اللجوء السوري وتناحة الحكومة


اكتب اليوم مضظرا بعد ان تمكن اليأس من مشاعر الاردنيين وغادر الامل والتفاؤل شعبنا الطيب بلا رجعة ، والوقت لا يمضي لصالحنا ولم يبق متسع لدى المواطن للمناورة والمماطلة لكسب الوقت الذي يمضي ليس لصالح الوطن ولا لصالح النظام ، اكتب بعد انتخابات صورية افرزت كتل هلامية لا حيلة بيدها ولا قوة ، واكتب وارجو ان يسمح لي ولي الامر بان اخون النفاق ولو مرة واكتب بعد ان تيقن الكثير من المؤيدين للنظام وانا منهم عدم اخلاص النوايا في الاصلاح وبعد ان استقرت النفوس والقناعات بان الحكومة تسعى فقط الى اعادة الامور الى الصمت قبل الربيع الاردني وانها غير مخلصة في تحقيق الاصلاح السياسي الحقيقي فتحولوا الى معارضين بعدما رأوا انتخابات صورية خالية من الجوهر ، افرزت نواب عصائر وقوارير وشجار والفاظ لم يتعود الاردنيون سماعها من سياسيين .وقبل ان يخرج الاردنيون من هذه الصدمة بنوابهم تفأجأنا وفي الشهر الاخير فقط بمئات الالاف من اللاجئين السوريين يعبرون حدودنا بتسهيلات رسمية يضافوا الى مئات الالاف ممن سبقوهم في المخيمات والمدن والارياف الاردنية في ظاهرة اصبحت تشكل قنبلة موقوتة في حضن الاردنيين تعمل على تفجير ازمة اقتصادية وسياسية وامنية خاصة ونحن نشكو قلة الموارد ومحدودية الدعم الدولي والعربي . والغريب العجيب ان هذا يتم على مرأى ومسمع ومباركة حكومتنا الرشيدة والتي تبرر على لسان رئيسها بان القانون الدولي لا يسمح لنا باغلاق حدودنا امام هذه الهجرة وكانما القانون يسري علينا لوحدنا ولا ينطبق على باقي دول الحوار القومي العربي وتركيا التي اوقفت وتوقفت عند حد واضح من اعداد اللاجئين؟.
لا زالت الهجرة والتي اخذت في الايام الاخيرة طابعا ممنهجا ومنظما مدعوم بتصريحات اممية تطلب من الاردن فتح حدوده امام الفلسطينيين في سوريا لاستيعاب ما مجموعة 3ملايين لاجىء؟؟؟؟؟ تسير وفق سيناريو حكومي واضح وتحظى بمواظبة هذه الحكومة على اطلاق الاكاذيب وترويج الباطل وتزييف الحق والمضي قدما بالبلاد والعباد نحو التهلكة وزعزعة الامن والاستقرار .اكتب واناشد جلالة الملك واقول بانه ليس بين الاردنيين من هو ضد القومية العربية حتى الزائف منها والمضلل في وقت عزت فيه الطهارة والمصداقية في التعاون القومي العربي ، ولا ضد المشاعر الانسانية ونعلم بان هناك شعبا يقتل ويتعذب من قبل نظام اصبح اليوم يواجه اعتى مؤامرة علية تهدد وجوده واستقراره ، اذ لا يمكن ولا يجوز ان ننكر ان هناك عصابات متطرفة ومسلحة تساهم بالقتل والتشريد لغايات تهجير الفلسطينيين اولا من سوريا والدفع بهم نحو الاردن تمهيدا لتنفيذ مخطط ومشروع قديم يعود الى نهايات القرن التاسع عشر باقامة الدولة العبرية في فلسطين وتجميع الشعب الفلسطيني شرقي النهر وهو ما بات يعرف بالوطن البديل سواء عن طريق الفيدرالية او الكونفدرالية ولملمة الفلسطينيين على هذه البقعة من الوطن العربي وهو ما يعد تهديدا صريحا للهوية الاردنية ، ويبقى السؤال هل تدرك هذه الحكومة العتيدة هذا الخطر الداهم ؟ وان كانت تدرك لماذا تساهم في تنفيذه ؟ هل لدى هذه الحكومة رؤيا تختلف عن رؤية جلالة الملك وخارج نص كتب التكليف جميعها التي اكدت وتؤكد على سيادة الاردن وكرامة المواطن؟ وارجو ان اخاطب الملك واقول : شعبك يا مولاي يتذمر من هذا الواقع ويناشدك بقيادة المرحلة التي اعلنتها ثورة بيضاء والتي تتطلب الاطاحة بالعديد من تلك الكراسي من حولك ممن يصورون لك الواقع قمرا وربيع ولتمضي يا سيدي بشعبك الابي في مسيرة الاصلاح التي لا بد وتتطلب ضحايا ولعل الفاسدين اولهم للخروج من هذه الفوضى الخلاقة التي صنعتها سياسة حكومات واشخاص همهم مصالحهم والتقرب زلفى من جلالتكم ، وارجو ان تأذن لي يا مولاي لاقول بان زيتون برما ليس سائبا للحرامية كما ان الاردن ليس مستباحا الى هذا الحد الذي وصل اليه من استيعاب الهجرات العربية من الكويت وقبلها فلسطين والعراق واليمن وليبيا وها هي سوريا اليوم اضافة الى مئات الاف العمال المصريين لنكتشف بان الاردنيين اصبحوا مهددين ديمغرافيا ، ونناشدكم يا مولاي للتدخل ووقف هذه الفوضى قبل ان يقع الفأس بالرأس ونصبح كلنا نادمين ، فانظر يا سيدي لقد اصبحت مدن وقرى بل ومحافظات الشمال والمفرق تعج باللاجئين المتسربين بالالاف وموعودون بالملايين ، اضافة الى المخيمات التي صارت اوكارا لتصدير الرذيلة وبؤرا للفساد والازعاج كما لقوات الامن ايضا للمواطنين ، اضف التكلفة الاقتصادية والمعيشية لهم ونحن بالكاد نكفي انفسنا ، والاهم من هذا كله تلاشي خطر المخططات الدولية واستهداف الاردن الوطن وتهديد نظامه باقامة الوطن البديل الذي اصبح الامميون لا يخجلون من طرحه علنا . الاردنيون اليوم مختلفون مولاي ومتعلمون وعارفون وفوق ذلك كله يعانون الفقر والبطالة والعوز فمن يذهب ويتجول في شمال الاردن يلمس العمالة القادمة من سوريا ورخصها ويلمس ارتفاع اسعار الشقق والايجارات التي تضاعفت عشرات المرات حتى في قرى الرمثا وبني كنانه واربد والسبب زيادة الطلب عليها من السوريين . الى متى سيظل الاردن مسرحا وملاذا للمهاجرين على حساب قوت ابنائه ولقمة عيشهم ومأواهم وامنهم واستقرارهم وانتم تعرفون عن الاحداث اليومية التي تجري في مخيم الزعتري وفاتورة الكلفة الامنية لحمايتهم ، شعبك سيدي يتذمر ولا يعرف كيف ومن اين يتلقاها وهو يصارع غلاء الاسعار وتغول الحكومات على جيوبه واللاجئين اصبحوا في نظره تهديدا جديا وملموسا لامنه ومعاشه ، الاردنيون يا مولاي صابرون ولكنهم واعون ولن يسمحوا بتسليم بلدهم ووطنهم للغير ، فالامر يحتاج للحذر والعمل قبل ان ينفجر الصبر وتتطاير شظاياه لتطال الاخضر واليابس وحينها نضرب الكف بالكف لا قدر الله ندما وحسرة فالاردن كان وسيبقى للاردنيين مضيافا لكل العرب ضيوفا لاجئين يعودون لاوطانهم يتحملون مسؤولياتهم في بنائها وازدهارها، نساهم معهم بالقدر المعقول ، نؤدي دورنا العروبي تجاه الاخوة والاشقاء ولكن ليس على حساب هويتنا الوطنية وقوت ابنائنا فالمدارس اولادنا اولى بها والطرق ومحطات الوقود اردنية وللاردنيين وفاتورة الطاقة نحن من يدفعها ومن حقنا اولا التمتع بالرفاه الاجتماعي. لقد فاقت الهجرات كل التوقعات والحسابات فالمدارس تعج بابناء اللاجئين والمساكن امتلآت بهم وما عاد ابن البلد يقوى على دفع اجرة شقة او حتى بيت بالقرية والاهل كما تحدث احد النواب راحو يطردون الابناء من البيوت ليؤجروها للوافدين فهل هذا يرضيكم يا سيدي ؟ الاردن بحاجة لقرار من جلالتكم بوقف الفوضى قبل استشراء الداء والتصدي الى تناحة الحكومة في ادارة الملف. حمى الله الاردن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات