"المواقع السوداء" وتصريح ليون بانيتا !


*... تناقلت مؤخراً الميديا العالمية تصريحاً واضحاً لمدير وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية يفيد التالي : C.I.A لم تعد تستخدم سجوناً سريّة لأحتجاز مشتبه في تورطهم بالأرهاب وذلك انفاذاً للمرسوم الذي أصدره الرئيس باراك أوباما وحظر فيه الممارسات المثيرة للجدل التي دأبت عليها الوكالة ....وأوضح ليون بانيتا في رسالة موجهة الى موظفي الوكالة : انّ وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية لم تعد تستخدم مراكز احتجاز أو مواقع سريّة, وقد عرضت خطة بهدف اقفال المواقع المتبقية ... وآضاف : لقد أمرت بانهاء العقود من الباطن لتوفير أمن المواقع سريعاً , معتبراً ان تولي وكالة الأستخبارات المركزية هذه المهمة سيؤدي الى توفير حتّى أربعة ملايين $ على الأدارة في واشنطون .

*...تأسيساً على الآنف ذكره نجد أنّ تصريح ليون بانيتا , يؤكد على وجود السجون السريّة لوكالة استخباراته منذ أحداث أيلول 2001 م وحتّى هذه اللحظة , وقد اعترفت ادارتي الرئيس السابق بوش الأبن بوجودها , بعد أن تم فضحها عبر وسائل الأعلام العالمية ( الميديا العالمية ) بمساعدة حثيثة من جناح محدد من داخل C.I.A  سائه السلوك السيء المتبع في ادارته , الغير قانوني والغير الأنساني والغير الأخلاقي والغير الحضاري .

*... لقد بدأت تفاعلات قضية توقف طائرات استخدمتها C.I.A  التي نقلت سجناء الى سجون سريّة في عدّة بلدان متفرقة من العالم واعتقال من تشتبه في تورطه في ما تطلق عليه واشنطون ( الحرب على الأرهاب ) بصورة غير شرعية واخضاعهم لعمليات تعذيب والتي لا يعلم بوجودها الاّ القلّة من المسؤولين الأمريكيين الى جانب الرئيس السابق بوش الأبن , وبضع من كبار مسؤولي الأستخبارات في الدول المضيفة التي أطلق عليها البيت الأبيض و C.I.A و وزارة العدل الأمريكية , فضلاً عن الكونغرس الأمريكي مسمى ( المواقع السوداء ) .

* ... وفي وقت سابق ذكرت تقارير بريطانية أنّ اكثر من 300 طائرة استخدمتها C.I.A لنقل سجناء قد توقفت في أوروبا , حيث ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية , أنّ 96 طائرة استخدمت لنقل السجناء في ألمانيا و80 في بريطانيا و15 في تشيكيا وأكثر من رحلة واحدة في كل من فرنسا والنمسا وبولندا , وهناك بلدان اخرى طاولتها الأتهامات هي النرويج والسويد واسبانيا والمجر وايطاليا ورومانيا وتايلند الى جانب أفغانستان ومركز صغير في قاعدة غوانتانامو بكوبا .

*... وتضم هذه السجون وما زالت العديد من السجناء وخاصةً من كبار قادة القاعدة وغيرها , حيث يضم التحقيق مع السجناء عدّدة تكتيكات وتطبق على مراحل تبدأ بتكتيكات بسيطة وتصل الى اغراق السجين تحت الماء , ومن جذب المعتقل من ملابسه بقوّة للفت انتباهه , والضرب على البطن والكلى والوقوف لساعات , والوقوف في زنزانة باردة مع اغراقه بالماء البارد , وانتهاك عرضه واغتصابه جنسيّاً لتدمير نفسيته ... ونقرأ بين الفينة والأخرى في صحف عالمية مشهورة سواءً في أمريكا او بريطانيا أو فرنسا عن كشف لفضائح جديدة ارتكبتها وترتكبها C.I.A  , وقد تولت كل من الجارديان والأندبندنت البريطانيتان ومعهما الواشنطون بوست , نشر غسيل C.I.A  الأسود والوسخ على حبال الميديا العالمية .

*...انّ تصريح مدير C.I.A هو اعتراف صريح لا لبس ولا غموض فيه , بوجود المواقع السوداء السجون السريّة وهذا سيفرض على الحكومة الأمريكية تحديات قانونية خاصةً في المحاكم الأجنبية مما سيعرضها الى مخاطر المزيد من الأدانات السياسية على المستوى الداخلي والخارجي .

*... هذا وقد تسربت معلومات من داخل أروقة C.I.A  ونشرتها الواشنطون بوست وغيرها  , أنّه تم تطبيق برنامج فونيكس PHONIX مع سجناء ومعتقلي السجون السريّة خارج وداخل الولايات المتحدة الأمريكية , وهو برنامج للتعذيب والقتل بموافقة الدولة من حقبة حرب فيتنام , وقد طبق على أعضاء الفيتكونج VIETCONG ( أعضاء جبهة تحرير فيتنام ) ... كما قامت الوكالة بتعيين مجموعة من المقاولين من خارج الوكالة , والذين قاموا بتطبيق نظام من التقنيات وصفها مستشار خاص لمجتمع الأستخبارات العالمية , بأنها أشبه ما يكون بطريقة " البرتقالة الآلية " , وقد كان هؤلاء خبراء نفسانيين عسكريين , حيث خلفيتهم تتركز في تدريب جنود القوّات الخاصة على مقاومة التعذيب , اذا ما وقعوا في قبضة الدول المعادية , وقد عرف البرنامج باسم SERE وهو اختصار لعبارة البقاء , المراوغة , والمقاومة , والهروب ESCAPE SURVIVAL EVASION RESISTANCE  وقد أنشىء هذا البرنامج في نهاية الحرب الكورية , ويخضع المتدربين الى محاكاة التعذيب , بما في ذلك تقليد التخويف بالأغراق في الماء , والحرمان من النوم والعزلة , وتعريضهم لدرجات حرارة عالية جداً ومنخفضة جداً , والأحتجاز في الآماكن الضيقة , والأزعاج الشديد باستخدام الأصوات العالية , وكذلك الأذلآل الديني والجنسي , هذا وقد تم تصميم برنامج SERE خصيصاً لمقاومة أنظمة التعذيب , ولكن أفراد وكوادر C.I.A  استخدموا خبراتهم في مساعدة المستجوبين على اساءة معاملة المعتقلين في السجون السرية في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وباقي دول العالم .... وقال مسؤول أوروبي مطلع على هذا البرنامج " لقد كانوا متغطرسين للغاية , ومؤيدين للتعذيب , لقد آرادوا اضعاف المعتقلين , ويحتاج الأمر الى عالم نفساني لفهم هذه التجربة الخطيرة " .

*... كذلك يتم ايقاف المعتقل بهذه السجون داخل قفص يسمى " صندوق الكلب " وهو صغير جداً ... بعد ذلك يتم استخدام التعرية لأظهار قوّة الآسر , آو لآضعاف المعتقل ... وتمزيق ثياب المعتقل بجر الثياب على أن يكون تمزيق الملابس من أعلى الى أسفل حتّى لا يفقد المعتقل التوازن , كذلك الضرب على الكتف والمعدة وتغطية الرأس وجر الجسد بشدة والتعليق على الجدار وسلسلة من الأوضاع المتعبة منها وضعية تسمى " اعبد الآلهة " GODS WORSHIP " .

*... وبالرغم من وعود باراك أوباما ابان حملته الأنتخابية وبعد توليه الرئاسة , فان حالة ومشكلة سجن غوانتانامو لاتزال تدور في حلقة مفرغة ومفزعة ولا يوجد تحسن ولا تغيرات ملموسة في حياة السجناء نحو الأحسن والأفضل , كذلك حالة ومشكلة سجن باغرام في أفغانستان وقد وصف بسجن غوانتانامو الثاني من قبل الكثير من منظمات حقوق الأنسان حيث يتشابه مع سجن غوانتانامو في ظروف الأعتقال العشوائية .
*... لقد أصدرت اللجنة التي شكلها أوباما لمراجعة ظروف الأحتجاز للمعتقلين برئاسة روبرت جيتس تقريراً يفيد بما معناه " انّ معاملة السجناء تراعي الحقوق الأساسية التي أقرتها اتفاقية جنيف التي تنظم معاملة السجناء " ..... حيث انتقدت منظمات حقوق الأنسان الأمريكية النتيجة التي أعلنها روبرت جيتس و وصفتها بأنّها غير حقيقية ومزورة , حيث آدان اتحاد الحريات المدنية الأمريكية AMERICAN CIVIL LIEBERTIES UNION التقرير السابق ونتيجته و وصفه بالمهزلة وأكد الأتحاد بأنّه من غير المعقول تصديق مثل هذه الأقوال الخرقاء , فكيف استطاعت اللجنة تقييم زهاء سبع سنوات كاملة من ظروف الأعتقال في غوانتانامو في خلال 17 يوماً فقط !

وتحت هذا السياق يعتبر روبرت جيتس بمثابة الصندوق الأسود للسياسة الأمريكية , في الأدارة الحالية ذات الأجندات الجمهورية .

*... كما تم انتقاد تصرفات الجيش الأمريكي في سجن باغرام في أفغانستان , حيث لا يزال يقبع فيه سجناء دون محاكمة أو توجيه تهم لهم ولم يقابلوا أي محام منذ فتح السجن , وعدد السجناء فيه يتجاوز 900 سجين بعد أن تم نقل بعض السجناء من سجون سرية تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية , وغالبية سجنائه من حركة طالبان الأفغانية وفيه سجناء أطفال وقصّرمن كلا الجنسين ونساء , وظروف سجن باغرام في غاية السوء حيث الرطوبة العالية , ولا توجد آماكن للنوم ولا طعام صحي , وهناك فكرة أمريكية في غاية الخطورة تتمثل في اغلاق غوانتانامو ونقل كافة السجناء والمعتقلين الى سجن باغرام الحصين والذي يقع في قلب أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان , بالأضافة الى نقل سجناء آخرين من سجون سرية أخرى اليه , عندّها سوف يزداد الأمر سوءً على سوء , مع عدم وجود أي فرصة لأي سجين من الحصول على خدمات قانونية من منظمات حقوق الأنسان والمدافعين عن حقوق الأنسان من المحاميين  , كما أنّ ادارة أوباما الحالية كسابقتها لا تزال تتجاهل طلبات اغلاق هذا المعسكر سجن باغرام أو تغير ظروف الأعتقال العشوائية بحجة أنّ الحرب على الأرهاب الأممي لا تزال دائرة !.

*... هذا وقد طالبت السيدة نانسي بيليه المفوض السامي للجنة حقوق الأنسان التابعة للأمم المتحدة طالبت باجراء تحقيقات أممية خاصة حول السجون السريّة الأمريكية التابعة لوكالة الأستخبارات الأمريكية في أفغانستان وغيرها من الدول .... ومن أجل ذلك تم انشاء موقع الكتروني خاص على الشبكة العنكبوتية لجمع المعلومات المختلفة من آهالي المعتقلين و أو المفقودين http://esurvey.ohchr.orgsurvey.aspx , بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الأمريكية ومنها الأتحاد الأمريكي للحريات المدنية وعبر موقعه التالي :
WWW.ACLU.ORG .


mohd_ahamd2003@yahoo.com

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات