وأنا على اعتاب الآخرة حيث ترقدين أقف مشدوهاً وكأن السنين التي مرت ايام فبالأمس كنت بيننا واليوم لم يبقى منك الا الذكرى وصورتك البهيّه, , أحلم انني لا زلت طفلاً اتوسد احدى ركبتيك لأخبرك بما لا استطيع الافصاح به لأيٍ كان وتداعب اصابعك الملأ بالحنان شعري حيث كان ما زال هناك بقيه,, تضحكين وتارة تتوجمين خوفاً من المستقبل والمرض الذي داهمك على حين غرّه,,كنت طفلاً مشاغباً اناديك بإسمك فتضحكين, وها قد اصبحت كهلا وفي القريب جداً لربما ولكن لم تغفو عيناي يوماً مرتاح البال كما كنت اغفو الى جوار سريرك تحديثني قصص الماضي ..
لقد كبُر الابناء يا أمي وأضحينا أسيري قراراتهم, داهمنا المرض جميعاً فأضحى لنا كيساً لكل الأدوية كما كان لكِ,فلكل عارضٍ دواء,نزور الاطباء لربما اكثر من زياراتنا لدور العبادة, واذا ما استلقينا نحتاج الى الايادي لرفعنا , واذا ما ادينا الصلاة نؤديها اما جالسين وإما جالسين..هرمنا
لله درك لقد كان للفقراء من لقمتك نصيب, وللأيتام كذلك مع فرح العيد وها نحن نسلك طريقك في الاحسان لكن لن نبلغ عطاءك الموصول فهو صدقه جاريه بإذن الله الى قيام الساعة ..نامي في رياض الجنة قريرة العين يا غاليه فأنت في ضيافة الرب العدل الرحمن الرحيم..ادعو الله لك الجنة بصحبة الشهداء والنبيين والصالحين فقد كنت منهم.
أغتنم هذا اليوم يا غاليه لأقول عليك رحمة الله وأطلب ان تُقرأ الفاتحه من كل من قرأ مقالي على روحك الطاهره وأرواح كل الأمهات حيثُ الجنة تحت أقدامكن,,وسلام من كل الصغيرات من حفيداتك ومن غاليتُك الف سلام..