طفل في حاوية


قال تعالى في محكم كتابه ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) صدق الله العظيم.
هذه قصة من قصص الحياة أترك الحكم على مدى حقيقتها للقارىء والأسماء الواردة تاليا هي ليست الأسماء الحقيقية
الرائد أحمد :
إسمي الرائد أحمد أعمل ضابطا في جهاز الأمن وأنا في الأصل من قرية من قرى إربد الصغيرة كان والدي ضابطا من ضباط القوات المسلحة ولقد نال شرف الشهادة عام 1969 حين أصابته إحدى الطائرات الإسرائيلية بأحد صواريخها فوق أحد المرتفعات الأردنية وهو يدافع عن وطنه .
لقد تشرفتُ بالإنضمام إلى جامعة مؤتة في الجناح العسكري ولقد تخرجتُ من كلية العلوم الشرطية برتبة ملازم ثان وكان لي شرف العودة إلى الجامعة من جديد للإلتحاق ببرنامج الماجستير بالقانون والعلوم الشرطية .
في تمام الساعة السادسة إلا الربع من صباح يوم كئيب بارد من أيام شهر شباط كنت مناوبا في أحد المراكز الأمنية تلقيتُ إتصالا هاتفيا من قبل الركن المناوب في مديرية الأمن العام تفيد بأن شخصاً ما قد اتصل من منطقة قريبة من ضاحية الرونق وأخبرهم بأن هناك طفلا رضيعا يبكي في إحدى الحاويات ولقد تحركتُ فوراً مع أحد ضباط الصف في إحدى مركبات المركز الأمني إلى مكان الحاوية ووجدنا فعلا طفلا رضيعا مغطى ببطانية حمراء ولكنه كان أزرق اللون فأسرعنا به إلى أحد المستشفيات القريبة وتم نقله إلى مركز الطوارىء
وتم اتخاذ الإجراءات العادية وتسجيل كافة المعلومات المتعلقة بهذا الحادث وبعد ساعتين من الزمن تلقيتُ اتصالاً من ضابط الصف تفيد بأن الطفل الرضيع قد توفاه الله. شعرتُ بقشعريرة في بادىء الأمر ثم شعرتُ بغضب يسيطر على جسدي وفكري ويتزايد مع كل نبضة من نبضات عروقي وتذكرتُ البطانية الحمراء اللون والعينين الصغيرتين التائهتين والفم القرمزي اللون والبكاء الحزين وأقسمتُ أن أتابع موضوع هذا الطفل حتى النهاية
آشا :
إسمي آشا وأنا من سيرلانكا في الثامنة عشرة من عمري ولي شقيقة تصغرني بعامين وأخ يصغرني بخمسة أعوام . والدي كان من ثوار التاميل يقاتل تحت إمرة القائد " فلوبيلاي برابهاكران " في المناطق الشمالية الشرقية لسيريلانكا . وقد قتل وهو يحارب القوات السيريلانكية الحكومية . وفي عام 2009 وبعد تعرض مجموعة كبيرة من ثوار التاميل إلى التعذيب والإغتصاب قامت والدتي بالهرب إلى كولومبو العاصمة لتجد ملجأ عند عمتها التي كانت تعمل في إحدى شركات ( مها راجا ) المتخصصة في الشاي السيريلانكي وهي إحدى شركات ( مها راجا ) والتي تضم ألعديد من الشركات التجارية العالمية في صناعة الشاي والأنابيب والمشروبات الغازية وشركات الدعاية والإعلان وهي مكونة من أخوين مها والثاني راجا وهما في الأصل من التاميل ولكنهما مواليان للحكومة السيريلانكية وتربطهما علاقة متينة مع النظام الحاكم . ولقد تمكنت عمتي من تدبير عمل لوالدتي ولكن الدخل لم يكن كافيا لتأمين احتياجاتي أنا وأخي وأختي ولم يكن راتبها كافيا لإرسالي إلى الجامعة أو حتى لتدريس أخي وأختي . فوجدت أن أفضل حل هو التضحية بمستقبلي العلمي والبحث عن عمل مثلي مثل آلاف السيريلانكيات في الخارج ولقد تمكنتُ من الحصول على عمل كخادمة في الأردن من خلال أحد المكاتب المتعددة في كولومبو وتم تزويدي بتذكرة السفر على خطوط الملكية الأردنية بعد أن قمتُ بتوقيع عقد عمل وإجراء فحوصات طبية مطلوبة كشرط أساسي للعمل. وهي المرة الأولى التي أغادر فيها بلدي
منير:
إسمي منير وأنا أعمل مديراً في إحدى الشركات الكبيرة متزوج من سيدة هي إحدى سيدات المجتمع المخملي ولي إبن يبلغ السادسة عشرة من العمر اسمه يزن وإبنة تبلغ العشرين من العمر اسمها ليلى تدرس في إحدى الجامعات البريطانية . أمتلك منزلا في ضاحية راقية من ضواحي عمان الغربية وحالتي المادية ممتازة وزوجتي إبنة عائلة ثرية وناشطة في العديد من المؤسسات الخيرية والإجتماعية والأندية الإجتماعية وتواظب على ممارسة الرياضة والحفاظ على صحتها ومظهرها . لقد تخرجتُ من إحدى الجامعات البريطانية وأنا عضو في العديد من المجالس والمنتديات الثقافية وعضو في نادي السيارات الملكي أحب لعب الورق وألتقي مع شلة محدودة مرتين في الأسبوع . أحافظ على لياقتي من خلال مركز اللياقة والسباحة ومدمن على متابعة الأخبار والتطورات في العالم وفي العالم العربي منذ بدء هذا السونامي السياسي العنيف
سعيد:
أنا مواطن مصري أعمل في منزل السيد منير وأنا مزارع في الأصل وحاصل على شهادة مهندس زراعي . مهمتي تتلخص في الإشراف على الحديقة وأقوم بالإعتناء بسيارات السيد منير من حيث النظافة . وأشتري مع السائق متطلبات المنزل من كوزمو أو السيفوي ومن أسواق الصويفية وفي بعض الأحيان نذهب إلى مايلز في مكة مول أمضيت أكثر من تسع سنوات في الأردن وأحب الشعب الأردني الطيب .
سميرة:
أنا من خريجات الجامعة الأمريكية في بيروت والدي أحد التجار المعروفين في الخليج تمكن من جمع ثروة كبيرة وعمل في العديد من المشاريع العمرانية الكبيرة ومن ثم انتقل إلى بناء الطرق والجسور وتاجر بالأسهم له العديد من العمارات والأراضي في عمان ولديه منزل كبير لا أريد أن أقول قصرفي منطقة عبدون وهو مستقر في الإمارات العربية ولكنه يقضي معظم فصل الصيف في عمان . لقد تعرفت على زوجي منير في بيروت وتوثقت علاقتي به ولقد تم عقد قراني به عام 1985 في عمان وتم الإحتفال بالزواج في حفل بهيج في فندق الأردن في ساحة البركة الصيفية . ولقد قام والدي بمساعدة زوجي منير في الحصول على منصب هام في إحدى الشركات التجارية العالمية وللحق فإن زوجي قد كان مثالا للتفاني في عمله وحقق الكثير من التقدم والنجاح ولكن شبح والدي ظل يسيطر على فكره ولا يفارق أحاسيسه مما ولد لديه شعوراً داخلياً بالنقص . أنا أمتلك محلاً للأزياء النسائية ووكيلة لماركات شهيرة بعضها فرنسي وبعضها إنجليزي وأنا أحاول الحصول على وكالة لأحذية اسبانية .
الرائد أحمد
لقد قمتُ بالتوجه فورا إلى مستشفى الطوارىء وقرأتُ في تقريروفاة الطفل أنها ناجمة عن فشل كلوي حاد وهبوط القلب وارتفاع في الضغط وهي كلها أعراض لمرض ( برايت ) الذي يصيب الأطفال إثر تعرضهم لنزلات البرد يصاحبه التهابات في الحلق واللوزتين .
بعدها توجهتُ إلى جمع المعلومات عن مجموع الولادات في منطقة عمان الكبرى وبعد أن تم إعداد القوائم كلفتُ عددا من رجال الأمن بالإتصال بعائلات واهالي المولودين خلال الأيام الثلاثة الماضية . ووجدنا أن رقما معينا لا يجيب على الإتصال وهو رقم موبايل من أرقام أورانج ولدى التحقق من صاحب الرقم وجدنا أنه يخص خادمة من سيريلانكا ولدى مراجعتنا لمكان عملها وجدنا خادمة من الفلبين أخبرتنا أن الزوج والزوجة قد غادرا مكان الإقامة إلى الخارج كما وجدنا من قائمة المغادرين في مطار الملكة علياء أن الخادمة آشا قد غادرت عمان متوجهة إلى سيريلانكا منذ يومين . ولدى التحقيق مع السيد سعيد مصري الجنسية اكتشفنا أن آشا كانت تسكن في شقة في ضاحية الرونق مكونة من غرفتين وأنه كان يقوم بتأمين الغذاء والطعام لها وكان يرافقها في مراجعاتها الشخصية لطبيب متخصص في الشؤون النسائية . وبعد عودة صاحب المنزل وإجراء فحوص الدي إن إيه مع منير الأردني الجنسية ثبت أنه الأب الطبيعي للطفل المتوفي .
آشا هذه قصتي :
في إحدى ليالي الربيع كان منير قد عاد إلى منزله متأخراً بعد حضوره حفلة في أحد الأندية الليلية هو ومجموعة من أصدقائه حيث كانت زوجته وإبنه يزن في ذلك الوقت في زيارة خاصة لإبنتها في لندن وحين وصل باب البيت يبدو أنه لم يفلح في فتح باب المنزل وأيقظني جرس الباب ولدى فتحي الباب فوجئتُ بالسيد منير على غير عادته وعلى غير طبيعته غير قادر على المشي فساعدته إلى باب غرفته . وعدتُ إلى غرفتي واستسلمتُ إلى سبات وادع استفقتُ منه في أولى لحظات الفجر الدامع وأنا أستشعر أنامل منير وهي تتحسس رأسي وتداعبُ خصلات شعري ثم يمررها فوق عيني ويمررها بهدؤ فوق شفاهي لم أدر ماذا أفعل أو ماذا أقول حتى الكلمات قد تلاشت من فمي واستلقى منير بجانبي والتف بساعده الأيمن تحت كتفي وأخذ يقبل عنقي بدفء ثم أخذ يقبل عيني ووجنتي وبعد فترة تلامست شفتاه بشفاهي وامتدت أصابعه تداعب جسدي كانت هذه هي التجربة الأولى بل والوحيدة في حياتي أنا آشا صاحبة الوجه الملائكي والشعر الأسود الداكن اللامع . فقدتُ للتو عفتي وشعر الرجل النائم بجانبي بتأنيب الضمير حين استفاق من فعلته وطلب مني أن أغفر له وأن أسامحه ووعدني بمساعدتي وسألني إذا كان أمرا مهما أن تكون الفتاة عذراء في بلدي ووعد أن يصلح غلطته وأن يأخذني إلى طبيب مختص في هذه الأمور.
وغادر منير إلى مكان عمله وأنا لا أدري ماذا أفعل أو كيف أتصرف أو بمن أتصل وترددتُ كثيرا في الإتصال بوالدتي ومر اليوم الأول واليوم الثاني وأنا خائفة وكنتُ أغلق باب غرفتي وفي الليلة الرابعة وأنا أحضر القهوة التركية إلى منير في غرفة الجلوس أمام التلفزيون امتدت يد منير لتلمس أناملي ونظر في وجهي وطلب مني أن أجلس بالقرب منه وطلب مني ألا أخاف منه ومن جديد تكررت العملية ولكن هذه المرة هو بكامل صحوته وبدون أي آثار للخمرة وانتقلتُ معه إلى غرفة نومه وقضيتُ الليل بجانبه والغريب في الأمر هذه المرة أنني لم أشعر بالخوف بل شعرت بعاطفة مجنونة لم أشعر بها من قبل ولم أكن أعلم أنها موجودة أصلا في جنبات مشاعري. وأعطاني بعض المال الذي رفضتُه في بداية الأمر ولكنه أصر علي بل وأرغمني على قبوله وفي اليوم التالي اتجهتُ إلى أحد الصرافين في الصويفية بمساعدة سعيد وقمتُ بتحويل المبلغ بواسطة شركة ويسترن يونيون إلى عائلتي .
ولما عادت السيدة سميرة إلى منزلها مع ابنها يزن من لندن قام السيد منير بالسفر في اليوم التالي إلى بيروت ومن ثم إلى دبي . وبقيتُ أخدم السيدة سميرة وأقوم بتنظيف البيت ولكنني كنت خائفة من النظر في عينيها بل كنت أشعر أنها تراقبني وتراقب تحركاتي وفي الواقع كانت كلها أوهام ناجمة عن الشعور بالندم والذنب لا سيما وأن السيدة سميرة كانت دائما تتذكرني وتعطيني الكثير من ملابسها الغالية الثمن وتسألني عن والدتي وعائلتي بل وكانت في بعض الليالي تطلب مني الإتصال بوالدتي والإطمئنان عليها من هاتف المنزل بالرغم من حصولي على هاتف نقال.
ومرت الأيام بطيئة ثقيلة وعاد السيد منير إلى عمان كنت أشعر به يراقبني من بعيد كنت أشعر أنه متألم نادم . وبعد أشهر تنبهتُ إلى أن هناك بعض التغيرات الفسيولوجية التي أخذت تنمو شيئا فشيئا وانقطعت العادة الشهرية لمدة شهرين وأخذتُ أشعر ببعض الغثاء وحاولتُ كل جهدي أن أخفي أحاسيسي وحالتي الصحية لا سيما وأن السيدة سميرة كانت دائما مشغولة في اللقاءات والحفلات وتبادل الزيارات وفي إحدى الأمسيات شعرتُ بأن وزني قد زاد وأن بطني أخذت تظهر عليه ملامح الحمل فأنتهزتُ فرصة غياب السيدة سميرة وأخبرتُ منير بحالتي . وفي صبيحة اليوم التالي حضر سعيد واصطحبني إلى عيادة أحد الأطباء وأخبرني بأنني حامل في الشهر الرابع. والمعلوم أنه من المستحيل إجراء عملية إجهاض في هذه المرحلة المتقدمة من الحمل وأن من الأفضل الإحتفاظ بالطفل.
وفي نهاية شهر حزيران تم الإتفاق أن تغادر سميرة وابنها يزن الى لندن ومن ثم بعد أسبوعين يلتحق بهما منير لقضاء بعض الوقت في صحبة ابنتهما ليلى في عطلتها الصيفية . وقبل عودة سميرة ويزن من لندن عاد منير قبلهما وتم الإتفاق على استئجار شقة خاصة لي في ضاحية الرونق وقد قام السيد منير بإصدار تعليماته إلى سعيد من أجل الإعتناء بي وتأمين كل متطلباتي الغذائية والعناية بي . بل وأخبرني سعيد بأن السيد منير قد طلب منه أن يتزوجني مقابل مبلغ كبير من المال ولكن سعيد قد رفض هذا الطلب لأنه متزوج وله أربعة أولاد ينتظرون عودته ببالغ الشوق. ولكنه يعاهد الله أن يكون صديقي وأخي وأبي بل وحتى أمي وسألني إذا كان لي صديق في سيريلانكا ولكنني أخبرته أن من الأفضل إخفاء كل الموضوع الآن عن عائلتي . كما تم الإتفاق على استقدام خدامة جديدة هذه المرة من الفلبين وإخبار السيدة سميرة أنني اضطررتُ إلى السفر إلى سيريلانكا للإعتناء بوالدتي . وفي الشهر التاسع قام السيد منير بإرسال كميات من المال وطلب مني أن أقوم بتحويلها إلى عائلتي في سيريلانكا ولقد كنتُ أقوم بتحويل مبلغ خمسة آلاف دولار في كل مرة لأنهم لا يسمحون بتحويل أكثر من خمسة آلاف دولار عن طريق الويسترن يونيون . ولقد كان منير كريما للغاية معي وتم الإتفاق مع طبيب التوليد وحجز غرفة للولادة وقام سعيد بتجهيز كل الأمور وتم الإتفاق أن يكون اسم الأب من سيريلانكا ولا أعلم لماذا اخترت اسم ابن عم لي . ولما جاءت لحظة المخاض توجهتُ أنا وسعيد إلى المستشفى وفي صبيحة اليوم التالي في ساعة الفجر تمت عملية الولادة بنجاح ولم يكن المولود في حالة صحية جيدة رغم محاولات الطبيب المتكررة للعناية به . وفي اليوم الثالث تم إخراجي من المستشفى وكنت قبل أسبوع من موعد الولادة قد قمتُ بحجز مقعد على خطوط الملكية الأردنية المتجهة إلى كولومبو وقمت بشراء تذكرة السفر من مكاتب الخطوط الملكية بالقرب من الدوار السابع . وفي صبيحة اليوم الخامس بعد الولادة في ساعة الفجر لففتُ ابني المريض ببطانية حمراء وقمتُ بوضعه من خلال الدموع في حاوية قريبة ولقد مشيتُ بعيدا عنه وقلبي يبكي والدموع تملأ عيني واتصلت مع التاكسي المميز وتوجهتُ إلى مطار الملكة علياء الدولي لأستقل طائرة الملكية الأردنية في طريق عودتي إلى سيريلانكا. بعد أن تركتُ رسالة معنونة إلى سعيد أخبره فيها أنني بخير وأنني سافرتُ إلى سيريلانكا وأنني تعلمتُ حكمة من الحياة تقول " احذر من ثلاث دمعات . دمعة المظلوم . دمعة اليتيم . دمعة الأم " .




تعليقات القراء

هالة
لقد تكررت هذه الحوادث في الأردن وتطالعنا الأخبار بين الفينة والفينة بوجود طفل رضيع كان آخرها وجود طفل رضيع في كرتونة في حدائق الملك عبد الله ونسأل الله أن يساعد الناس في تحمل نفقات الحياة ولا أصدق أن أماً تتخلى رضيعها إلا مجبرة ومرغمة ومسلوبة الإرادة وهذه الظاهرة وبكل أسف آخذة في الإزدياد رغم أنها أتتنا من الدول الأوروبية حيث يترك الأطفال الرضع أمام الكنائس أو دور البلدية حتى أن معظم هذه المواقع قد تم تغطيتها بواسطة كاميرات للمراقبة
12-03-2013 02:44 PM
تامر
نعم إن أي أم لا يمكن أن تتخلى عن رضيعها فهو بالنسبة إليها بمثابة الروح ونبض القلب ولقد تكررت هذه الظاهرة وأخذنا نسمع عنها في الصحف المحلية وأشعر بأن هناك حالات إنسانية تقتضي مالإهتمام والمعالجة وأظن أن الأردن خلال السنوات الماضية قد شهد تدفقا غير معقول من الدول العربية المجاورة وهؤلاء قد حملوا معهم مآسيهم وأحزانهم ومشاكلهم وأظن أن ما يمر به اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري وفي إربد والرمثا والقرى المجاورة والحالة المحزنة القاسية سوف يدفعنا إلى السماع عن حالات إنسانية فالفقر والجوع والعوز هما نوع من أنواع الكفر وإنني أدعو الله تعالى أن يهون عليهم ويرأف بحالهم ويخفف مأساتهم إلى أمن وطمأنينة
12-03-2013 05:11 PM
المحاسنة
أخواني في الأردن لقد تابعث الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية ولقد آلمني أن أسمخ أخباراً أرجو من الله تعالى ألا تكون صحيحية مفادها أن هناك تجارة بالجسد في مخيمات اللاجئين وأن بعض رجال الدول المجاورة قد أصبحوا يزورون الأردن تحت حجة البحث عن زوجة أو حتى عن البحث عن متعة رخيصة
فيا رجال الأردن الغر الميامين يا أهل النخوة والشرف والرجولة إن الأخوة السوريين قد جاؤا إلى الأردن في جنح الظلام هربا من الآلة الحربية الجهنمية التي تمثل وثيقة خزي وعار في تاريخ القرن الواحد والعشرين والتي ضاع فيها الضمير والدين والإنسانية فتحولنا إلى وحوش بشرية ينهش بعضنا البعض الآخر . لقد هرب مئات الآلاف من أخوانكم في سوريا واحتموا بكم دخلاء يبتغون السترة والحياة فأحسنوا وفادتهم فهم أخوانكم في الدين وفي العروبة وفي التاريخ الطويل وامنعوا عنهم كل أذى وكل المحاولات الرخيصة للإتجار بهم فأعراضهم هي أعراضكم والدفاع عنهم وعن كرامتهم وعن عرضهم هو أعلى درجات الجهاد
13-03-2013 11:34 AM
الخرشه الكرك
.........
رد من المحرر:
نعتذر........
13-03-2013 11:58 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات