النسور بين القبر وعذابه والتاريخ وثيابه
أبدء مقالتي باستذكار تلك الفقرة الرائعة المقتبسة من بعض ردود الملك الحسين طيب الله ثراه على المشككين بسياساته وتوجهاته في بعض مواقفه التاريخية,"اتركوني للتاريخ ليحكم عليّ ".
فالتاريخ وضع عبدالله النسور من جديد في مواجهة الواقع الذي عليه اقسم, لذلك يجب عليه أن يتنبه جيداً لصفحات التاريخ الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة فعلها أي مسئول إلا ودونها بين سطوره , ليترك الحكم عليه وعلى تصرفاته وفق الافعال والاعمال والتصرفات.
فكم كنت جميلاً يا دولة الرئيس بالامس القريب عندما ذكرت في تصريحاتك أمام الإعلام ومجلس النواب والأعيان "بأنك قد بلغت من العمر 73 عاما ولا يوجد ما تخشاه وليس عليك شبهة فساد تعادل طابع بريد ", فهذا العمر يجب أن يكون دافعاً وحافزاً قوياً لك لمحاربة الفساد وأن تمضي للأمام دون أن تلتفت الى الخلف لحظة واحدة .
فالأمانة الجديدة التي أقسمت عليها ستضعك أمام خيارين لا ثالث لهما , فإما أن تعود الى السلط مسقط رأسك رافعاً جبينك للأعلى ومفنجلاً عينيك بوجه كل من وضع العراقيل أمامك لمنعك من العمل الوطني ,لتقف في طريقك الى بيتك عند محطة وصفي التل مترحماً ,وقد سجلك التاريخ بين سطوره بأحرف من ذهب , وإما سيلعنك التاريخ ويدثر إرثك الى الأبد, وماذا ستقول لملك الملوك يا دولة الرئيس إذا ما وضعوك في قبرك , والذي سيكون كما تعلم أول منازل الآخرة فإما لجنة وإما لحفرة من حفر النار.
فليس يا دولة الرئيس صحيحاً أن الميت هو مَن يُوضع تحت التراب , فكم حي بيننا هو في عداد الأموات رغم انه لا زال يسير على التراب ,وكم من ميت هو حي بيننا رغم انه تحت التراب كطيبي الذكر الخالدين في صفحات التاريخ ( هزاع المجالي ووصفي التل وعبد الحميد شرف وحابس المجالي وخضر شكري )ومن لف لفيفهما من أبناء الوطن الأحرار الصادقين .
فتذكر يا دولة الرئيس بأن التاريخ هو اكبر عدو يجب أن تخشاه ,لأنه لا يترك شاردة ولا واردة يفعلها الإنسان إلا وسجلها في أحداثه بدقة متناهية , فترى الناس يجلدون الآخرين ويلعنون المارقين وفقاً لأحداثه, فقدم أوراق اعتمادك له بصدق وأمانة خوفاً من الندامة .
فالشعب الأردني يريد سياسات عملية تعود عليه بالنفع وتعمل على تحسين الأداء وترفع من مصداقية القضاء , فإذا آلمتك عبارة الفساد التي تلفظ بها احد النواب ,فرفعت وتيرة صوتك الهادئ اصلاً في ردك على مطلقها لأنك لم تطق سماعها , فكيف بالوطن الذي يجثم الفساد على أنفاسه لا يقوى احد من المسئولين على سؤاله أو استجوابه.
فيا دولة الرئيس إذا كنت تريد محاربة الفساد بحق وصدق وأمانة , فدعك من القول الذي لطالما رددته أمام الشاشات, بأنك تريد وثائق لمحاربة الفاسدين , فمحاربة الفاسدين في الأردن لا تحتاج الى وثائق نهائياً, لان الوثائق تكمن في التاريخ, وما عليك إلا توجيه سؤال واحد فقط لكل من بنى ثروته من تواجده بالوظيفة العامة ,أو جناهامن علاقة نسب أو قربى لمسئول في الدولة : كيف آلت إليك الثروة وأنت بالأمس كنت قاطناً بالأجرة ولا تكاد تقدر على دفع فواتير الماء والكهرباء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فصدقوني إذا ما وجه دولة الرئيس هذا السؤال الى الآلاف ممن تدور حولهم شبهة الفساد, فلن يجد جواباً , وسيرى بأم عينيه كيف يتلعثم في الرد على السؤال, فنحن بلد صغير نعرف بعضنا جيداً.
وللفائدة المرجوة أجد نفسي مضطراً مرة أخرى لاقتحام عالم الشاعر العراقي الكبير احمد مطر فيما يخص محاربة اللصوص والفساد والفاسدين والمفسدين مستعيراً قوله:
الذي يسطو لدى الجوع على لقمته لص حقير
والذي يسطو على الحكم والأرض وزير
أيها اللص الصغير يأكل الشرطي والقاضي على مائدة اللص الكبير
فبماذا تستجير ؟ ولمن تشكو ؟ أللقانون والقانون معدوم الضمير
أإلى خف بعير , تشتكي ظلم البعير
أيها اللص الصغير ,إرم شكواك الى بئس المصير
واستعر بعض سعير الجوع واقذفه بآبار السعير
هكذا العدل يصير
في بلاد تنبح القافلة اليوم بها من شدة الإملاق والكلب يسير!!!!
وقف للتأمل:" مَنْ يطلب الغفران مِن عند الوثن, لا ترتجوا منه دفاعاً عن الوطن".
أبدء مقالتي باستذكار تلك الفقرة الرائعة المقتبسة من بعض ردود الملك الحسين طيب الله ثراه على المشككين بسياساته وتوجهاته في بعض مواقفه التاريخية,"اتركوني للتاريخ ليحكم عليّ ".
فالتاريخ وضع عبدالله النسور من جديد في مواجهة الواقع الذي عليه اقسم, لذلك يجب عليه أن يتنبه جيداً لصفحات التاريخ الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة فعلها أي مسئول إلا ودونها بين سطوره , ليترك الحكم عليه وعلى تصرفاته وفق الافعال والاعمال والتصرفات.
فكم كنت جميلاً يا دولة الرئيس بالامس القريب عندما ذكرت في تصريحاتك أمام الإعلام ومجلس النواب والأعيان "بأنك قد بلغت من العمر 73 عاما ولا يوجد ما تخشاه وليس عليك شبهة فساد تعادل طابع بريد ", فهذا العمر يجب أن يكون دافعاً وحافزاً قوياً لك لمحاربة الفساد وأن تمضي للأمام دون أن تلتفت الى الخلف لحظة واحدة .
فالأمانة الجديدة التي أقسمت عليها ستضعك أمام خيارين لا ثالث لهما , فإما أن تعود الى السلط مسقط رأسك رافعاً جبينك للأعلى ومفنجلاً عينيك بوجه كل من وضع العراقيل أمامك لمنعك من العمل الوطني ,لتقف في طريقك الى بيتك عند محطة وصفي التل مترحماً ,وقد سجلك التاريخ بين سطوره بأحرف من ذهب , وإما سيلعنك التاريخ ويدثر إرثك الى الأبد, وماذا ستقول لملك الملوك يا دولة الرئيس إذا ما وضعوك في قبرك , والذي سيكون كما تعلم أول منازل الآخرة فإما لجنة وإما لحفرة من حفر النار.
فليس يا دولة الرئيس صحيحاً أن الميت هو مَن يُوضع تحت التراب , فكم حي بيننا هو في عداد الأموات رغم انه لا زال يسير على التراب ,وكم من ميت هو حي بيننا رغم انه تحت التراب كطيبي الذكر الخالدين في صفحات التاريخ ( هزاع المجالي ووصفي التل وعبد الحميد شرف وحابس المجالي وخضر شكري )ومن لف لفيفهما من أبناء الوطن الأحرار الصادقين .
فتذكر يا دولة الرئيس بأن التاريخ هو اكبر عدو يجب أن تخشاه ,لأنه لا يترك شاردة ولا واردة يفعلها الإنسان إلا وسجلها في أحداثه بدقة متناهية , فترى الناس يجلدون الآخرين ويلعنون المارقين وفقاً لأحداثه, فقدم أوراق اعتمادك له بصدق وأمانة خوفاً من الندامة .
فالشعب الأردني يريد سياسات عملية تعود عليه بالنفع وتعمل على تحسين الأداء وترفع من مصداقية القضاء , فإذا آلمتك عبارة الفساد التي تلفظ بها احد النواب ,فرفعت وتيرة صوتك الهادئ اصلاً في ردك على مطلقها لأنك لم تطق سماعها , فكيف بالوطن الذي يجثم الفساد على أنفاسه لا يقوى احد من المسئولين على سؤاله أو استجوابه.
فيا دولة الرئيس إذا كنت تريد محاربة الفساد بحق وصدق وأمانة , فدعك من القول الذي لطالما رددته أمام الشاشات, بأنك تريد وثائق لمحاربة الفاسدين , فمحاربة الفاسدين في الأردن لا تحتاج الى وثائق نهائياً, لان الوثائق تكمن في التاريخ, وما عليك إلا توجيه سؤال واحد فقط لكل من بنى ثروته من تواجده بالوظيفة العامة ,أو جناهامن علاقة نسب أو قربى لمسئول في الدولة : كيف آلت إليك الثروة وأنت بالأمس كنت قاطناً بالأجرة ولا تكاد تقدر على دفع فواتير الماء والكهرباء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فصدقوني إذا ما وجه دولة الرئيس هذا السؤال الى الآلاف ممن تدور حولهم شبهة الفساد, فلن يجد جواباً , وسيرى بأم عينيه كيف يتلعثم في الرد على السؤال, فنحن بلد صغير نعرف بعضنا جيداً.
وللفائدة المرجوة أجد نفسي مضطراً مرة أخرى لاقتحام عالم الشاعر العراقي الكبير احمد مطر فيما يخص محاربة اللصوص والفساد والفاسدين والمفسدين مستعيراً قوله:
الذي يسطو لدى الجوع على لقمته لص حقير
والذي يسطو على الحكم والأرض وزير
أيها اللص الصغير يأكل الشرطي والقاضي على مائدة اللص الكبير
فبماذا تستجير ؟ ولمن تشكو ؟ أللقانون والقانون معدوم الضمير
أإلى خف بعير , تشتكي ظلم البعير
أيها اللص الصغير ,إرم شكواك الى بئس المصير
واستعر بعض سعير الجوع واقذفه بآبار السعير
هكذا العدل يصير
في بلاد تنبح القافلة اليوم بها من شدة الإملاق والكلب يسير!!!!
وقف للتأمل:" مَنْ يطلب الغفران مِن عند الوثن, لا ترتجوا منه دفاعاً عن الوطن".
تعليقات القراء
صدقت بما قلت
وهذا دليل على
الفراغ الفكري والتاريخي ........
وكأن الاردن لم يبنيه الا شخص او شخصان، الدول لا تبنى من واحد او اثنين، الدول يبنيها اجيال متعاقبة
وما وصفي التل وهزاع المجالي الا اشخاص مثلهم مثل الغير مع احترامنا الشديد لهم وعدم نكرانا لتاريخهم
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
فين السؤال
اديني السؤال تلائيني فريرة
ها ها
فين السؤال
انا مش فاهم اشي نهائيا
انت بتتكلم عن ايه
هو مين ولا مين ولا فين
هو مين اللي كتب مين ولا ما كتبش
مع تحياة
خرابيش