع القوي والغادر لدولة إسرائيل آنذاك ) وبعد قتال عنيف استبسل فيه النشامى تمكنت قوات العدو من اجتياز الحجابات الأمامية شرقا في طريقها إلى غور الصافي والشونة الجنوبية والكرامة .... ومثلـــــــــث المـــــــــوت لهـــــــــــــــــــــــــم ....( المثلث المصري ) ... واصطدمت بجدار من اللهب الحارق من الذين باعوا أنفسهم لله والوطن ........ من الذين باعوا أنفســـــا تموت غدا بأنفس لا تموت ابد ...... من الذين اقسموا الإيمان وعاهدوا الحسين بعد حزيران النكسة .... لان جمعهم الله بعدوهم في معركة أخرى لينتقمن منه شر انتقام .... وشاءت قدرة الله ذلك قبل أن تجف الدماء الزكية في فلسطين ... وقعدوا لهم كل مرصد .... وجثوا على ركبة ونصف وألسنتهم تدع بالنصر والشهادة مرددين (( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )) ....... وكان طيـــــــف الحسين لا يفارقهم يشحذ هممهم ولم يحقق العدو أي مكسب واشتبك الطرفان في قتال قريب ..... من منزل إلى منزل ... ومن شجرة لأخــــرى انتهى بالسلاح الأبيض ...... وحـــوم طيف خالد وجعفر الطيار فوق أرض المعركة فازداد جند الحسين ضراوة وبأسا وشراسة وجيش العدو خيفة ورهبة وولى مدبرا متقهقرا فزعا إلى غرب النهر تاركا أشلاء جنوده وهياكل أسلحته في ساحة القتال .



لقد ادعى العدو يومها أن العملية كانت محدودة الأهداف في منطقة الأغوار ..... ومن يصدق أن إسرائيل تغامر وتخسر ثلاثة أضعــــــاف الآليات التي خسرتها في حرب حزيران وتصاب بأكثر من سبعمائة قتيل وجريح من أجل عملية محدودة !!!!!!!!!.




..... لقد كان الهدف احتلال مرتفعات الكرك والبلقاء وتهديد العاصمة عمان وفرض الحلول الاستسلامية وسياسة الأمر الواقع , ولكن وبحمد الله ..... تبت للعدو يداه... وخاب رجاءه ومسعاه ... وأدرك أن لحم الأردنيين أقسى وأصلب من ترسانة أسلحته ... وإيمانهم وإخلاصهم أعمق وأكبر من الطموحات التوسعية الشريرة لدجالهم الأعور ( دايان ) ومخططاته الكبرى القبيحة التي دعته للاستعداد قبل المعركة للوقوف في مؤتمر صحفي على مرتفعات البلقاء ليعلن فرحته بالنصر وشروط الاستسلام على الأردن ومن خلفه الأمة جمعاء (كما تصور بأحلامه وأوهامه ) وعاد الجيش المنكسر يجر أذيال الخيبة والندم ..... وبكى دايان بحسرة وندم .. واهتز موقف العدو السياسي أمام العالم .... وتزعزع موقفه الداخلي بعــــد أن تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر . كما أعادت الكرامـــــــــــة للرازحين تحت الاحتلال الثقة والإيمان بأمتهم وعروبتهم وأذكت الحمية في نفوسهم بعد أن كادت تندثر أمام الظلم والقهر والتهجير والترويع .



....... في ذكرى يوم الكرامة.... نستذكر شموخ هامة الحسين رحمه الله وصوته الهادر المجلجل المدوي بين الأودية والجبال ... وأرض نقع الدم وحياض الردى ... يحث حماة الحمى أصحاب الجباه السمر على الثبات والشعب على الصمود والثقة بالله ... فيرتد الصدى إلى كل بيت أردني لتكبر العزة والنصر في عيونهم وتهون المنايا أمامهم في سبيل الله والوطن . واليوم نرجو الله أن يرحم الشهداء ويجزي الذين قاتلوا وشهدوا النصر خير الجزاء , ونحمده على نعمته علينا بالقيادة الحكيمة والجيش المصطفوي يرفده شعب مخلص وأمين.



....... في ذكرى الكرامة ويوم النصر المؤزر .... وكما في كل عام وكل يوم وكل ذكرى مجيدة ... نؤكد وقوف كل الشعب الأردني خلف ومع القائد المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم ونعاهده أن نبقى الأوفياء لدماء الشهداء وان نكون سدا منيعا أمام كل من يحاول المساس بوحدتنا وصلابة جيشينا العربي الأردني المظفر وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها الأمة .... من وضع متردي تكاد فيه أن تفقد بوصلتها نحو العزة والعلياء ...والوحدة الكبرى ... وسنثبت للعالم أن في هذه الأرض ارض الرباط والمجاهدين ... شعب متلاحم موحد مؤمن بعدالة قضية أمتـــــه ... وصلابة وإخلاص ووعي قيادتـــــه التي ما توانت ولا ترددت يومــــا ..... عن السعي بكل طاقاتها لجذب التأييد والعدالة للقضية المركزية الأولى ولم تدخر جهدا ولا بخلت في تقديم كل إمكانات الأردن المادية والبشرية في سبيل دعم الأشقاء في فلسطين الحبيبة وكل الأرض عربية .... وسخرت كل علاقات الأردن الطيبة مع دول العالم لخدمة هذه القضيــــة وكل قضايا الأمــة . حفظ الله قيادتنا الشريفة وقواتنا المسلحة الباسلة والشعب الأردني المرابط المعتصم بالله والمتوكل عليه انه نعم المولـــــــــــى ونعم النصيــــــــــــر . د / الشيخ جهاد الزغول



تعليقات القراء

محمد زغول
احسنت شيخ جهاد انتم اهل الحب والتقدير في هذا اليو المبارك
25-03-2013 03:50 PM
التاريخ
عندما أقرأ كيف يكتب التاريخ هذه الأيام
أشك بأن كافة الإنتصارات والأمجاد التي جاء ذكرها عن أمتنا بكتب التاريخ ماضي مزيف.
25-03-2013 08:40 PM
علي النوافله
لقد ابدعت يا شيخنا جزاك الله عن الاردن وعنا كل خير
25-03-2013 10:48 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات