( رساله إلى أمي .. مستعجل )


والدتي .. 
اسعدت مساءا ..
الربيع العربي أتى .. أبشرك .. واخيرا أتى ... أزهر وردا أحمر .. نما بكثره على الطريق المؤدي الى المقبره ... لم نتحرر يا والدتي .. بالعكس زدنا انقساما وفرقه... والتهب الشارع .. ارواحا تصعد الى السماء .. وقنابل عنقوديه تهبط على الارض .
والدتي ..
اعتلى اليهود علوا كبيرا ... لا تسأليني عن مدننا وقرانا وبوادينا بفلسطين .. فقد اصبحت ملاهي لأطفال الحاخامات ... والطريق الى مقدساتنا اصبح شارعا واتوستراد تسير عليه مواكب الامريكان والاستعمار .. فلسطين لا زالت ملف ورقي يتجول به سائح أجنبي بحقيبه دبلوماسيه.
أمي ..
حال العرب ...صراع على السلطه .. وموت مجاني .. وتخلف بالطرقات .. لا اتزان للفكر .. ولا مكان لقول الحق .. انا معك اذا كنت معي .. وانا ضدك اذا كنت ضدي .. الحق اصبح باطلا .. والباطل اصبح حقا .. المصلحه فاقت على التضحيه .. والدنيا فاقت على الاخره .. وسيارات ( البويك والجاكوار وال BMW ) تتخذ من اجسادنا ( أسفلت ).
سيدتي .. يا أمي الحنونه (هذا اذا لم يقسو قلبك بعد ).
حالنا .. من هجره الى هجره .. ومن اغتراب الى اغتراب .. والكل يفقد وطنه بالتدريج .. تعددت الرايات والاناشيد الوطنيه ... والنبرات .. اصبح الوطن العربي طواحين قمح ( يدرس ) ابناءه ... وفي كل مره ينضم ملف اخر الى الحقيبه الدبلوماسيه .
هل اخبرك بالمزيد ؟...
لقد تزوجت وانجبت .. يعلمونني اولادي الحياه الجديده .. كيف اقبل الهزيمه .. كيف اكون خانع تابع استسلامي .. علموني ان ثوراتنا لا تتم الا عن طريق الفيسبوك والتويتر .. يعلمونني القتال عن طريق ( Game ) ... انا أب نجيب . مطيع .. مرضي .
أمي ..
الأجنبي كرمه اغرقني ... يقتطع من رغيفي .. ويعيده ألي ( هامبرغر ) .. فادفع فرق النكهه فقط .. لقد فاتك الشيء الكثير من صناعة الخبز .. ومن صناعة الرجال .. لقد كنت ساذجه عندما اهدرت وقت طويل بصناعة ( المعجنات ) .
أمي ...
انا لست انا كما تعرفيني .. انا من رجال ال ( Red Bull ) الان .. اتقن رقص ( البوب ) .. وتسريحة ( الاواكس ) غيرت من ملامحي كثيرا .. اصبحت اكثر وسامه .. لا وسام بطوله على صدري .. أعذريني.
أمي ...
بعيد الأم هذا .. أزف لك بشرى .. لقد جائتني الموافقه الان على ضمك الى ( دار المسنين ) .. فقد وجدوا لك مقعد شاغر .. لقد توفي بالأمس احد النزلاء .. سأزورك يا أمي وعد .. ارضي عني.
ملاحظه : والدتي متوفيه منذ عام 1980 وكنت طفلا .. اي قبل 33 عاما .. رحمها الله واسكنها فسيح جناته .. ورحم الله اموات المسلمون جميعا .
والسلام عليكم



تعليقات القراء

حامد الكركي وبحب جراسا
والدتك الله يرحمها ويرحم والدتي واموات المسلمين الاخ الكريم مافي داعي الى التشائم الله سبحانه موجود وكل شيئ بيده خلينا نقول الحمد والشكر لله نحن بخير انظر الى الجوار ?
22-03-2013 06:50 PM
واحنا مالنا
قال مستعجل ؟؟؟ الله لا يوطرزلك .

قول شغلة تفيد الناس .
22-03-2013 10:45 PM
سمرمرررررر
الاخ الكاتب لقد ابدعت بكتابتك فكلامك واقعنا المؤلم للأسف !!!!! رحم الله والدتك وجميع موتى المسلمين ..
26-03-2013 10:12 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات